الرئيسية أبلة إيناس ! وحين رسَم ، أشرَق

وحين رسَم ، أشرَق

بواسطة إيناس مليباري

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حدثتني صديقتي الأربعاء المنصرم عن تصرف ارتجلتهُ وقد لاقى أصداء ممتازة من قِبل الأطفال والمعلمات أيضاً قمنَ بالثناء عليها جزاء لصنيعها الحسن !

حين كثُر الشغب في الساحة الداخلية جرّاء دمج مرحلتين في وقت واحد ، قررت صديقتي بيان أن تُنهي اللعب ، أشارت للأطفال بأن يجلسوا على الكراسي الموجودة في الساحة ، وزعت لكل طفل ورقة بيضاء ومجموعة ألوان ، طلبتْ من كل طفل أن يختار قانون من قوانين اللعب الصحيحة ويرسمها . أخبرتني بأنها تفاجأت من رسومات أطفالها أطفال مرحلة التمهيدي ( 5 – 6 سنوات ) من جميل إنتاجهم ، مما لم تتوقعه ! رسم أحدهم طفل بيدان طويلتان ، وحين سألته ماذا يعني ذلك ؟ أخبرها بأنه يقصد بأن الضرب ممنوع في الروضة . رسم طفل آخر طفل بساقات طويلتان ، وسألته ذات السؤال ، فأخبرها بأن الركض ممنوع ، لم ينتهِ الأمر بها إلى هنا فحسب ، بل أخبرتني بأنها ستقوم بوضع خلفية ملونة لرسوماتهم وستعلقها في الساحة ، فالطفل حين يشارك في صنع القوانين ، يساعده هذا على الالتزام بها أكثر مما لو فُرضت عليه فرضاً .

بالمناسبة ، أذكرُ بأنني عجزتُ عن محاولة تطبيب طفل حزين ، حاولتُ اضحاكه وانتهى الأمر لأشعرُ بأنني سخيفة أمام ما يشعرُ به . حاولتُ تارة أخرى أن يتحدث وانتهى هذا أيضاً بأن قال لي : ” قلتلك ما أبا أتكلم روحي خلاص ! ” ثم صمتُ لا أدري ما أفعل ، ساعدني هو حين أخبرني بأنه يحتاج لورقة ولون أسود ! شاهدته من بُعد وبعد أن انتهى عرض علي رسمته التي لم تحتوي إلا على صورة وجه بملامح لم أستطع تمييزها وأخبرني بأنه غاضب تماماً كهذا الذي رسمه ، ثم ابتسم وأشار إلى أصدقائه رغبة في الانضمام إليهم !

دعوا أطفالكم يرسمون حين يغضبون ويحزنون ، وحين يكثرون الشغب ، وحين . . لا أدري !  أخبروني عن ثمة مواطن أخرى مررتم بها وكان الرسم علاجاً لها ؟ علماً بأن من لديه أي فكرة أو موقف أو أي أمر يندرج تحت هذا التصنيف فليبعثه إلي ، فإننا ها هنا نشترك في التدوين : )

 

You may also like

5 تعليقات

فاطمة جاوي 18 سبتمبر 2012 - 9:11 م

حلوووو نووووسة فكرة حلوة وتشغل الطفل وتلهيه

بس انا ما احب الرسم وشكلوووو ولدي طالع علي
اعطيه الورق والقلم بس يشخمط❕
يمكن عشان صغير لسا ويمكن ما يحب الرسم

Reply
Rabab 19 سبتمبر 2012 - 9:33 ص

Amazing luck you I never thoght that being a teacher would be that inspiring!

Reply
basheer 19 سبتمبر 2012 - 10:34 ص

أذكر موقف لكنه بعيد عن الرسم مع طفل قريب لي، كان حزين وكل ما أسأله “شو مالك ؟ ” يحرك رأسه رافضا فأحضرت اللابتوب وفتحت على مقطع”سبونج بوب : ) ” طبعا في البداية تظاهر بعدم اللامبالاة وبعدها بفترة قصيرة جاء الى جانبي ليشاهد المقطع ويضحك، لا اعلم ما كان يحزنه لكن الجميل أنه نسي حزنه !

لي اقتراح بأن يكون لكل طفل منهم ملف تحفظ فيه رسوماته وبعد الانتهاء من كل فصل يتم تسليم الرسومات لأهاليهم ستكون ذكرى جميله لهم عندما يكبرون ويشاهدون خربشات الطفولة : )

Reply
سوسن أمين 19 سبتمبر 2012 - 7:29 م

الرسم بيخرج ما بداخل الانسان من حزن أو فرح , كل ما قرأت عن يومياتك في العمل أشعر بصعوبة وأهمية مهنة التعليم وخصوصا في السن الصغيرة, بارك الله فيكم انتِ وصديقتك بيان وكل من يتقن عمله

Reply
إيناس مليباري 23 سبتمبر 2012 - 1:35 م

فاطمة ؛
أنا حضرت دورة عن رسم الأطفال ، بيقولك الدكتور إن الخربشات دي بنظرنا نحنا الكبار
مالها داعي ، لكن سبحان الله الطفل محتاج في مراحلو الأولى مساحات كبيرة للشخطمة
عشان يقوّي عضلات يدو الكبيرة والصغيرة ( زي مفاصل الأصابع ) فلو سمحتي خلي كتاكيتك
يشخمطو وحتشوفي الابداعات مستقبلاً بإذن الله : )

رباب ؛
شكراً على دعمك ، أسعدِتني بحق : )

بشير ؛
ياسلام عليك : )
هذه استراتيجية ذكية منك ، وهي أنك حاولت صرف انتباهه لما يشعرُ به لأمر آخر : )
حين تستطيع التعامل مع طفل لم يكن بمزاج جيد ، فحُق لك بعدها أن تشعر بالفخر
والإنجاز . . أحببتُ الموقف ، فهل من مزيد ؟
وبخصوص الاحتفاظ ، فهذا ما نفعله عادة ، وهو من أبسط حق الطفل علينا : )

سوسن ؛
حين تكونين معلمة تشعرين كم أنك مسؤولة عن كل قول تقولينه ، وكل تصرف يصدر منك
شكراً سوسنتي على ردك الداعم ، والذي كعادته يدفعني لأن أستزيد : )

Reply

اترك تعليقا