♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان اليوم ، اليوم الأخير في دبلوم إعداد معلمات رياض الأطفال ( غرس القيم ) ، شيء واحد ذكرَته أستاذة أناهيد في الختام ، كان بمثابة خارطة إنسان ما ، ذلك الإنسان الذي قصَدتهُ أراه كثيراً ، أراه نفسي تارة ، أراه صديقتي تارة أخرى ، أراه أُناس لا أعرفهم ، لكن ولوهلة أشعر بأنهم ممن شملتهم الخارطة ، خارطة التيه الذي لا يراه من حولك ، لكنك تعيشه بكلّ مرارة ، وحيداً من الناس ، بمعيّة الله ، الذي يأخذ بيدك حيثُ يهديك أو لا تكون لك الهداية .
تخيل بأنك في حملةٍ للحج ، حتماً سيكون للحملة الذي أنتَ فردٌ فيها ، مُرشد ، يحمل راية لكي يتمكن الأعضاء رؤيته ، لئلا يفقدوا الطريق ، الذي ينبغي عليهم أن يسلكوه ، رغم حرصكَ الشديد على ألا تزوغ عيناك عن الراية المرفوعة ، إلا أن عيناكَ انحرفت ، فضاعت الراية وسط زحام الحج !
وابتدأت قصة أن تبحث عن جماعتك الذين تنتمي إليهم ، الذين وسط زحام الحج / الحياة ، لن يشعرون بأن فرداً منهم قد فُقد ، لن يسألوا عنك رغم أنهم كانوا يرونك وسطهم ؛ لأن كلٌ منشغل بنفسه ، حاملاً هموماً على عاتقه ، يسأل الله الخلاص ، فما له وللآخرين ؟
لكنك ظللتَ تسأل المرشدون في الطريق ، رجال الأمن ، ظاناً فيهم ظناً حسناً ، بأنهم الدليل لما أنت فيه أو قُل : لما أوقعتَ نفسك فيه ( ولكنكم فتنتم أنفسكم ) فتُصيبك الخيبة ، جرّاء اعتذارهم لعدم قُدرتهم على أن يرشدوك !
تتذكر : كم يفصلني نحو أن أعود ؟ لماذا ضللتُ الطريق ؟ هل يشعر بي أحدهم في زحام الحياة بأنني مفقود وفاقد ؟ مفقود من بينهم ، وفاقدٌ لنفسي ، تائه وسط الذين يملكون أنفسهم !
بداية النهاية : يا أيها الذين أحبهم ، اطلبوا الله الهداية ، كلّما جنّ عليكم ضلال الطريق ، واشتدّت عليكم وعورة الحياة .
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلي الله علية وسلم ، فيما يرويه
عن ربه تبارك وتعالى ، أنه قال :
يا عبادي : إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعـلته بيـنكم محرما ؛ فلا تـظـالـمـوا. يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم .. يا عبادي إنما هي أعمالكم : أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه