♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول أحد الصحابة رضي الله عنهم : ( لما سمع رسول الله ﷺ بأبي سفيان مقبلًا من الشام ندب المسلمين وقال : هذه عير قريش فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها ). فانتدب الناس ، فخف بعضهم وثقل بعضهم وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله ﷺ يلقى حربًا ، وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار حتى لقي خبرًا من بعض الركبان : أن محمدًا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك . فحذر عن ذلك .
فاستأجر ضمضم بن عمرو القفاري فبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريشًا يستنفرهم إلى أموالهم ويخبرهم أن محمدًا قد عرض لها في أصحابه ، فخرج ضمضم بن عمرو سريعًا إلى مكة ووصل إليها وأخبر قريش الخبر فثارت مكة وتعالى ضجيج قريش واستلت سيوفهم واستنفر أبو جهل الناس فقال : أدركوا عيركم ، فخرج أبو جهل وعدد كبير من مشركي قريش وتوجهوا إلى أرض بدر ، وخرج رسول الله ﷺ في أصحابه, حتى إذا بلغ واديًا يقال له ذَفِران, أتاه الخبر عن مسير قريش ليمنعوا عيرهم, فنـزل جبريل بقوله تعالى : ( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ) [الأنفال :7 ] .
والشوكة هي جيش قريش وغير ذات الشوكة هي القافلة ، أخذ ﷺ تلك الآيات ونادى رفقة الدرب والإيمان وقال لهم : ” سيروا على بركة الله وابشروا ، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين .. والله لكأني انظر الآن إلى مصارع القوم غداً ” .
قال أحد الأنصار وهو أيوب الأنصاري : ( فلما وعدنا إحدى الطائفتين ، إما القوم وإما العير طابت أنفسنا ) وطاب المسير إلى بدر فانطلق رسول الله ﷺ وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة ليلة من شهر رمضان .
* المرجع : 1