♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(1)
استطردتْ حديثها قائلة : ” انتي كتبتيه ؟ ” أجبتها بالنفي ، فما كان منها إلا أن رفعتْ حاجيبها إعجاباً لما قرأتْ ثم قالت : ” برضو أحسنتي الاختيار مع انو الكل بينقل ! ” كان ذلك حين كنتُ في التاسعة أو العاشرة من عمري ، في حصة التعبير ، أتذكر قبل تسليمنا للواجب بليلة ، رُحت أقلّب أحد الكتب التي تحتوي على مواضيع مختلفة ، ولقد استغرق مني ذلك وقتاً طويلاً جداً حتى أن توأمي – والتي قد اختارت أحد المواضيع الجاهزة وانتهت من تدوينه في دفترها – أخبرتني بأن الموضوع لا يحتاج لكل هذا التأخير الذي أنا واقعةٌ به ! فكل ما في الأمر اختاري أول موضوع يقع تحت ناظريك ودوّنيه ! لكنني رفضتُ ذلك وواصلتُ انتقائي حتى وجدتُ ضالتي في مقال : ” الشمس ” . وحين أخبرتني تلك المعلمة بكلماتها تلك أدركتُ بأن بداخلي شيئاً يشدني نحو أن أكتب . . لكن ذلك لم يكن جلياً بالشكل الكافي .
(2)
أخذتْ صديقاتي دفتري وفور انتهائهنّ من قراءة موضوعي الذي اخترتُ الكتابة عنه انفرطنَ ضاحكات ولا يدرينَ ما الذي حلّ بي من خجل ووجل إثر ضحكاتهن تلك . فاستفهمتْ إحداهن إياي قائلة : ” إيناس بالله في أحد يكتب كدا !! ” وكانت تقصدُ بأني كررتُ كلمة ” النحل ” مرتين في سطر واحد بهذا الشكل : ” فمن يعطينا العسل سوى النحل . النحل حشرة عاملة .. الخ ” . لم يؤمن بي أحدٌ آنذاك من صديقاتي ولم أجد منهن دعماَ تجاه أول مقال لي ! كان هذا في المرحلة المتوسطة ، لكن وللمرة الثانية أجدُ ثناءاَ من معلمتي ونجمة قد زيّنت صفحتي ونحلتي التي كتبتُ عنها غير أن ملاحظة صغيرة دوّنتها بجانب النجمة وهي أزمة لازمتني حتى مراحل متقدمة من عمري : ” الرجاء كبّري خطك ! ” . الآن وضحَ الأمر بالنسبة لي أكثر من ذي قبل ، بداخلي كاتبة تأبى إلا أن تظهر لكن غموضاً كثيراً جاثم فوق هذه الكاتبة .ولأنني لا أدري ما أصنع ، تجاهلتُ ما أشعر به .
(3)
كنتُ كثيرة الاختلاف – بمعنى الدخول- على قسم المناقشات والحوار في أحد المنتديات الصديقة ، رغم أني لا أطرح إلا مواضيع منقولة ويؤسفني القول بأنني لم أكنْ أعلم بضرورة حفظ الحقوق فكنتُ أذيّلها باسمي ! حتى وجدتُ اهتماماً من مشرف القسم حين لاحظ اختلافي على قسمه الخامل ، فأخبرني ذات رسالة بأنه يود لو أطرح موضوعاً ليُغري بقية الأعضاء بالدخول والمناقشة ، حينها شعرتُ بأن حبل الكذب قصير وسيكتشف قريباً بأني لا أعرف أن أكتب حتى ! وكل ما سبق طرحه هي ليستْ من كتاباتي ! لكن ولسبب ما أجهله قررتُ أن أواصل ” سرقة ” حقوق الغير جاهلة بأن ما أفعله قد يؤذي صاحب المقالة . المُضحك في الأمر بأني حين طرحتُ الموضوع كان عليّ أن أرد على كل من قام بمناقشتي وحيثُ أن لا علم لي بكيفية الرد على المتحاورين فكنتُ اقتبس ردود تلك الفتاة من موضوعها الأصلي وأضعه في منتدانا !! نهاية الأمر ، ساعدني المشرف على تعلم وممارسة الكتابة ، كما علمني فنّ الرد . حينها كنتُ في سن المراهقة فأجدتُ أساسيات الكتابة إلا قليلاَ . . في ذلك الوقت بدأ خبر انتمائي للكتابة ينتشر من حيثُ لا أدري له سبيلاً ولم أسعَ حتى لإذاعة ذلك حتى أتمكن منه .
