♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خرجتْ من منزلها متجهة إلى عملها والعناء يتكبّدها ، لا تُحصي لمصائبها عدداً ، وما أن وطأتْ قدماها الروضة ، حيثُ كانت تعملْ معلمة رياض أطفال ، أدركتْ بأن عليها فروضاً يجب أن تُفعل ومهاماً تتزايد عليها أن تُنهيها ، كل ذلك تُدركه جيداً لكنها لا تعلمُ كيف تبدأه حتى تُنهيه ولا سلوى لها إلا الحزن الذي رافقها من منزلها لعملها ، وبخطى رتيبة دخلت الفصل ، احتضنها الأطفال ، داعبوا شعرها القصير ، وأخذت الفتيات تعلقن على ثيابها الجميلة والكل فَرح بقدومها وكأنها تأتيهم لأول مرة لا كل يوم ! بلا سابق شعور ، سُعدتْ وابتهجتْ لبهجتهم بها ، شاركتهم اللعب والعمل . إلى هنا ينتهي المشهد الذي رأيته في أحد المسلسلات الذي كان بنظري منذ عدة سنوات بأنه خيالي ! كيف لأطفال صغار أن يحولو بيني وبين ما أشعر به ؟ بيني وبين أن أحزن وأنكفئ ؟
لم استوعب كيف أن للأطفال جمالاً غير الذي يصوره لنا الإعلام في إعلانات البامبرز ! إلا حين أصبحتُ معلمة لرياض الأطفال ، ما أكثر ما كانوا السبب في ابدال حزني لفرح ، بضحكة أو بدعابة منهم ، ما يستحق القول بالفعل ، هو بأن الأطفال يشعرون بضيق من يهتمون لأمره ، فحين أبدو على غير العادة وأتظاهر بأنني بخير ، تنزلقُ مني كلمات أو تصرفات تكشفُ لهم حقيقة ما أشعر به ، فيقاطعني أحدهم سائلاً إياي : معلمة اشبك ؟ ارتبك قليلاً ، ابتسم ابتسامة مقتضبة ، أخبره بأنني في مزاج سيء ولا أدري هل استوعب هو وأصدقائه ما هو السوء الذي يشعر به الكبار ، وأظن بذلك بأن الموضوع قد انتهى لكنه قد ابتدأ ! أجدُهم بعد تبعثر ، يُحيطون بي . وبعد طول استنزاف للتوجيه ، يستجيبون لي . وبعد كثير صمت ، يحدثونني . وأخيراً أجدني ابتسم وأسعد من حيث لا أفقه ! وعلى الفور أتذكر المشهد الذي كان خيالياً بنظري آنذاك وأخبر قلبي بأني كم كنتُ مخطئة مخطئة : )
أتذكر في طفولتي ومراهقتي كنتُ أتسلل لغرفة المعلمات يوم أن كنتُ ” بنت أبلة ! ” كنتُ لا أرى أمي وصديقاتها المعلمات إلا وهن مجتمعات يتحدثن أو يأكلن أو يضحكن ، لم أكن أفكر آنذاك كيف هو شعورهن ؟ حتى نضجتُ ولا زال احساسي قاصراً على أن يستوعب كيف هو مُجتمع المعلمات ؟ أكثر ما تراود على مسامعي بأن المعلمات يكثرن من أكل الفول وهذا جُل مبتغاهن ! لكن وبعد أن أصبحتُ جزءاً من هذا المجتمع أؤكد لكم بأن الأمر برمّته لم يكُن كما تصورت ولا كما سمعت ! حين تجتمع المعلمة بصديقاتها تنسلخ من كونها تربوية ، قدوة ، وكائن لا بد أن يستقيم ، لأنثى من حقها أن تضحك ، تدفع صديقاتها مازحة ، تقول حديثاً لا ينبغي للصغار أن يسمعوه وتأكل الفول أيضاَ ! صديقاتي المعلمات شكراً لأنكن كنتن فوق جميل كل تصور : )
ماذا أحب أيضاً ؟ أحب أن أكتب ، أحب أن أحتسي القهوة المُرّة أنا التي كانت تضع 6 ملاعق كبيرة سكر ! ، أحب أن أتصابى مع ريتال ويوسف ، أحب أن أتصادق مع أمي ، أخبرها بما لا تُخبر به الفتيات أمهاتها ، أحب أن أتشاكس مع صديقتي أمام الكثيرات ، أحب أن أجد رسالة جميلة لا أتوقعها ، أحب أن يخبرني أحدهم كم أن كتاباتي تروقهم ، أحب إدارة موقع الألوكة ، أحب من يكتشف على أرض الواقع بأني ( إيناس مليباري المدونة ) بطريقته الخاصة دون أن أسعى لذلك ، أحب أن أداعب قطة أخي ، أحب المفاجآت ، أحب أن أتقن العربية أكثر ! ، أحبكم وأحب طفلتي سمفونيتي : )
