♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأ الأمر حين أصبح جدول المواضيع التي ينبغي تقديمها للأطفال – الذين لا نعرفهم – بين يديّ أنا وصديقتي شيماء ، سقطت عينانا على موضوع تعليم الأطفال الوضوء ، فكانت ككرة ملتهبة ترميها كل واحدة منا على الأخرى ؛ بغرض التخلص منها !
حاولتُ وصديقتي التفاوض ، لكن شيئاً مما نرغب به ، لم يحدث ، فاضطرتْ كلتانا للذهاب لمعلمة الفصل وإخبارها بأننا وبكل أسف شديد نعتذر عن عدم تقديمنا لحلقة الوضوء للأطفال ، كان أول ما قالته : ” لييييييييييش ؟ ” أخبرناها بأننا لا نستطيع أداء الوضوء أمام الأطفال ! فثمة عوائق كثيرة ، أفصحنا عن أكثرها ، وما لم نخبره لها هو : برستيجنا ! ورغبتنا في الحفاظ عليه .
تقبلت المعلمة رفضنا ، وقررت أن تعطيه عوضاً عنا ، وبعد أيام كانت الحلقة ، حلقة الوضوء ، شرحتْ لهم نظرياً خطوات الوضوء ، ثم أخبرتهم بأنهم سيتوجهون جميعاً إلى دورة المياه ليشاهدوا الخطوات عملية ، توجهنا لحيثُ أردات ْ بدأت بغسل يديها حتى وصلت إلى وجهها ، مسحت أحمر الشفاه بطريقة عادية جداً ، بللت شعرها المصفف بطريقة مرتبة جداً ، خلعت حذاءها ورفعت قدمها للحوض ، حتى أتمّت وضوءها على أكمل وجه. آنذاك لم أشعر بأي شي عدا أنه هم وانزاح !
كان ما سبق منذ ثلاث سنين مضت ، في الفصل الأخير قبيل تخرجنا من الجامعة ، حين كنا متدربات في إحدى الروضات .
وحين أصبحتُ معلمة ، مع مرور الأيام شعرتُ بمتعة حين تتصابى المعلمة لأطفالها ، تتسابق بالدراجة تارة، وتقفز معهم تارة أخرى ، وتُجري معهم أمور مختلفة على مرأى من أناس يمرون جيئة وذهاباً ، ونظرات تعجب تُشبه نظرات الصديقتان اللتان رفضتا أداء الوضوء أمام الأطفال !
حينها فقط أصبح ما كان هماً قبل ثلاث سنوات ، رغبة ! رغبة في أن تتاح لي الفرصة مرة واحدة فقط ، وكنتُ قد وعدتُ الله بأن أُحسِن اغتنامها. وقبل يومين من الآن أكرمني الله بأني لم أقدم الوضوء فقط ، لكنني تخيّرته من بين كل المواضيع المتاحة ، الموضوع الذي أرغب في أن تقيمني مشرفتي عليه !
في وقت الحلقة ، كنتُ أرى نفسي ، تلك المعلمة التي نسيتُ اسمها ، وبقي فعلها في قلبي ، كنتُ أتخيلها أمامي ، وكان دوري فقط هو ترديد الفعل بفعل ، خلعت ساعتي ، وطوق رأسي ، غسلت يدي ، ووجهي بطريقة عادية جداً ! أتساءل الآن : أي أمر عجيب صعب شعرت به تلك الصديقتان اللتان رفضتا أداء الوضوء ؟!
انتهيتُ من الوضوء ، وكان أجمل يوم يعيشه قلبي منذ ابتداء السنة الدراسية ، كنتُ قد نويتُ أن تقديمي لحلقة الوضوء ” كفّارة ” لرفضي المُسبق ، كان يوم الثلاثاء ، منّة منّ الله بها عليّ .
ثمة أخطاء نرتكبها ، ولا يفتح الله علينا إلا بعد مضي زمن نخاله طويلاً ، حتى يكاد طول الزمن يجعلنا نكفّ عن محاولة التعويض أو الإصلاح ، لكن ثقوا بأن الله إذا علم من العبد صدق النية ، أعانه .
2 تعليقات
جَميل جدًا ..
مع أني وددت لو أعلم سبب رفضكما لتعليم الوضوء في البداية ..
والجميل أيضًا .. أنكِ أردت تعويض ذلك اليوم , فرزقك الله بهذه الفرصة لتعويضه 🙂
🙂
لم نكن قادرين على أداء ذلك لصعوبة كنا نجدها في ذلك الوقت : )
مرت الأيام والسنين وبدا الأمر أيسر مما توقعنا !
شكرً لحضورك