♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل الشجعان إلى أرض بدر ، فرحبت بهم وذكرتهم بنصرهم ، كانت أرض بدر أرضًا للانتصار .. هكذا هي في عقول وقلوب المؤمنين ، أما بالنسبة لقريش فهي تذكرهم بالهزيمة . لذا لم يستطع أبو سفيان وجيشه مغادرة مكة ولا الحركة منها فالتشاؤم يعيقهم عن الحركة يشلّهم عن الوفاء بالوعد والتحدّي .
أبو سفيان وكبار القوم خائفون يخشون أن تحشر جثثهم في بئر أخرى فلم يحضروا ، وهكذا انتهت غزوة بدر الثانية قبل أن تبدأ ، فليس على الساحة سوى المؤمنين .. إنهم يتلفتون فلا يرون أحدًا ، يذرعون أرض بدر يمشطونها بحثًا عن جيش الوثنيين فلا يرون أحدًا وهكذا انهزمت قريش في معركة هي التي طلبتها وحددّت مكانها وزمانها .
أما رسول الله ﷺ وجنده فقد مالوا بمطاياهم نحو موسم بدر فأتوه فلم يجدوا به أحدًا وتسوقوا فأنزل الله ( فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) [ آل عمران:174] . فتفضّل سبحانه على نبيه ﷺ وصحابته رضي الله عنهم بانتصار لم ترق فيه قطرة دم .
* المرجع : 1