عُقد معقدة

بواسطة إيناس مليباري

بسم الله الرحمن الرحيم

منَّا من يخصص له وقت ” روقانه ” ليتفرغ له ، ومنَّا من يستعطف من حوله فـ يُهديه إياه إلى أن يحلها ومن ثم يردها لصاحبها ، وآخرون يفضلون لعق السكر آخر الكوب دون تذوق المشروب .. فـ يستغنون عنه بكل بساطة !

ننعته بالـصبور ، وصاحب ” بال طـووويل ” ، وربما مستقبلاً ينال شرف ” المُجاهِد ” !! ذاك الذي يستطيع فك الحبال أو الخيوط المعقدة !! فعلاً تبدو عملية مملة جداً بالإضافة إلى أنها تحتاج إنسان ” فاضي ما وراه لا شغلة ولا مشغلة ” !

ذات مرة ، كنتُ بمزاجٍ مالح جداً .. وجاء قدري ليدي بأنها ستحل تلك العُقد التي ضيعَّت ملامح ” الهيدفون ” !! فوجدتُ تلك العقد تُرسل لي رسائل ذات مضامين مُهمَّشـة حقيقة عند معظمنا ..

thread

الرسالة الأولى : يمثل تعقيد الخيوط وتراكمها بشكل ” ينرفز ” حال مشاكلنا التي نصفها بأنها مستحيلة الحل ، فهي بذلك – العُقد – تخبرك بأن حتى الجمادات تشعر بك ، وبدأ إحساسها لك .. بتعقيدها من أجلك !! ستأتي الرسائل التالية لتفسر ذلك 🙂

الرسالة الثانية : إذا ما سلك الإنسان مع تلك العُقد مسلك حسن ، فسيتتبع مصدر العقدة ” حبة حبة ” إلى أن ينتهي منها ، ربما تستغرق منه وقتاً طويل نوعاً ما ولكنه أنجز ! وكذا الحال مع مشاكلنا ، إذا ما أحسنَّا التصرف ، وتتبعنا الحلول واحدة تلو الأخرى .. حتماً سنجد مخرجاً من المتاهة .

الرسالة الثالثة : وإذا ما استعجل الإنسان فكها ، فعندما يصل لنصف الطريق يشد الخيط بقوة ظناً منه بأنه سيخدع تلك العُقد المُجاورة بشده إياها دفعة واحدة ، غافلاً بأن في الحياة أقدار لابد له من رؤيتها ، فهو بتصرفه هذا يزيد الطين بلة ، وهو ما نفعله كثيراً مع مشاكلنا .. حلولاً مؤقتة .. ماتلبث أن تُعيدنا بعد فترة إلى ذات المشكلة لأننا لم نقضي على المصدر !

الرسالة الرابعة : أحياناً نضطر للاستغناء عن تلك الخيوط بسبب زيادة العُقد .. حتى أن الجميع أيدوا ذلك !! القطع هو الحل ، وكذا الحال مع الإنسان .. تزداد عُقده إذا لم يحل ” الموالح ” في حياته مع أول ولادة لها ، فتراكمها يؤدي إلى ضرورة استغنائه عن أمور يحبها . و حتماً تراكم المشاكل بشكل زائد له حلاً لكنه يحتاج لوقت أكثر من المعتاد ربما يود الحل أن يأخذ حقه بسبب إهمال صاحبه له ! فكما أن التعقيد لم يتكون بين عشية وضحاها فكذا الحل لن يتولد بين غمضة عين وانتباهتها !

إذا أراد الإنسان أن يتعلم الصبر على مواقف الحياة ، فعليه أن يتعلم الصبر في فك تلك العقد ، وحتماً سينتقل الصبر لكافة شؤونه ، دون أن يدري : )

صدقوني ، تلك العُقد بالرغم من أنها من مسببات “رفع الضغط ” إلا أنها حقيقةً عُقِدت وتعقدت من أجلــنا 🙂

إينــــاس

You may also like

4 تعليقات

محمد 7 مايو 2010 - 4:49 ص

رائع يا إيناس، كلامك يذكرني بحديث قديم لأحد أصدقائي الذي كان يقول لي دائماً أن الحياة كالحبل الطويل المعقد، ويجب أن تفك هذه العقد لتنعم بحياة جميلة ..

أنتِ زدتي على كلامه كثيراً وجعلتي من العقد دنيا كاملة نعيشها وعشناها وسنعيشها ..
وقد نموت وهي تلفنا، إلا إذا فككنا العقد ورأينا الحياة على حقيقتها الجميلة ..

شكرآً إيناس 🙂

Reply
إينـاس مليبـاري 7 مايو 2010 - 10:27 ص


” صح كلامه ” !
وتشبيه وافٍ للحياة التي نعيشها : )
وكما أسلفتَ بقولك أن مواجهة تلك العقد والمحاولة الفعلية لفكها
هي الحل الوحيد لتجنب الاختناق من تلك العقد ومن ثم .. الوفاة !

وشكراً لك أكثر : )

Reply
Maha 13 مايو 2010 - 2:35 ص

ايناس تدوينة ممتازة جداا وصفك بليغ

ومحد بيفك العقد كلها الا صاحب الهمة والارادة

جدااااااااااااا اعجبني الي كتبتيه ذا

Reply
إينـاس مليبـاري 13 مايو 2010 - 3:40 ص


صاحب الهمة والإرادة وحده القادر على اجتياز تلك العقد : )
صدقتِ مها ‘‘
وشكراً لـ حضورك المُبهج : )

ودٌ لا يبور

Reply

اترك تعليقا