♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما أمر الله تبارك وتعالى رسوله ﷺ أن يعرض نفسه على قبائل العرب ، تقدم أبو بكر ، فسلم . فقال: ممن القوم ؟ قالوا: من شيبان بن ثعلبة . فالتفت أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله ﷺ ، فقال: بأبي أنت وأمي، هؤلاء غرر الناس ، فيهم مفروق بن عمرو ، وهاني بن قبيصة ، والمثنى بن حارثة ، والنعمان بن شريك ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : كيف العدد فيكم؟ فقال مفروق بن عمرو : إنا لنزيد على ألف ، ولن تغلب ألف من قلة . فقال أبو بكر : كيف الحرب بينكم وبين عدوكم ؟ فقال المفروق : إنا لأشد ما نكون لقاءً حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد ، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله، لعلك أخا قريش ؟ فقال أبو بكر : قد بلغكم أنه رسول الله ؟ أهو ذا . فقال مفروق : بلغنا أنه يذكر ذاك ، فإلى ما تدعو يا أخا قريش ؟
فتقدم رسول الله ﷺ عليه وسلم فجلس ، وقام أبو بكر يظله بثوبه ، فقال رسول الله ﷺ : ” أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله لا شريك له ، وأن محمدًا عبده ورسوله ، وإلى أن تؤوني وتنصروني ، فإن قريشًا قد ظاهرت على أمر الله وكذبت رسله ، واستغنت بالباطل عن الحق ، والله الغني الحميد ” ، فقال مفروق ابن عمرو : وإلام تدعونا يا أخا قريش ، فوالله ما سمعت كلامًا أحسن من هذا ؟ فتلا رسول الله ﷺ :
( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) [ سورة الأنعام : 151 ]
* المرجع : 1