الرئيسية إينَـاسِّيات على رأسِ العمل!

على رأسِ العمل!

بواسطة إيناس مليباري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

heart

ثم تفتُر بعد همّة، ويخفو بريقك بعد استنارة، وتشعر أنّك زائد على هذا العالم! وتشعر بما لم تشعر به لوقتٍ طويل، تشعر أنك غير قادر على العودة لسالفِ عهدك، وعملك الذي ألفْتَه! لوهلةٍ، ولحيلةٍ شيطانية زيّنها لك، فصدّقتها نفسك، تظنّ ظنًا لا يليق بك! – لكنّك ظننت في النهاية- أن المفرّ هو الانسحاب، الخروج من كلّ هذا المأزق، واعلان استقالتك بينك وبين نفسك!

صحيح أنك لازلت تعمل معهم، في المنزل، وفي عملك، لكن قلبك مستقيل عن العمل الحقيقي! جوارحك تُمارس الأعمال الروتينية، تتمّها بإكراه من جهاتٍ كثيرة، لكن القلب مستقيل…

قاوِم ياصديقي، كلّ شعور يحول دونك ودون أن يكون قلبك على رأسِ العمل بسببٍ أو بلا سبب! عدّه بلاء، اصبر، وتصبّر واصطبر، اجتهد وجاهد، لا بأس أن يفقد الإنسان نفسه، يتوقف قلبه (وربما إيمانه) أن يكون منتجًا، أن يُكمل مشاريع كثيرة، فتح لها الباب، وابتدأها، ثم لشعورٍ عابر، وسيمضي، يغلق كل أبواب الخير، في لحظة!

قاوِم العُسر بالتسبيح، زاحم الشعور بشعور، زاحم الفراغ بالعمل، زاحم الجهل بالعِلم. قُم، كلما أطلتَ القعود؛ فالأجسام الراكدة، مرفأ للأتربة!

الإنسان لما يقرّر أن يكون قلبه على رأسِ العمل، يبدو عمل قلبه ظاهرًا جليًا لكل شخص يلتقيه، تجد له كلمة طيبة في المجالس، وخيرهُ لأهله قبل غيره، يُمارس هواياته، لازال يشعر بالشغف تجاه ما يحب، فتجده مُقبل دائمًا ومُبادر، يقترح، يبتدأ، وقليلًا ما تجده، مُحبَط أو مُنسحب! و لأن قلبه لا يعرف للسكون معنى، فإنه كثيرًا ما يدفعه لعمل أشياء كثيرة، يؤمن هذا الإنسان، الذي ملّكه الله قلب على رأسِ العمل، أن عمله الذي يُتقنه، إذا لم يقم به على أكملِ وجه، فإنّ غيره من الناس لن يقم به، يُدرك أيضًا، أنّ فراره من مهماته في إصلاح نفسه والآخرين، يعني رغبته على استعجال منيّته وهو على قيد الحياة!

كما أن البطالة في وظائف الدنيا ظاهرة، فإن بطالة القلوب أشدّ انتشارًا! ياربّ استعملنا فيما تحبّ، واعنّا على ما استخلفتنا عليه، وكنْ لتلك القلوب العاملة، خير مُعين، أعنها حين تعمل، وحين تميل لأن تستقيل، أعنها لما تُعلن استقالتها أن تعاود العمل! وثبّتها على ما يُرضيك.

الحمدللهُ الذي بنعمته تتمّ الصالحات، الحمد للواهب على تمامهِ سبعةِ أعوام لهذه المدونة.
ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا.
11/11/2016

You may also like

1 تعليق

اماني افندي 11 نوفمبر 2016 - 8:23 م

جميل كالعادة اللهم اجعل قلوبنا دائما على رأس العمل وأعنا وءأجرنا

Reply

اترك تعليقا