رفقاء طريق

بواسطة إيناس مليباري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من أكثر الأشياء التي تُؤثّر فيَّ وبعمق ; تلك التي تتصل بأقوال ثابتة كالحديث الصحيح أو أقوال السلف والتابعين ، ففور علمي بأمورٍ لم أعلمها يكون يومي ذاك يوم تأمل وتفكر في الحــال والمــآل .


كُتب في لوحي المحفوظ منذ الأزل أن أمكث ثلاثُ ساعات انتظاراً ليحين دوري للدخول على دكتورة الأسنان ولتَكون إحدى هذه الساعات تُخبرني بأن تناولي كُتيباً علّكِ تقضين شيئاً من نسبة جهلكِ ليُزاح بمعرفةٍ وعلم .
تناولتُ كتيباً بعنوان رُفقاء طريق لكاتبه عبد الملك القاسم , وبعيداً عن ” العجنِ ” في الموضوع وباختصارٍ أشد من الشديد ، أنا وأنتم .. نحنُ جميعاً بحاجة إلى أن ننظر لمن يحتلون مكانةً في حياتنا – أصدقاؤنا – بنظرةٍ أخرى وألا نتوقع الكمال من أنفســـنا ، بيد أننا نطمحُ له .


بعضاً مما جاء به :
للأخوة حقوق ذكرها عطاء بن ميسرة بقوله : ” تعاهدوا إخوانكم بعد ثلاث ، فإن كانوا مرضى فعودوهم وإن كانوا مشاغيل فأعينوهم ، وإن كانوا نسوا فذكروهم ” .
يقول يوسف الأصفهاني : وأين مثل الأخ الصالح ؟ أهلك يقتسمون ميراثك ويتنعمون مما خلّفت ، وهو منفرد بحزنك مهتم بما قدمت وما صرت إليه يدعو لك في ظلمات الليل وأنت تحت أطباق الثرى .
دخل علي بن الحسين على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه فجعل يبكي فقال : ما شأنك؟ قال : علي دين !! قال : كم هُو ؟ قال : خمسة عشر ألف دينار ، قال : هو عليَّ !


قال عبد الله بن الوليد : قال لنا أبو جعفر محمد بن علي : يُدخِل أحدكم يده في كُمّ صاحبه فيأخذ ما يُريد ؟ قلنا : لا ، قال : فلستم بإخوان كما تزعمون !
قال صلى الله عليه وسلم : ” خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ” .
قال بلال بن سعد : أخ لك كلما لقيك ذكّرك بحظّك من الله ، خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك دينار .
قال يزيد بن أبي حبيب : لا أدعُ أخاً لي يغضب علي مرتين ، بل أنظر الأمر الذي يكره فأدعه .


جاء فتح الموصلي إلى منزل لأخ له وكان غائباً ، فأمر أهله ، فأخرجت صندوقه ففتحه وأخذ حاجته ، فأخبرت الجارية مولاها فقال : إن صدقتِ فأنتِ حرة لوجه الله .. سروراً بما فعل .
كان عبد الله بن المبارك إذا عزم على الحج يقول لأصحابه : من عزم منكم في هذا العام على الحج فليأتني بنفقته حتى أكون أنا أنفق عليه ، فيأخذ منهم نفقاتهم ويكتب على كل صّرة اسم صاحبها ويجعلها في صندوق ، ثم يخرج بهم في أوسع ما يكون من النفقات والركوب وحسن الخلق والتيسير عليهم ، فإذا قضوا حجتهم يقول لهم : هل أوصاكم أهلوكم بهدية ؟ فيشتري لكل واحد منهم ما وصاه أهله من الهدايا المدنية ، فإذا رجعوا إلى بلادهم بعث من أثناء الطريق إلى بيوتهم فأُصلحت وابيضت أبوابها ورُمِّم شعثها فإذا وصلوا إلى البلد عمل وليمة بعد قدومهم ودعاهم فأكلوا وكساهم ، ثم دعا بذلك الصندوق وفتحه وأخرج منه تلك الصرر ، ثم يُقسِم عليهم أن يأخذ كل واحد نفقته التي عليها اسمه ، فيأخذونها وينصرفون إلى منازلهم .


قال الفضل بن عياض : إذا أردتَ أن تُصادق صديقاً فأغضبه فإن رأيته كما ينبغي فصادقه .
قال صلى الله عليه وسلم : ” المرء مع من أحب ” .
قال بكر بن محمد بن عبد الله : إذا رأيت إخوانك يكرمونك ويطعمونك فقل : هذا فضلٌ أخذوا به ، وإذا رأيت منهم تقصيراً فقل : هذا ذنبٌ أحدثته .
قال عبد الله بن زيد الجرمي : إذا بلغك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك ، فإن لم تجد له عذراً فقل في نفسك : لعل لأخي عذراً لا أعلمه .
قال صلى الله عليه وسلم : ” لن تسعوا الناس بأموالكم ، فليسعهم منكم بسط الوجه “.

You may also like

4 تعليقات

سمــر 30 يوليو 2010 - 4:23 ص

ياااه انتشيت !
شكرًا وافرة أختي وصديقتي إيناس ()

Reply
إينـاس مليبـاري 2 أغسطس 2010 - 5:05 م

* سمـــر ،
سعيدةٌ بانتشاءكِ : )
وانظري لِ حجم السماء واتساع الأرض ..
بذاتِ حجمهما شُكراً ()

Reply
ُطهـر ،، 9 أغسطس 2010 - 3:03 ص

عبارات رائـعة جدًا ,,
ولعلي اضيف شيئًا مما قرأته قبيل فترة للكاتبة سارة الخضير وهي تتحدث عن الأخ ” الصديق ” وقيمته عند الاجداد قديماً ..
فـ هم عندما يتألمون يعبرون عن ألمهم بقولهم ” آخ ” وماهذا التعبير الا كناية عن الصديق وُقربه الذي لا ُيبدل بسواه وخاصة حين الوصول الى ذروة الألم ..

رائعـة انتقاءاتك كروعتـك ..
و
أدامك الله خير رفيقة لي ولكل احباب قلبك ..

ُطهـر ..

Reply
إينـاس مليبـاري 10 أغسطس 2010 - 1:29 ص

.

يالله !
وصدقاً لمن قال : الصديق وقت الضيق : )
ولربما كان المثلُ مكمِّلاً لـ ” آخ ” ـ
أيا طُهر ، بِ الجوار كوني ، لتُبدّل العتمة
بعظيم ضياء : )

Reply

اترك تعليقا