♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حزن المسلمين في هدنة الحديبية لسببين ؛ الأولى : أن الرسول ﷺ كان قد أخبر المسلمين بأنا سنأتي البيت فنطوف به ، فماله يرجع ولم يطف به ؟ الثانية : أنه رسول الله وعلى الحقّ ، فماله قبل ضغط قريش وأُعطي الدنية في الصلح ؟
فجاء عمر بن الخطاب إلى النبي ﷺ ، وقال : ” يا رسول الله ، ألسنا على الحق وهم على باطل ؟ ” قال : ” بلى ” قال : ” أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النّار ؟ ” قال : ” بلى ” قال : ” ففيمَ نعطي الدنية في ديننا ، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم ؟ ” قال : ” يا ابن الخطاب ، إني رسول الله ، ولستُ أعصيه ، وهو ناصري ، ولن يُضيّعني أبداً ” قال : ” أوليس كنت تحدثنا أننا سنأتي البيت فنطوف به ؟ ” قال : ” بلى ، فأخبرتك أنا نأتيه العام ؟ قال : ” لا ” قال :” فإنك آتيه ومطوف به ” .
ثم انطلق عمر متغيظاً إلى أبا بكر ، فقال كما قال للرسول ﷺ، ورد عليه أبو بكر كما رد عليه الرسول ﷺ ، وزاد : فاستمسكْ بغرزه حتى تموت ، فوالله إنه لعلى الحق .
ثم نزلت ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ) [ الفتح :1 ] ، فأرسل رسول الله إلى عُمر فأقرأه إياه ، فقال : يا رسول الله أوَ فتح هو ؟ قال : نعم .. فطابت نفسه ورجع .
ثم ندم عمر على مافرّط منه ندماً شديداً ، قال عُمر : ” فعملت لذلك أعمالاً ـ مازلتُ أتصدق وأصوم وأُصلي وأعتق من الذي صنعتُ يومئذ ، مخافة كلامي الذي تكلمتُ به ، حتى رجوتً أن يكونَ خيراً ” .
* المرجع : 3