الرئيسية كَوبُ حَيـاة عن أسوأ ما قد يمرّ به المرء

عن أسوأ ما قد يمرّ به المرء

بواسطة إيناس مليباري

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ثمة تصورات قابعة في عقولنا ، لا يتضح صحيحها من سقيمها إلا حين تخضع للتجربة . وكلما كانت التجربة التي نمرّ بها عاتية ، تُبيد كل الجمال من حولنا ، كلما تأكدنا من الأشياء المُستودعة بداخلنا . لا أدري إن كان بالوُسع سرد كل الأشياء السيئة التي قد يتعرض لها المرء ؟ الأشياء الكثيرة المتناثرة المختلفة التي حين تقفُ أقدارنا على أحدها نُسارع بقول بأن هذا الأمر هو أسوأ ما قد مرّ علينا حتى الآن ! وإذا ما مضتْ الأيام ، ومررنا بأمر آخر ، ننسى ما سبق ونُجزم هذه المرة بأنها الصائبة والأكثر سوءاً في العالم ! ثم تأتينا الثالثة ماحيةً إثباتنا الماضي ! تتوالى الأيام ولا نكد نستقرّ  أو نثبتُ على أسوأ ما قد يمرّ به المرء . حسناً أعتقدُ بأن فكرة الكتابة عن : بعض الأشياء السيئة التي يمرّ بها المرء أفضل من الكتابة عمّا عُنونت به هذه التدوينة !

من الأشياء السيئة – جداً –  أن تكون خارج الدائرة بعد أن كنتَ النقطة الأخيرة المتممة حتى تكون دائرة ! أو بشكل – أسوأ – أن نكون معك خارج الدائرة ! السوء الذي نشعرُ به يزداد كلما زاد عدد الأشخاص المتورطون الذين يتعيّنُ عليهم الخُروج عن دائرة العُمر ، التي كثيراً ما احتضنتهم . تلك الدائرة التي كانت تُشعرك بالأمان ، تُحيطك من كل حدبٍ وصوب ، ها هي تُغادرك أيها الإنسان – أو أنك تُغادرها ! إنك توليها ظهرك أو أنها من أولتكَ ظهرها ، وتلاشت .

من الأشياء السيئة – جداً – أن يكون سوءك لا تُغريه كلمات الأصدقاء ولا تفتنهُ الأيدي الحانية ! أن يكون سوءك من الصِنف الذي ينبغي عليه أن يواجه ” الدائرة  ” والتي ما عدتَ تعرفها . وأن تعيش تغيّر طقوسها ، حتى تتعايش معها أو تتجاوزها وتمضي في حياتكَ كسابق عهدك بصورة أجمل أو أسوأ ، لا يهمّ ، ما يعنيني هو أن تمضي أيها الإنسان ، وألاّ تتوقف عند هذه الدائرة ! رغم أنها تعنيني كثيراً !

من الأشياء السيئة – جداً – أن ينعكس سوءك على نظرات عينك ، ابتسامة محيّاك ، نزفُ قلمك وانحناءة ظهرك ! أن تكون مضطراً لاختلاق مبرراً في كل مرة يسألك فيها أحد المارة عن الخطب ؟ عن الشيء الذي يجهله وتعلمه ؟ أن تبرر لنفسك لمَ تضحكُ معهم ، وتُكفكف الدمع منفرداً ، أن تُظهر البسمة أمامهم ، وتُضمر الحزن عنهم .

من الأشياء السيئة – جداً جداً جداً – أن نفترق . أن يأخذ كلّ منّا طريقه ، أتعلم ذلك النوع من الفراق الذي يجرّ معه التيه وأشياء لا أدري كيف أسمّيها ؟ لكنه فراق يفوق ألماً فراق الأصدقاء أو من تحب ، أو حتى فراقك بوفاة قريب لك ! ذلك الفراق الذي يجعلك في مفرق في حياتك ، أن يكون لديك منزلين ، وسريرين ، ومن كل شيء اثنين ؟ أن تكون لديك حياتين مختلفتين ، روتينين تعيشهما في آن واحد ، لكن ماعاد بمقدوركَ أن تجمع بينهما بعد أن شاء الله وقدّر ذلك في كتابه . إنك أيها الإنسان مخيّر بين أمرين : إما الصبرُ و الرضا أو الضجر . فاختر يا هذا ما أنت أهلٌ له ، والحمدُ لله على ماسر من أمرنا وما ساء .

You may also like

3 تعليقات

سوسن امين 8 ديسمبر 2012 - 3:40 م

حياتنا فيها الأفراح والأحزان, وفراق الأحبة من أهل وأصدقاء لابد أن يحدث في وقت ما, نحس بالضيق والحزن والضجر لكن علينا أن نتعلم الصبر والرضا, دائما أقول لنفسي الشيء الذي لا أستطيع فعلا تغييره لابد أن أتعايش معه وأحاول تقبله, ربنا يسعد أيامك يا ايناس

Reply
إيناس مليباري 13 ديسمبر 2012 - 10:24 ص

تمضي الحياة ياصديقتي بكل مافيها من أفراح و .. أتراح : )
وإنا لنسأله كل حين أن يربط على أهواء قلوبنا ، ويغمرنا صبراَ
سعيدة بك ()

Reply
علي العمري 25 ديسمبر 2012 - 6:18 م

مهما كانت التجربة قاسية فإن قسوتها تتضاءل بقدر ما نكون نحن أكثر صلابة، والقليل من الحكمة والتبصر قد تجنب المرء المرور بالكثير من التجارب أو تقلل انعكاساتها السلبية عليه.
أما في ما يخص فقد الأحبة وفوات بعض ما لا تكتمل متعة الحياة وبهجتها إلا به فلا علاج له إلا الرضا والتسليم ومحاولة التعايش مع الواقع الجديد، والوقت كفيل بمداواة نفوسنا فإن النفس إذا انقطع رجاؤها تغيرت وتلك سنة الحياة.

Reply

اترك تعليقا