♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كان الرسول ﷺ يصلي في بيت الله الحرام ، متجهًا بقلبه نحو الله ، مستقبلًا الشام حيث المسجد الأقصى ، كانت هنالك أمنية تتردد في صدره ﷺ ولكنه كان يقوم بحركة تعبر عن هذا الحلم الذي لا يستطيع الإفضاء به ، كان ﷺ يجعل الكعبة أمام وجهه ، بحيث تكون بينه وبين المسجد الأقصى ، وعندما هاجر إلى المدينة ، كان يقلب وجهه في السماء ويكثر النظر إليها ، ينتظر أمر الله ، فأنزل الله : ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) [البقرة : 144] .
و بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آتٍ ، فقال : إن النبي ﷺ قد أُنزل عليه الليلة قرآن ، وقد أُمِـر أن يَستقبل القبلة فاستقـبِـلُوها ، وكانت وجوههم إلى الشام ، فاستداروا إلى الكعبة . وقد امتثل المسلمون لأمر الله عزوجل واستداروا نحو القبلة ، أما اليهود فقد استدارت قلوبهم ودروبهم عن الله وعن رسوله ﷺ ، وعن قبلته الجديدة ، وتطايرت من حصونهم وألسنتهم ألفاظ الاستهجان والاحتجاج يقولون : ” ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ؟ ” فأنزل الله : ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [البقرة : 142] .
* المرجع :1