الرئيسية إينَـاسِّيات الممرضة رقم 9 !

الممرضة رقم 9 !

بواسطة إيناس مليباري

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Jeddah-20121208-00725

هُناك فرق بين أن تُؤدي مهنتك بشكل جيد وبين أن تُضيف نكهتك الخاصّة في عملك بالإضافة إلى أنك تؤدّيه بشكل جيد- بالطبع ! الممرضة التي استقبلتني في الجلسة التاسعة في العلاج الطّبيعي – بالمناسبة ، وددتُ لو خطرت على بالي فكرة سؤالها عن اسمها ! لكنني وجدتُه مدوناً بخطها الذي بدا لي طلاسماً ! فآثرتُ ترقيمها ^^ – كانت من الصِنف الثاني ، تبدأ هذه الجميلة قولاً ومظهراً باستقبالي بسؤالي : كيف حالك ؟ تُضحكني لأنها تُتقن العربية بشكل مُلفت ! يبدو حرف الـ ح منها مختلفاً حين تُحاول أن تخرجه كما هو ، وألا تكون جملتها واهنة ” كيف هَالك ” ! هذا إلى جانب ابتسامتها المُشرقة والتي ما فتئتْ تُغرقني بها كلما التقت أعيُننا .

ثم تتابع حُسن عملها بإخباري قبل أن تضع ” الجل ” على ظهري بأنه بارد ، وتستميحني بأنها مضطرة لفعل ذلك ! وحين يمرّ الوقت بطيئاً – حتى لأخاله أشدّ بُطئاً من حركة السلحفاة ! – حين تمرر الجهاز على ظهري ، يبدو كل شيء ساكناً إلا من أحاديثها التي تختلقها لتُنشئ معي وقتاً لا فراغ فيه ولا ملل . تسألني هذه الممرضة فيمَ إن كنتُ أشعرُ بتحسن ؟ أخبرها – والابتسامة من الأذن للإذن – بأنني متحسنة جداً ! وكنتُ أظن أنّه مجرد سؤال عابر لكنني أخطئتُ ، حيث أتبعتْ سماعها للإجابة بتحسسها لظهري ثم امتعض وجهها وأخبرتني بأنه لا زال على حاله ! ثم تقدّم لي نصائحاً ومعلومات لم يخبرني بها الطبيب دون أن أسألها أو أطلب منها ذلك .

وحين تضعُ الكمادات الحارة ، ترفضُ أن تجعل بيني وبين الكمادات طبقة واحدة فقط يحول دون أن تصلَ حرارته إلي ، رغم أنني أكثرتُ إخبارها في المرتين – الجلسة الثالثة والتاسعة – أن تلك الحرارة الشديدة تُريحني جداً ! لكنها تقول : ” لا حّبيبي مرة حّار ! ” ثم تضع عدة طبقات ثم الكمادات ، يكفهرّ وجهي وابتسم ! لا أدري كيف يحصل هذا لكنها استطاعت أن تُسعدني .

وحين تشرف على تماريني ، تدقق كثيراً في وضعية قدمي اليُمنى من اليُسرى ، ارتفاعُ ظهري وميلانه حين أكرر بعض الحركات ، كل تلك الأمور لم يحدث أن انتبهت لها ممرضة أخرى عداها. تُنهي حُسن عملها بأن تساعدني على النزول من السرير – وهذا أكثر ما يضحكني ويسعدني – حقيقة رغم أنني أشعرُ وهي ممسكة بيدي حتى أنزل بأنني كمن يهبطُ من الفضاء للأرض ! لكنني ورغم كل هذا ، سعيدةٌ بكل ما تفعلهُ لأجل مريضة لا تعرفها !

الأحاسيس الجميلة وإن تأخرنا في كتابتها ، فإنها لا تموت ، بل تزيد رونقاً وتُحيي فينا الجميل . بينما الحديث عن الأحاسيس السيئة في وقت حدوثها قد يُعمينا عن كل الجمال ، والإفصاح عنها متأخراً يجعلنا أكثر إنصافاً : )

You may also like

4 تعليقات

فاطمه 12 ديسمبر 2012 - 11:15 ص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سلامتك يالغاليه ماتشوفين شر ان شاءالله

انا من متابعينك من فتره

الصراحه انا معجبه بطريقة كتابتك وكيف وصفتي الأمر بطريقه رائعه

اتمنى لك التوفيق

فاطمه

Reply
إيناس مليباري 13 ديسمبر 2012 - 10:26 ص

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وإنني لأسعدُ بكلماتٍ كهذه : )
أسأله أن يجعلنا وإياك فوق جميل كل الظنون ،
وحماكِ الله وكل المسلمين من كل مكروه : )
مرحباً بك

Reply
سوسن امين 13 ديسمبر 2012 - 7:08 م

سلامتك يا إيناس, ربنا يشفيكِ ويعافيكِ
آخر جملة فكرت فيها كثيرا ووجدتها صحيحة فعلا, ان الحديث عن الأحاسيس السيئة في وقت حدوثها قد يعمينا عن كل الجمال لكن الإفصاح عنها متأخرا يجعلنا أكثر إنصافا

Reply
إيناس مليباري 19 ديسمبر 2012 - 11:25 م

سلمكِ الله ، وأكرم عباده المسلمين المرضى بشفاءه : )
إن الأمر كذلك ، لكن قد تبدو الأمور في أولها سيّان ، وإذا ما قنّنا مشاعرنا ، سنجدُ الأمور
بوضوح أكثر : ) شكراً لمتابعتك

Reply

اترك تعليقا