دونوا عن الأشياء التي تحبونها ، حتى لا يموت الحب في مهده ، أخبروا من حولكم عن كل جميل يحدث لكم ، انفضوا عن قلبكم كل يأس وابحثوا في دواخلكم عن كل صغير يُبهجكم
بالمناسبة ، أكتب هذه التدوينة ونوبة اكتئاب الشقيقة قد أصابني ، لا صلة للظاهر بالباطن ، أن أحب يعني أن شيئاً جميلاً أشعر به بداخلي ، باختصار :
يتوعك ظاهري ، وفي داخلي أشياء جميلة تحيا : )
وشكراً للمدون طارق الذي طلب مني أن أكتب تدوينة عن الحب ، أي نوع من الحب ، لم يكن يريد رأي كاتب ، ولا فتوى شيخ ، ولا رؤية دكتور . شكراً أخ طارق على الثقة ، وأعتذر للمرة – لا أذكر العدد ! – على التأخير غير المقصود : )
15 تعليقات
أحب أن اقرأ لإيناسي ، أحب كنزي الصغير ، أحب ان أرتّل القرآن ، أحب أن يناديني الصغار بإسمي ، أحب أن أرى افراد عائلتي سُعداء ، أحب أحاديث جدتي ، أحب اجتماع الصديقات ، أحب أن ابتسم لأطفالي كثيرًا ، أحب قهوتي التي لا تحبينها ، أحب أن أحبّ ..
.
.
.
و أحبّ البياض الذي يقطُن قلبك ياصديقة قلبي : )
جميل ما دونتيه الحب لم يكُن أبداً مُقتصراً على شعور بسيط ، يُمكننا أن نُضيف لمُعظم الأشياء في
حياتنا نكهاتِ حب مُختلفة …
كانت أُمنية الطفولة أن أكون مُعلمة أطفال حقاً هُم إسفنجة سعادة تمتصّ الحزن ..
هنيئاً لكِ بأحباب الله الصغار
ووفقك إلى كل خير .
http://aisha116.blogspot.com/2012/09/blog-post_589.html
أُحب تلك التدوينات التي تأتي على غفلة وتُجيب عن تساؤل كان يَقُضُ مضجعنا..
وهكذا هي تدوينتُكِ هذه = )
بثت فيّ حُب الكتابة من جديد بعدما كُنتُ قد اعتزلته
شُكرًا لحرفك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ونحن نحبك..
نحبك..
نحبك ياإيناس ♥♥♥
أُحبٌّ أحرفك المُضيئة التي رغم اليأس والحزن اللذان تخللاها إلا أن مازال هناك أمل بنبض بالحياة (^_^)
إيناس .. بصدق دائماً ما تأخذنا أحرفك إلى فتحة الأمل البعيدة التي قد لا نراها ..
فشكرأ لك .. بأنفاس الصباحِ المنعشعة 🙂
جميل أن يكتب الواحد منا عما يحب, فمن حولنا الكثير مما نحبه ونسعد به الحمد لله رب العالمين, سأفعل أحد الأشياء التي تحبينها بأن أخبرك بأن كتاباتك تروقني جدا جدا, شفاكِ الله وعافاكِ يا ايناس وجعل أيامك مليئة بالخير والرضا
الحب يتجدد معنا بكل عمل بكل أمل لا يحتاج الى بروتوكولات أو رسميات مقيدة هو نابع بكل عفوية.
قد يكون في الأشياء الصغيرة البسيطة التي يراها البعض دون قيمة !
ايناس شكراً لما تجدديه دائما من أمل لعل هناك من غفل عن هذه المعاني !
بيان ؛
أحب حضورك الوارف ، أحب روحك المُشرقة ، أحب أفقك الواسع ، أحب دعمك : )
عائشة ؛
إن الحب سلسلة لأشياء لا تنتهي أبداً يا صديقتي : )
شكراً لمشاعرك الجميلة و . . عالمك الصغير أحببته : )
عُلا ؛
كان ما أفضتي به هُنا أبلغ الأثر في نفسي : )
أحب فيك كلماتك القادرة على إسعادي في كل مرة تحضرين فيها ()
سعيدة بقرار عودتك من جديد ، فحرفك ملهم ()
سوناتا ؛
وأحبك فوق الحب الذي أخبرك عنه كل يوم : )
سوناتتي ، حضورك يٌشرقني من جديد ()
قلب ؛
بمناسبة الحزن المبثوث في ثنايا الحديث ، أذكر بأن هناك من أخبرني بأنني أكتب عن عالم خيالي !
