الرئيسية خيرُ الشهور كلام المنّان – 17

كلام المنّان – 17

بواسطة إيناس مليباري

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( ألم ترَ كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعُها في السماء * تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثلُ كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتُثّت من فوق الأرض ما لها من قرار ) إبراهيم : 24 -26

يقصد بالشجرة الطيبة : النخلة في الأرض وفرعها منتشر في السماء وهِي كثيرة النفع دائماً ، تؤتي أكلها : أي ثمرتها كل حين بإذن ربها فكذلك شجرة الإيمان ، أصلها ثابت في قلب المؤمن ، علماً واعتقاداً . وفرعها من الكلم الطيب والعمل الصّالح ، والأخلاق المُرضية ، في السماء دائماً يصعد إلى الله منه من الأعمال والأقوال التي تُخرجها شجرة الإيمان ، ما ينتفع به المؤمن وينفع غيره . وبيّن في آخر الآية الثانية بإنه في ضرب الأمثال تقريباً للمعاني المعقولة من الأمثال المحسوسة .
ثم ذكر ضد الإيمان وهو الكفر بقوله : ومثلُ كلمة خبيثة كشجرة خبيثة : وهي خبيثة المأكل والمطعم ويقصد بها شجرة الحنظل ونحوها ، اجتُثّت هذه الشجرة من فوق الأرض ما لها من قرار ، أي : مالها من ثبوت ، فلا عروق تُمسكها ، ولا ثمرة صالحة تُنتجها ، بل إن وجد فيها ثمرة فهي خبيثة ، كذلك كلمة الكفر والمعاصي ، ليس لها من ثبوت نافع في القلب ، ولا تُثمر إلا في كل قولٍ خبيث ، يستضر به صاحبه ، ولا ينتفع ، فلا يصعد إلى الله منه عمل صالح ، ولا ينفع نفسه ، ولا ينتفع به غيره .

You may also like

اترك تعليقا