الرئيسية خيرُ الشهور كلام المنّان – 12

كلام المنّان – 12

بواسطة إيناس مليباري

♪ 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( مثلهم كمثلِ الذي استوقد ناراً فلمّا أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظُلماتٍ لا يُبصرون ) البقرة :17

أي مثلهم المُطابق لما كانوا عليه كمثل الذي استوقد ناراً ، أي كان في ظُلمة عظيمة وحاجة إلى النارِ شديدة فاستوقَدها من غيره ، ولمْ تكن عنده معدّة ، بل هي خارجة عنه ، فلمّا أضاءت ماحوله ، ونظر المحل الذي هُو فيه ، وما فيه من المَخاوف وأمِنها ، وانتفع بتلك النار ، وقرّت بها عينه ، وظنّ أنه قادر عليها ، فبينما هو كذلك إذ ذهب الله بنوره ، فذهبَ عنه النور وذهب معهُ السرور ، وبقيَ في الظُلمة العظيمة والنار المُحرقة ، فذهب ما فيها من إشراق ، وبقيَ ما فيها من الإحراق ، فبقيَ في ظُلماتٍ مُتعددة : ظُلمة الليل ، وظُلمة السحاب ، وظُلمة المطر ، والظُلمة الحاصلة بعد النور ، فكيف يكون حال هذا الموصوف ؟ فكذلك هؤلاء المُنافقون ، استوقدوا نار الإيمان من المؤمنين ولم تكن صفة لهم ، فانتفعوا بها وحقنت بذلك دماؤهم ، وسلمت أموالهم ، وحصل لهم نوع من الأمنِ في الدنيا ، فبينما هُم على ذلك إذ هجم عليهم المَوت ، فسَلبهم الانتفاع بذلك النور ، وحصل لهم كلّ همّ وغمّ ، وحصل لهم ظُلمة القبر ، وظُلمة النفاق ، وظُلمة الكفر ، وظُلم المعاصي على اختلافها ، وبعد ذلك ظُلمة النار .

You may also like

اترك تعليقا