عن الكلمات الطيبة، التي نقولها، ولا نُلقي لها بالًا، نرحلُ، وكلماتنا، فيهم، باقية! عن كل ما تفعله جمال الكلمات، في قلوبنا، عن البسمات التي نُطلقها، ونظرات الحُب التي تصدر منَّا، إثر جمال الكلمات التي نسمعها ممن حولنا.
سُلطان|
بينما هُو يتأرجَح عاليًا، مررتُ من خلفهِ مباشرة؛ لمُساعدة صديق آخر، على عُجالة، صَرخ سُلطان عاليًا، للوهلة الأولى لم أُعِر صرخته انتباهًا، والتفتُ لمن هُو بحاجة لي، لا زال سُلطان يُناديني حتى اقتربتُ منه، ولا زال في عُلوه، يتأرجح، قال لي: ” ترى والله خِفت عليك يامُعلمة”.
رُبَّ كلمة، تُسعِدك!
نُور|
لمَّا قدِمتْ والدتها لتأخذها، كانت نُور تودّعني بنظراتها، وكذلك فعلتُ، قاطعتنا والدتها بإخباري بأن حديث نُور وانشغالها الدائم، هو وجهُ معلمة إيناس، وابتسامة مُعلمتها، وكل ما في تلك المُعلِّمة! نور التي تُخفي كثيرًا مما تشعرُ به، لكنَّها كذلك!
رُبَّ قلب، تُجلِّيه كَلمة!
سيف الإسلام|
صغيري الذي أُرحِّب به كما أُرحِّب بأحدٍ أعرفهُ طويلًا، بينما هو في حقيقةِ أمره، مُغترب، يمني الجنسية، لا أفقهُ كثير مما يقول، وربَّما لا يفقهُ كثيرًا مما أقوله، أو هكذا ظننتُ! لكنَّ شيئًا بيننا، قد نمَا، رُغم اختلاف اللهجات، وعُسر الفَهم، رُغمًا عن كل هذا، تآلفت القلوب من حيثُ لا نشعر، حتى أخبرتني والدته بكثيرِ حديث، جهلتُ أكثره، وما علمتُ منه سوى أن ذلك الصغير الذي كنتُ أشعرُ أنه لا تواصل بيننا، أنَّه ” مغروم فيني” على حدّ تعبيرها! تقولُ هذا وقلبي يردد باندهاش: ” سيف!!” أنَّى له ذلك؟ ولا كثير مواقف تجمعنا! لكنَّها القلوب، لما يكتب لها الله الائتلاف.
رُبَّ كلمة، تُدني البعيد!
مُؤيَّد|
الصغير الذي لا يرضى أن يُعامل معاملة الصغار! الذي يحمل الكثير من الشُّعور، لكنَّه يأبى إلّا أنْ يحفظها طويلًا في قلبه، لحين قدوم والدته، في كلِّ يوم، بعد أن يرتدي حقيبته، مُغادرًا، ويلمح طيف معلمته، يكتفي بقوله: “مُعلمة” بصوتٍ عال، هذا النداء، في ذلك الوقت، يُخبرني عن كل ما حفظهُ بعناية على ألَّا يظهر! فيأتي ذلك النداء… ليُفكِّك كل ما حال بيننا. أُكمل بقية الجُملة التي بدأها بالنداء، أودَّعهُ بجميل الكلمات، يأتيني ردَّه بالنظرات.
رُبَّ كلمة، بألفِ جُملة!
في كلِّ مرة يسقط فيها أحد صِغاري، مُتألِمًا، نتحلَّق حوله أنا وبقية صَحبه، مُستجيبين لندائه أو صُراخه، نُغدقه بجميلِ الكلمات، وصادق القُبلات، أُذكِّره على عُجالة أجر الصَّابر على الألم، حتى الشوكة يُشاكها! وما أجمل الكلمات لمَّا تأتي صادقة، حقيقية، وأعني بأنَّها حقيقية لما تُعيد للقلبِ اتزانه، تخرجُ الكلمة من قلبِ صاحبها قبل خروجها من شفتيه، لتمسح على قلبِ متلقيها، وما يكون هذا إلَّا لمَّا تكون الكلمات، كلماتك، تصبُّ في مرضاة الله، أمَّا ما عداها من الكلمات، تخرج من صاحبها، لتخرج ثانيةً من أذن سامعها! مهما كانت تلك الكلمات جميلة، فقدها للصدق ولمرضاةِ الله، يجعلها جوفاء، هشَّة، تنكسرُ مع أول ارتطام لها في الحياة!
الكلمات الطيَّبة تعمر طويلًا في قلوبنا، لا تمحوها السنين، ولا تبدِّلها متاهات الحياة، بل نظلّ نتصبَّر بِها كلَّما ادلهمَّت بنا الخُطوب، وما يتصبَّر القلب إلا بالحقَّ، الحقَّ الذي يجعل للقلب عكّازًا وسندًا، لا يراه من حوله، لكنَّه يشعرُ بتلك الاتكاءة، لا يخشى السقوط؛ لعلمهِ أنَّ الله يُحيط تلك الكلمات بولايته.
أكرِم من حولك بطيبِ كلماتك، وإن كنتَ لا تُجيد فنَّ الحديث، تذكّر دائمًا أنَّه: رُبَّ كلمة، تجبر كسرًا، تمحُو ألمًا، تزرع أملًا، تُنعش قلبًا، تُحيي إيمانًا..
4 تعليقات
راقت لي هذه التدوينة ولامست شغاف القلب ؛
وذكرتني بمواقف وأحاديث مع معلماتي عندما كنت في المرحلة الابتدائية
صدقا” حسن العبارات ولطف الحديث يحدث في النفس الشيء الكثير
بوركت أناملك معلمة ايناس
لامست كلماتك قلبي ..
ذكرتيني بموقف مع احد اطفالي “البراء”في أحد السنين وكثير من المواقف مع الكثير من اطفالي
مبدعه ك عادتك أيناس 💕
سلمت يمناك اللي تكتب ما يمليه قلبك الجميل يا أجمل إيناس❤️
تدوينة تلامس القلب والروح 🌹🌹 حقا لا أجمل ولا أطهر من حب يجمعنا
بقلوب صغيرة، كبيرة بطهرها وصدقها وبراءتها❤️
اللهم اجعل لنا من صدق القلوب والأفئدة أوفر الحظ والنصيب❤️
دام مداد قلمك الحبيب إلى قلوبنا😘
جزاك الله خير انوسة 😘
ذكرتيني بقولة تعالى :
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)﴾