♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما انصرف أبو سفيان والمشركون بعد غزوة أحد وبلغوا الروحاء قالوا : لا محمدًا قتلتم ولا الكواعب أردفتم شرّ ما صنعتم .. ماذا تعني هذه الكلمات وهي تتحسر على بقاء محمد ﷺ في سجلات الأحياء وتتحسّر على عدم التمكن من سبي فتيات المسلمين ؟ ربما كانت تعني أن هناك نية للعودة إلى أرض المعركة من جديد ومحاولة أخرى للإجهاز على ما تبقى من المؤمنين وهم يدفنون شهداءهم وربما كانت زفرات وأماني .
لكن كل ذلك لم يكن خارج نطاق تفكير النبي ﷺ العسكري ، فقد كان ﷺ يقرأ أفكار القوم لذلك قرر أن يقوم بحركة عسكرية لتغطية أسوأ الاحتمالات فانتدب نحو سبعين رجلًا ، نهضوا تحملهم جراحهم و ما أصابهم من فقد الأحباب والأصحاب ، لكن يبدو أنهم ظفروا ببعض المعلومات الخطيرة عن أبي سفيان وجيشه وتوّصلوا إلى معرفة ما جرى من حوار دار بين المشركين حول التحسّر على عدم قتل محمد ﷺ وسبي المؤمنات فعادوا ليخبروا النبي ﷺ ليتخذ إجراءً مناسبًا ، إنه الآن يأمر الجيش كله بالنهوض والتحرك نحو جيش الوثنيين .
وعندما بلغ المسلمون حمراء الأسد أنزل الله هذه الآية : ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ) [آل عمران:172] . فكانت غزوة على هامش أحد وسميت فيما بعد بغزوة حمراء الأسد الذي لاذت قريش بالفرار فيها خشية أن يصيبها ما أصابها في بدر وفي أول غزوة أحد .
* المرجع : 1