♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان ردّها علي ، حين لم نلتقِ رغم سعينا الحثيث لذلك ، نهاية مُحادثتنا ، وبدايةً لأشياء تيقّظت في داخلي . ” لسّا ربنا ما كتب ” .. ما عدد الأشياء التي نرغبُ بها ولم تحدث ؟ السؤال بصيغة أخرى ، أكثر عُمقاً .. ما عدد الأشياء التي نرغبُ بها ولم يأذن الله لها بالحدوث ؟ الفرق بين السؤال الأول والثاني ، هو أن الأول قد تكون رغباتنا مجرّد نوايا قلبية ، لم نخطط لتحقيقها ، وإن وُجِد التخطيط ، فقد غاب السعي ، وإن كان السعي حاضراً ، فقد فُقِد الإصرار ! بينما في الثانية ، هُناك رغبة وخطة وسعي دؤوب وإصرار ومحاولات سعي بطرق أخرى ، لكن لماذا لم تحدث في الثانية رغم تحقق كل ذلك ؟ ببساطة لأنّ الله لم يأذن لذلك الأمر بأن يحدث ، أو كما قالت صديقتي ” لسّا ربنا ما كتب ” .
ما معنى ألاّ يأذن الله بحدوث ما نتوق له ؟ ما الذي يعنينا من معرفة أنه لا يُريد لهذا الأمر بالحدوث ؟ الله يمنع حدوث بعض الأمور لأسباب لا تُحصى ، من بينها أن يُريك بأن السعي وإن كان حثيثاً وخططكَ وإن كانت مُحكمة ، وإصرارك وإن كان قوياً متيناً ، كلّ تلك الأمور التي أرهقتك حتى تصل لما وصلتَ إليه ، هو أن تلك الجهود تحتاج لأرض تقفُ عليها وسماء تظللها ، الدعاء هو أرضُ الأمنيات ، والتوكّل هو سماؤها . قد يكون ما يحول بينك وبين إيذان الله لما ترغب به ، دعوة . وإنني حين أقول مايفصلُنا هو دعوة ، قد يظن البعض أن الأمر يسير ! الدعاء عسيراً في أمرين ، أولاً أن يُلهمك الله أن تدعو ، وثانياً أن تدعو بيقين ثابت . تماماً كما فعلتْ دعوة أمي بي حين أُصيب كاحلي ، رغم إخبار الطبيب بأن الأمر يأخذ وقت طويلاً حتى يزول الألم ، لكنّ الألم اختفى بسبب دعوة أمي التي شاهدتُها غير مرة تُشخّص بصرها نحو السماء ، تُغلق عينها ، تهزّ كفيها ، ثم تدعو لي .
وقد يكون رغبة الله في تحقيق رغبتك ليس في الوقت المناسب برؤيتك البشرية للزمن ، لكنه يُدير الزمان ويقلّبه حتى يخلق لرغبتك الوقت الأمثل لحدوثه ، تماماً كما حدث مع يوسف عليه السلام ، تحققت رؤياه بعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً ، من يصبر ؟!
إنني لا أخشى ألا يأذن الله لأمنياتنا بالحدوث ، لكن ما أخشاهُ هو أن تكون فكرة ” لسا ربنا ما كتب ” الحُجّة التي تجعل قلوبنا تتقاعس عن تأدية الواجب ، تأدية ما يجبُ علينا القيام به . والجدوى من استمرار المحاولات الدائمة ، هو اثباتنا لله – الذي يعلم لكنه ورغم علمه بما سنفعله ، أخبرنا بأن نفعل ! – بأننا لن نضعفْ ، لن نستسلم ، إننا من صُلب إبراهيم عليه السلام ولذا فإن بُنيتنا الروحية تحملُ الكثير من المعاني التي تُعيننا على اجتياز ما لا يستطيع أحد آخر اجتيازه .
الرسول صلى الله عليه وسلم ، لمّا كان يرى في عُمر الصفات التي من شأنها أن ترفع مكانة الإسلام ، لم يتعجل في ذلك لكنه دعا الله أن يعزّ الإسلام بأحد العُمَرين – عُمر بن الخطاب أو عُمر بن هشام – الله لم يأذن لهداية عُمر سريعاً ، لأنه كان يربّيه ويودع في صدره ما يحتاجه المسلمون آنذاك . من يرغب بتدوينة عن هذا العظيم ؟
أُهدي “ لسّا ربنا ما كتب ” لكل من يحتاجُ لأن يسمعها ، ويؤمن بها ..
أُهدي هذه التدوينة لصديقتي التي لم تحظَ عيناي برؤيتها ، لكنّ قلبي تشبّع بأخلاقها وحُبّها ، لصديقتي شيماء ، ومنكِ أحببتُ الشعب المصري : )
2 تعليقات
اختي ايناس
اتوقع ان الجمله التي لابد ان نفكر فيها بطريقه اخرى
هي
ان الله تعالى كتب و قدّر ان الامر لايحدث الان
او كما قلتِ “الدعاء”
في الحديث الصحيح
لحديث أبي سعيدٍ الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مـا من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحم إلا أعطاه الله بـها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يدّخرها له في الآخرة ، وإمـا أن يصرف عنه من السوء مثلها . قالوا : إذاً نكثر ؟ قال : الله أكثر . رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وعبد بن حميد ( ص 292 ) والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي .
جزاك الله كل خير
عدم تقدير الله لذلك الأمر بالحدوث ، يتطلب منا إلى كثير صبر وتأنِ ياصديقتي كما ذكرتِ : )
وجزاكِ كل الخير على دعمك ، ومتابعتك . .
حضورك يسعد قلبي : )