عالم وردي خالي من الواقعية ، لذا فإنني أكتب الحياة بملحها وسكرها : )
شكراً لحضورك المبهج ، يا سعدي به
سوسن ؛
ربي يسعدك سوسنتي ، شكراً لأنك وفي كل مرة تسعديني بطريقة ما : )
أحب متابعتك ، كما أنني افتقدك بسرعة ()
بشير ؛
أنت صاحب الأمل الأول ، أتذكر تدويناتك اللطيفة وابتسم بعمق : )
شاكرة لك متابعتك ، وبانتظار عودة المدونة ثانياً : )
الشكر لك ِ لاستجابتك السريعة ( قياسا ً لمدى انشغالك ِ ), و لا تثريب عليك ِ … المهم أن التدوينة هاهنا ^-^
و في الحقيقة,فقد جاءت أفضل مما توقعت
راقني الواقع & الحلم
الحقيقة & الخيال
الماضي & الحاضر
الألم & الأمل
يعجبني أسلوبك , حيث تختمين التدوينة بلمسة سحرية ….
لا أصدق أنك رغم الآلم , كتبتها ….. لكن هذا هو المنطقي بالمناسبة , فإيناس تنحني للعاصفة لكن جذورها ممتدة في أرض التفاؤل
كما قلت سابقا ً , قربك ِ من الأطفال يليق بك ِ …( أم أنك ِ تليقين لقرب الأطفال !)
ممتنٌ لك ِ أبلة إيناس
دمت ِ بخير دوما ً
و اسمحي لي بطباعة التدوينة و الاحتفاظ بها
والشكر موصول لك على منحي الفرصة على أن أدون شيئاً جميلاً لطيفاً : )
لك أجر كُل من تذكر بأن ثمة طيف أمل وبصيص سعادة بالقرب من الأشياء السيئة
التي تحيط به : )
بالمناسبة ، تلقيتُ رسائل بريدية أيضاً تخبرني بأن الحب ألهمهم ، وددتُ لو أخبرهم
بأن وجهوا شكركم للأخ طارق : )
سرني الحضور ، فشكراً لكلماتك الراقية ، ومرحباً بك : )
تأكدي يا أبلة,اأن لسوق قد فرغت من بضاعة الحب تقريبا ً …. فمهما طرحت ِ منها… لن يتوقف الطلب عليها
لأن رائحة الكره والحقد… و الدمّ .. زكّمت الأنوف 🙁
لذلك, أغرقي قلوبنا حبا ً , و الثمن تقبضينه يوم القيامة بإذن الله
طارق ؛
الخير باق مهما كثُرت المفاسد ، أثقُ بذلك كثيراً : )
وإني لأسأله أن يجعلني ممن يصلحون الأرض ، وإياك وكافة أمة مُحمد : )
شكراً لإطراءك
العذيّة ؛
رغم أنني لم أفهم معنى اسمك بيد أن حضورك أسعدني : )
شكراً للمتابعة
بالمناسبة,ربي يجعل آلمك أجر و عافية و قوة ع فعل الحق
قادتني الصدفة إلى حروفك الراقية .. وأرغمتني متابعة جديدك .. أختك العذيّة .
وأنا أحب هذه المدونة وأُحب المدونات وأُحب الذين يدونون تجاربهم
أحب المنظومات، وأُحب العربية، أحب لما تُعنون المقالات والأشياء بأسماء فنانة وذات دلالة، أحب الخط والرسم وكل ما رأيت فنا طمعت فيه، أحب النبات وضوء الشمس المتخلل من النافذة، أحب الريف، ورؤية المكتبات المليئة بالكتب، أحب أي شيء صغير ملون 😂 الأشياء التي قد يقتنيها المرء ولا يعلم فيم يستخدمها؟! أحب الألعاب التعليمية والصغيرة والفنانة والبيوت الخشبية الصغنونة
أحب الأقوياء في الحق، أحب العزة، أحب التعلم، أحب تخصصي، وأُحب الكلية والجامعة، (وأُحب العلاقة بين الأم وطفلها، وكذلك الأخوات، وأُحب تأملها)، أحب الصغار، أحب الشوكلاتة والحنّاء، أحب لما أُحَبّ ولما يُرحّب بي، أحب أقرأ ما كُتب لي ولا مانع من تكراره، بل أعود إليه بين فترة وأخرى😁، ……….. وما أكثر ما أحب! 😁
أما هذه المرة سأعلّق باسمي 😝، أستطيع أن أقول أيضًا أني أحب اسم نور، وأُحب اسمي😁.