♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الذي أفعله ؟ إنها المرة الأولى التي أكتبُ فيها تدوينتين في ليلةٍ واحدة ! ذلك أن الأمر عُجال على الأقل بالنسبة لي . ولأن عدم البوح يُرهق قلبي ، ولأن بعضُ مما نودّ بوحه لا يُحكى ، من أجل ذلك كانت هذه التدوينة . في الأسطر التالية سأبوح لأشخاص دون التصريح بأسمائهم ، وأملي بأن يجد كل منهم مما لم أستطع بوحه لهم . ولأن من الأشياء الجميلة في لغتنا العربية ، هي أنه بالإمكان استخدام صيغة المذكّر ويشملُ ذلك الجنسين ذكر وأنثى ، فإني ها هُنا أودّ أن أجرّب ذلك . .
1
أن أكونَ من نسلِ سُقراط ، أن أشعرَ بأني كمن يدّعي بأنه ” فاهم كل شي ” وبأني أرى نهايات الأشياء قبل انتهاءها ! كل ذلك يزعجني ، لا تعلم كم مرة تقهقرتُ فيها للخلف من أجل ألاّ أشعرَ بذلك ! لكني وفي كل مرة أنوِ عدم التدخل أجدني أتدخل بطريقة أو بأخرى من حيثُ لم أكن أود ذلك ! وأود بشدة لو تعلم كم أن الأمر بدأ يُشعرني بالألم إلى جانب شعوري بأشياء أخرى ! غير مرّة ربطتُ قلبي ، في كل مرة تُخبرني بأن قلبك لم يعد كما كان ، بأنك تلحظُ بأنك لستَ نفسك ، ولا تدري كيف الخلاص . . وددتُ لو أخبرك بأني ما عدتُ أطيق رؤيتك بما لم أعتده ، وددتُ لو أخبرك بأنه بقدر رغبتك في الاستمرار فيما أنت عليه ، تراودني نفسي بأن انسحب يا رفيق . ما عدتُ أشعر بأن نصيحتي تُجدي نفعاً أو أن الله لم يهدِ قلبك بعد . وددتُ أن أخبرك بأني في كل مرة أخبرك بأني سأكون سندك بأنني واهنة من داخلي ، بأنني مضطرة لأن ” أعيد وأزيد ” أقوالي في كل مرة تبثّ إلي خبر جديد ، وهو بالمناسبة يكون بالنسبة لدي : نائبة جديدة ! يارفيق : إيناس تشتاق لصورتك القديمة ، فهل من عودة قريبة ؟
2
بعضُ الأمور إن جاءت من شخص غريب تخفف من وطأةِ احساسك لو كان الأمر سيئاً ، ستجدُ في ذلك الحين مبرراً لئلا يستفحل شعورك بالسوء ، لأنه مهما وصلت به الثقة يظل غريباً غريباً عنك . لكن حين تأتيك الخيبة ممن كان يكنّ لك الودّ يوماً ، يراه ناظريكَ كل يوم ، يُشبعك بألوان الكلام . أتدري بماذا يذكرني ما فعلتهُ بقلبي ؟ لقد كنت كمن يودّ اصطياد فريسة ، وحين لم تنال مُبتغاك ، أخرجتَ مخالبك ! وكأن حباً لم يكن يوماً يا رفيق ! وددتُ لو أخبرك حينها بأن ما كان بيننا أكثر من ” عيش وملح ” ! معك أدركتُ أكثر كيف أن : بين غمضة عين وانتباهتها ، يُغير الله من حالٍ إلى حال . لقد جعلتني أشعرُ بسوء كثير أكاد لا أوصف ربعه . وددتُ لو أخبرك بأني لستُ كمن تعرف ، لستُ ممن يبيعون بسهولة ، ستُثبتُ لك الأيام والليالي كم أنك كنت مخطئ يا رفيق . وددتُ لو أخبرك بأن صديقة لي هاتفتني باكية بعد أن قررتْ هيَ بأنني لستُ جيدة لأن أكون رفيقة ، فأحسنتُ إليها ما شاء الله لي أن أُحسن ، حين هاتفتني أخبرتني بأنها لم تعتذر يوماً لوالديها ! لكنها لا تدري لم تفعلُ ذلك معي ؟ وددتُ لو أخبرها بأني أدرك سبب ذلك بتذكيرها ( ولو كنتَ فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) . وددتُ لو أخبرك بأن جرحاً قد تمكّن من قلبي بفعلتك وإني لا أرجو منك إلا أن تحفظ الودّ الذي جمعنا يوماً ،وإن كنت سائلاً عن قلبي ، فلهُ ربّ يداويه : )
3
مللتُ من التهرب منك ، من أن أشعر بأن كل شيء كما كان سابقاً قبل عدّة سنوات ، لقد تغيرتْ أشياء كثيرة ، قد لا تلحظ ما تغير ، ذلك لأن التغير في داخلي ، في قلبي ! لماذا أشعر بأني أود أن أخبرك في كل حين بأنك في كل مرة تحضرُ فيها يكون توقيتك جيداً ، حتى لكأنك تراني وتسمعُ نداء قلبي . أعلمُ بأني أخبرتك بذلك مراراً لكنني أود لو أن بالإمكان أن أخبرك ذلك كل يوم . وددتُ لو أخبرك بأنك قريب قريب ، وبأنك لندائي دائماً تُجيب . وددتُ لو أخبرك بأن كلماتك جميلة ، تُسعد قلبي ، تجعلني أشعر بأني متفردة ، بأنه لا مثيل لي على الإطلاق ! رغم أنني في قرارة نفسي أعلمُ بأني كثيراً ما أُبالغ في ردة فعلي لكن ذلك يُبهجني . حضورك بمثابة الادرينالين الذي أحتاجه في أحايين كثيرة . وددتُ لو أخبرك بأن غيابك يقتلني ، وحضورك غدا مُربكاً ! أودّ لو تتوقف الأمور عند هذا الحدّ ، وأن تظل أنت كما أنت ، كثيرُ الفضل علي ، وأظل أنا الوفية لكل ما تفعلهُ لأجلي ، فقط لا غير ذلك . سألتُ الله أن يميتَ في قلبي كل شيء قد يجعلني أفقدُني ، وأفقد أشياء جميلة . . وأن أفقدك . . وددتُ لو أخبرك بأن تعدني بأنك ستكون كما عهدتك دائماً ، أن تكون الرفيق القريب المُجيب ، الرفيق الذي سخره الله لأجد نفسي بعد أن كنتُ مجرد فتاة تعيشُ يومها وتمضي أيامها دون أن تترك شيئاً يستحق أن يُحفظ ، كان ذلك قبل 3 سنوات إلا شهراً ، ولأنّ الأمر بوجودك – بعد الله – قد غيرني لذلك فإني أُكثر الامتنان لك . يا رفيق : إيناس مليباري تُنشدك أن تبقى ، ألا تأخذك الأيام بعيداً
ما وراء النبض ؛
وإذا التأم جَرحٌ جدّ بالتذكَار جرح !
فتعلّم كيف تنسى ، وكيف تمحو
# إبراهيم ناجي