(4)
كثُرتْ طلبات التعبير لبعض إخوتي ، كان ذلك في المرحلة الثانوية ، فهذا الذي لديه مسابقة تعبير ، يأتيني بعد الساعة 12 مساءً ليخبرني بأنه وللتو قد تذكر بضرورة تسليم المقال غداً ويختم قوله بـ ” فوِّزينا الله يخليكي ” ولأن الكتابة هي هاجسي فلا الوقتُ كان يعنيني ولا حديثه الأخير ، أذكرُ بأنه جاء من يومه التالي مُستبشراً قائلاً : ” إينااااااس فُزت ! وعلّقوا المقال في المدرسة ” حقيقة لا أدري للآن لمَ كان يشعر بالانتشاء وهو لم يكتبه بخطّه حتى . لكنني كنتُ آنذلك أحلّق في سماء الفرح . . بدأتْ الغيوم تتبدد وتتلاشى وبوادر الخير تأتي لتلك الكاتبة دون أن تسعى لذلك : )
(5)
تكاليفها وماكان تُلزمنا به جعلت الكاتبة التي بداخلي تنمو أكثر ، لم تكن د. نجود السديري كغيرها ممن يقرؤون الطالبات ، لكنها كانت تقتنصُ الأحرف اقتناصاً لم أجدهُ في غيرها ، إذ أنها ساعدتني من حيثُ لا تدري لأن أصقل أبجدياتي ، ملاحظاتها التي تدونها في أوراقي .. ” احتفظتُ بنسخة من ورقتك الجميلة ، أتمنى لو أنكِ تكتبين مذكراتكِ ، أحب أن أقرأ ما تكتبين ، لديكِ حس ناقد جيد ” كانت بمثابة السهم الذي يعود للخلف ليعُلن عن انطلاقة أكثر من قوية . ومنذ ذلك الحين أصبحتُ كاتبة بعين نفسي : )
(6)
حدث أن صادفني ذات عبث في قوقل بأن موقعاً اسمه الألوكة – لم أكن أدرك بأن له شأن – يقيمون مسابقة أجمل مقال ، لا أدري ما تلك الثقة التي اعترتني حينها وأخبرتُ نفسي بأن الفائز لن يكون إلا أنا ! كتبتُ مقال فتيلنا المنتهك حُرمته وبعد ارساله بأشهر لم يأتِني ردّ بالفوز ! لم يكن ذلك مُحبِطاً بالنسبة لي لأنني ورغم انصرام الشهور وتواليها لازلتُ أشعر بيقين بأن ثمّة أمر ينتظرني ، حتى بعد إعلان الفائزين لم أُحبط ، تخيلوا ! لازلتُ انتظر ذلك الشيء الذي يدكني دكاً دكاً ، حتى أتاني باعث الخير يُخبرني بأنهم يودون التعاقد معي لمدة 6 أشهر للكتابة . كان ذلك نقطة تحول في حياتي الكتابية . الألوكة منحتني احساس الكاتب حين يُلزم نفسه على أن يفكر ، يختار ، يكتب . وبالمناسبة الألوكة هي من جعلتني أكتب مقالات تربوية إذ أنني لم أكن أُطيق فعل ذلك .
(7)
كانت مُدونة المدون محمد تمنحني الكثير ، كنتُ أتابعه بصمتٍ واندهاش شديدين ، كنتُ أفكر سراً : كيف لي أن أملك مثل ما تملك ؟ مساحة أدون فيها ما أشاء ! بقيتُ منصتة لكل ما يدونه قرابة السنتين ، خلال تلك السنتين شعرتُ بأن تلك الشرنقة بداخلي أبتْ إلا أن تحلّق كبقية الفراشات . لم يدمُ ذلك الاحساس طويلاً حتى أصبحتْ لي ابنة جميلة اسميتها : سمفونية حوّاء : )
ممتنة أنا وفوق الامتنان لكل من ساعدني وشدّ من أزري ، لكل من منحني أبجدية تعلّم مختلفة ، لكل من توّجني بكلمات برّاقة
6 تعليقات
ولوهلة .. شعرت بأنّي عُدت لتلك الأيام الاولى التي عرفتك فيها ..
عندما كنت اقرأك واتعرف عليكِ أكثر من خلال كتاباتك وخاصة تكاليف دكتورة نجود ^^
” أيام ماكنت أطبع مقالاتك ” المفروض تحطيها رقم 8 انو كانت صديقتي تطبع مقالاتي عشان تقرأها هههههههههه ^^
تدوينة جميلة للسيرة الكتابية لكاتبتنا المُتألقة دائمـــا 🙂 ..
استمتعت كثيرا وأنا اقرأ هذا الجزء الصغير من السيرة الذاتية, وأنا مع د نجود في ملاحظتها لكِ”أتمنى لو أنك تكتبين مذكراتك” أتمنى لكِ مزيد من النجاح بإذن الله
جميلة رحلة كتابتك من أولها وسردتها بطريقة أعجبتني جداا
الى الأمام دوما موفقة
تمنياتي لك بالنجاح والتوفيق
باقات ود وحب
تحياتي
بيان ؛
ههههههههه أهم شي لو سمحتي أبغا مقالاتي حقتي مو حقتك > شغل بزورة ^^
يسعدك يلي بتدعميني قلباً وقالباً () ()
سوسن ؛
الله يسمع منك يا قلبي ويزيدك من كل خير : )
مذكراتي ؟ امممم أكتب حين تحلّ بي نازلة فقط !
أو حين تغمرني سعادة كبيرة !
أما بين الأمرين فإني لا أكتب : )
ميمي ؛
يسعدك ربي ويرضى عليك : )
شكراً لحضورك وثناءك العذب
أؤى الطريق واحد,فأتمنى أن تكون النتيجة واحدة
فحتى أنا لم انتبه إلى أن لديّ مسودات بعدد أيام السنة ربما , نصفها مكتمل إلا قليلا ً ^-^
أظن بأن موضوع الكاتب طارق يستحق التفكير:)
طارق لابد أن تُكمل مسوداتك القديمة !
ستجدُ بأن بعض أفكارك التي كنتَ تُؤمن بها سابقاً بحاجة لترميم : )
وهذا ما يجعلك تشعر كم أن الكاتب الذي بداخلك قد نضج كثيراً : )