الرئيسية خيرُ الشهور غزوة حمراء الأسد [10]

غزوة حمراء الأسد [10]

بواسطة إيناس مليباري

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حكاية آية1

عندما انصرف أبو سفيان والمشركون بعد غزوة أحد وبلغوا الروحاء قالوا : لا محمدًا قتلتم ولا الكواعب أردفتم شرّ ما صنعتم .. ماذا تعني هذه الكلمات وهي تتحسر على بقاء محمد في سجلات الأحياء وتتحسّر على عدم التمكن من سبي فتيات المسلمين ؟ ربما كانت تعني أن هناك نية للعودة إلى أرض المعركة من جديد ومحاولة أخرى للإجهاز على ما تبقى من المؤمنين وهم يدفنون شهداءهم وربما كانت زفرات وأماني .

لكن كل ذلك لم يكن خارج نطاق تفكير النبي العسكري ، فقد كان يقرأ أفكار القوم لذلك قرر أن يقوم بحركة عسكرية لتغطية أسوأ الاحتمالات فانتدب نحو سبعين رجلًا ، نهضوا تحملهم جراحهم و ما أصابهم من فقد الأحباب والأصحاب ، لكن يبدو أنهم ظفروا ببعض المعلومات الخطيرة عن أبي سفيان وجيشه وتوّصلوا إلى معرفة ما جرى من حوار دار بين المشركين حول التحسّر على عدم قتل محمد وسبي المؤمنات فعادوا ليخبروا النبي ليتخذ إجراءً مناسبًا ، إنه الآن يأمر الجيش كله بالنهوض والتحرك نحو جيش الوثنيين .

وعندما بلغ المسلمون حمراء الأسد أنزل الله هذه الآية :  ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ) [آل عمران:172] . فكانت غزوة على هامش أحد وسميت فيما بعد بغزوة حمراء الأسد الذي لاذت قريش بالفرار فيها خشية أن يصيبها ما أصابها في بدر وفي أول غزوة أحد .

* المرجع : 1

You may also like

اترك تعليقا