الرئيسية كَوبُ حَيـاة بين الفقد والإحساس

بين الفقد والإحساس

بواسطة إيناس مليباري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهاعاقة

” ما يحس بالنعمة إلا فاقدها ” ذلك مُعتقدٌ شاع بين قلوبنا حتى أضحى مُهترئاً لكثرة تداول ألسنتنا به وتكدُّس كراريسنا بكتابته . كثيراً ما كنتُ أتساءل مذ كُنتُ مراهقة : هل يتوجب علي أن أفقد بصري لـ أشعُر بالمكفوفين ؟ أم هل عليّ أن أدعو الله أن يكون الناس مشلولي الحركة فقط ليشعروا بأولئك من هم كذلك ؟ ومما جال بخاطري أيضاً بأن يا رب وهل ستعُيد لكل من دعوكَ بأن تفقد بصرهم ليشعروا بالمكفوفين .. هل ستعيد لهم أبصارهم وبصائرهم !! أم هل ستتركهم ليحين دوري لأن أدعوكَ بدوري .. لأشعر بهم وبنعمتكَ .. ثم يُعيد القَدَر نفــسه فنعمتكَ – البصر – تحتاج لمُتبرع جديد ليشعر بها وبأهميتها ! ..

وما أن نضجتُ حتى أدركتُ بأن الكثير من أشياؤنا التي اعتدنا تداولها تحتمل نسبة خطأ كبيـــرة بل ربما تدخل أحياناً في اليقينيات فتجعلُنا نغيَّر قناعاتنا بناء على قولٍ عابر – غابر – قالها أحدهم يوماً ! ..


كفاكِ فلسفة سُقراط يا إيناس وأدلي بدلوكِ ، !fly

حسناً .. ما رأيكم لو استشعرنا وبعُمق في أيٍ من أنعامِ الله ؟ أ لن نصل لذاتِ المُحصّلة – ولو بنسبة تقريبية – لفاقدِ النعمة ؟ استشعار النعمة توازي ما يقال عنه بعبادة التفكر يعنــي أن نتخيل بأن النعمة ماثلة أمامنا نمرر أصابعنا من خلالها ونتحسس كل قطعة فيها .. نشعر بكافة تضاريسها .. ونتحمَّل وعورة سطحها وعمقها ، ألا ترون بأننا نتأثر كثيراً بدعاء الشيخ السديس في رمضان عمّا سِواه حين تُذكر الجنّة والنار ؟ لماذا في هذا الشهر بالذات يزداد منسوب عُمقنا وإحساسنا بالله ؟ لأننا وبكل بساطة قررنا أن نمنح أرواحنا متعة العيش والاستشعار بالله .. وبناءً عليه نتأثر رغم أننا لم نبلغ الجنة بعد !

ومن الطُرق أيضاً للوصول إلى الإحساس بالآخرين وبمُعاناتهم هو : التقمص العاطفي أي أن تتصور نفسك في مثل ظروف الشخص وبمثل خصائصه. كيف كنت تفكر، ما هي الأحاسيس التي تستشعرها؟ وأي سلوك تتبناه؟ ، وهو ما نصطلح عليه بقول : ” حط نفسك مكاني ” !

ولكَ مقعداً من ديباجٍ وحرير قارئي العزيز وفكركَ يحتــسي الفِكر المُحمَّدي ، يقول عليه أفضل الصلاة وأتم التســليم :

* ” تفكروا في آلاء الله ، ولا تفكروا في الله”  رواه الطبراني .

* ” أحبوا الله من كل قلوبكم؛ لما يغذوكم به من النعم ” أخرجه الترمذي .

وما ذُكر أعلاه لا يُنكر تلك الحقيقة النامية بداخلنا ، بأن الفَقد أشد إيلاماً وبأنّهم – فاقدي النعمة – في الأغلب يكونون أكثر استشعاراً بتلك النعمة التي قدّر الله لهم أن يكونوا فيها من المحرومين منها ، ولكن تبقــى عبادة التفكر هي النافية لتلك المُهترئة ” ما يحس بالنعمة إلا فاقدها ” !

يقول د. طارق السويدان في برنامجه علمتني الحياة بأنه يشاء لو يُقدَّر له بأن يؤلف كتاباً خاصاً لتصحيح أقاويل وأمثال بتنا نستشهد بها وهي من الأساس خاطئة !

زاوية , _

سُئل الإمام علي رضي الله عنه: كيف عرفت ربك ؟ قال: عرفت ربي بربي، أي من خلال آيات ربي، وعرفت مراد ربي بمحمد صلى الله عليه وسلم .

You may also like

4 تعليقات

أم الخـلـود 13 يوليو 2010 - 1:55 م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن نعم الله عز وجل لا تعد ولا تحصى والأكثرية مع الأسف مع مرور الوقت تعتبره حق مكتسب وليس نعمة إلا عندما يتعرض لحادث ما فيفقد أي حاسة مثلا أو عضو.

بارك الله فيك ووفقك أختي في الله

اصحى يا نايم ووحد الدايم

(حملة الجسد الواحد)

أرجوا من المدونين الموقرين أن يضعوا شعار الحملة واسمها فقط فوقها (حملة الجسد الواحد) في الشريط الجانبي لمدوناتهم كدلالة على وحدة صف أمة محمد، ومن أجل قيام الولايات المتحدة الإسلامية

لمزيد من المعلومات

http://dndanh111.blogspot.com/2010/06/blog-post_14.html

جعله الله في ميزان حسناتكم .. آمين

Reply
إينـاس مليبـاري 16 يوليو 2010 - 3:52 ص

أم الخــلود
وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته
نحنُ بحاجة لمن يُذكرنا بين الفينة والأخرى بما هو ” معرووف ”
لدينا ، لأن الذكرى تنفع المؤمنين : )
وعن الحملة ، ف امنحيني زمناً لأتعلم كيفية الإضافة : )
وشكراً لحضوركِ يا حبيبة

ودٌ لا يبور

Reply
وعد الشدي 21 يوليو 2010 - 2:07 م

هل هذه هي زيارتي الأولى؟
أعتقد نعم،

للمرة الأولى يلفت انتباهي هذه الفكرة!
سأتقمص شيئاً جديداً .. فعلا ساعدتني 🙂
شكرا إيناس

Reply
إينـاس مليبـاري 22 يوليو 2010 - 11:20 م

.

مرحباً ومرحباً ومرحباً بصديقتي وعد : )
سعيدة بتواجدكَ يا عزيزة ،
ولكِ ما تُريدين ^^

Reply

اترك تعليقا