الرئيسية إينَـاسِّيات ولادة عشرينية

ولادة عشرينية

بواسطة إيناس مليباري

بسم الله الرحمن الرحيم

ما الكون إلا طبيعة ورَّاقة ، هكــذا رأيته مؤخرَّاً رُغم أنَّـي عشرينية العُمر  !

يعود سبب تغير نظرتي لأني قررتُ أخيراً أن أمنح ” هدية الله ” شيئاً من اهتمــامي ، وحالما يُعير الإنسان اهتمامه لشيءٍ ما فسيراه وكأنه جديد العهد به ، حتى وإن كان يُرافقه قُروناً طِوال !

فالعين ما هي إلا وسيط ، وليست هي من تفسِّر لنا تُرجمان العقل ، .. البصيرة هي بؤبؤتنا الحقيقية .

.. مــــــــا الأرض ؟

.. ومــا البـــحـــر ؟

.. وما الشــمس ؟

.. وما الشـــجـــر ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما الأرض ؟

sand

كُنتُ أعتقد بأنها ممشَـى ترضَخ مُحدودبة الظهر لأنها خُلقتْ من أجلنا وفقط !

أصبحتُ أُؤمن بأنها سبيلاً لـ الوصول لرضا الله ، فلولاها لما تمكَّنتْ جبهتي من التقرب لـ خالقي ..

لولاها، لما حظيتُ بأن أنضمَّ لمن قيل فيهم : فضلُ العالِم على العابد كفضلي على أدناكم – المتحدث الرسول صلَّ الله عليه وسلم ، كيف سألتمس العلْم بدونكِ يا أرض ؟

تلك هي أرضــي الجديدة 🙂

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وما البحـــر ؟

sea

كُنتُ أعتقد بأنه مُتنفس بشري ، رُغم تحركه مدَّاً وجزراً ، وهذا ما يجعله يحمل صفة بشرية ” الحركة ” إلاَّ أنني لم أُعدَّه هكذا يوماً !

كيف تعامل نبي الله موســى – عليه الســلام – مع البحـر ؟ سخَّـر الله له البحر ليكون مُنقِذه مرتين ؛ لحظة ولادته ولحظة انشقاقه ليُغرق فرعون وأعوانه .

فالبحر جُندٌ من جنود الله ومن حقِّه كـ مخلوق من مخلوقات الله أن نهبه القليل من التأمّل .. أن نُعطي أمواجه وتقلباته أبعاداً جديدة ..

البحـــر حيـــاة ، وذاك هو بحــري الجديد 🙂

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وما الشمس ؟

sun

حــارَّة ، مُرهِقــة ، قَـاسية ، لا تُريد إلا زيادة رصيد مشقَة الظهيرة !

هكذا – كُنتُ أراها – وتبدَّدت نظرتي تلك بقليل تأمل في قوله صلَّ الله عليه وسلم : ” وَالله لَو وَضعُوا الشَّمس فِي يَميني والقَمر فِي يَساري مَا تَركتُ هَذا الأمْر” .

لن تكون هكذا ، فلي في رسولي قدوة حســنة ، وإن أرهقتني الشــمس بعد ذلك فسأصطبر على حُرقةِ لهيبها .. وسأذكر نفسي بأنها من وهبتني فيتامين ” د ” حينما كنتُ رضيعــة .. منحــتني ما لم يمنحـه لي البشــر على كثرهم !

تُهديني الشمــس في كل ظهيرة ، درساً جديداً في مفهوم ” الصَّــبر ” الجسدي وحتماً ولا ريب سينعكس الصبر ذاك لأموري الحياتية – المعنوية .

تلك هي شمــسي الجديدة 🙂

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وما الشــجر ؟

trees

قال صلَّ الله عليه وســلم : ” من كانت في يده فسيلة فليزرعها ” .

أيّ نظرة قاصرة تلك التي كانت تغــشاني وتغشــى بصيرتي ؟

لم أفكِّر يوماً في كون الشجر يُضاعِف حياتنا البشرية من خلال منحــه الأمان لنا وتحسين نفسياتنا التي تشبه البيت المُتهالك فيبعثُ لنا رسائل التفاؤل من خلال اخضرار أوراقــه .. كما أنه يذكرنا أثناء لهونا وانشغالنا في الحياة بحقيقة الفنـــاء من خلال استعراضه لإصفرار أوراقه والتي أَزِف موعد احتضارها !

فالشجر ، تفاؤل .. تذكير

الشجـــر ، صديق ناصـــح محبّ ، ذلك هو شجـــري الجديد 🙂

إينــــاس

You may also like

2 تعليقات

منال الزهراني 8 أبريل 2010 - 8:45 ص

تأملات جميلة 🙂

Reply
إينـاس مليبـاري 8 أبريل 2010 - 10:43 ص


أُسعَــد كثيراً لتواجدكِ منال 🙂
أسعدكِ الباري ‘‘

Reply

اترك تعليقا