♥
السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولأنّ الكثير من الأشياء حولنا لها موسمها الديني أو الذي يتوسّمه المجتمع ( أي يجعل له موسماً يُتعارف به ) لها ، تحتّم ذلك على أنْ يُواري موسم ذاك الشيء غياهب الجُبّ . فـ سوقُ ” الحبحب ” – البطيخ – لا يبدو زينة للـ ” آكلين ” كما يفعلُه فصلُ الصيف !
في موسم الحضور كثيراً – وهو ما يُفترض أن يحدث – أن نُعطي ذاك الشيء حقه ، فمثلاً العبادات – وإن لم يكن لها موسم ! – عُرف بأن موسمها برمضان ، فمن المتوقع أن يشحن كل امرئ وقوده ليُؤدي العبادة حقها في موسمها حتّى إذا انقضى الموسم .. حدث الشعور بالرضا وإتمام المهام .. وماذا عن غياب الموسم ؟
بمعنى آخر ، ما حال العبادات في بقية الأيام بعد انقضاء موسمه – الافتراضي – رمضان ؟ ما حال التواصل والتزاور في موسم الزيارات .. العيد؟ ما حال طلبُ العلم بعد انقضاء موسمها – الافتراضي أيضاً – في الإجازات ؟!
هذه التساؤلات لا يفضّ جهلها إلاّ هذه : إنّه تجديد العهد ♥ ! وإن كنت سائِلي عن ما هيته هذا التجديد فسأُخبرك بأن التجديد حقُ الأشياء التي انقضى موسمها .. عليك ! وواجبك هو أن تُزيل الغبار عنها لتُعيد استشعارها من جديد فكأن كل الأيام .. ” أيام دراسة ” فتقرأ وتتعلم كل يوم أمراً مختلفاً ! .
نحتاجُ بصدق إلى تجديد العهد بما دُفن في قبُور قلوبنا وما اندثر يحتاج إلى كثير تنقيب حتى نتمكن من إعادة ضخّ الحياة فيه .. فكرّ في كمية الأشياء التي فقدتها في حياتك مؤخراً ؟ .. في عدد المشاعر الجميلة التي هجرتك فأحسنتْ الهجر ؟ .. عن أولئك الذين تباعدت بينكم المسافات فأصبح تواصلكم .. سراباً ؟ فكّر كم من الأمور في حياتك ظننتَ يوماً أنها لن تتغير فهي بالنسبة لك لا موسم لها إلا أنّك وبعد أن فقدتها تداركت كم كنتَ مُخطئاً فهي كتلك ! .. لها موسمها الذي حدّده لك عقلك الذي يعمل بشكل .. جيد !
تجديد العهد لا يتطلّب منك إلا أن تكون : ( صادقاً في نيّتك + مُبادر حقيقي ) ، صدق النية هذه لن تأتيك على طبقٍ من ” فريرو روشيه ” كما يصّوروها لنا بشكل مُغري ! تأتيك إذا كنت تشعرُ بالفقد .. ليس أيّ فقد بل الفقدُ ” الـ مدقع ” !! . لا أدري لما تبادر إلى ذهني بأن أكتبها ! – ” مدقع ” – رغم اعتيادي على ارتباطها بكلمة ( الفقر ) ! وإن جاءتك النية ، فستأتيك المبادرة تباعاً لذلك :”)
ادعُ أصدقائك للعشاء إن كان التشيتُ قد داهمكم عُمراً ، رسالة امتنان بلا سابق مُناسبة لذلك الذي فعل لك ما لم يفعله غيره ، كتاب تحبّه تُرضي به غضب عقلك لهُجرانك القراءة ، عمل خيري جميل انوِ به غُفرانه على تقصيرك معه ، حفلة صغيرة تجمعك مع طفلك تُخبره فيها كم هو مهم في حياتك ، باقة باللون الذي تفضله .. مهداة لنفسك إن كنت نسيتها في دوامة أشغالك ! .. والكثير مما لم يُذكر ، هو في قائمتك بالتأكيد .
تذكر بأنّ بعض الأمور تجبرنا بأن نفعلها في موسمها كالحج مثلاً ، بيد أن هناك أموراً من الجميل جداً أن نُباغت بها أنفسنا أو من حولنا بتجديدها في غير موسمها ! سر اختلاف ” طعمها ” أنّها غير متوقعة . هدية عابرة لزوجتك / صديقك / طفلك مُرفقة بعبارة تخبرهم فيها بأن صدق محبتك لا تحتاج لانتظار مناسبة لأن نتقرب بالتّهادي .
أطيلوا قائمة الأشياء التي فقدتموها أكثر مما هي ” طووويلة ” ، واستمتعوا بتجديد العهد معها ، اعطوا مشاعركم حقها لأن تتنفس ، وكذلك الأصدقاء والأهل وكل من تحبون .
ابدأ بممارسة الأشياء وكأنك لم تمرّ بها من قبل ، وكن ممتناً لما تفعله
8 تعليقات
مساؤكِ مواسم فلٍ يا عزيزتي -إيناس-
… كانت إجازتي هذه ك-عهد جديد- وأظني نجحت في الكثير منها إن شاء الله
ولكن -اجلّها وأعظمهآ- لا زلتُ مقصرةً فيه جدآ ..يآربِ خذ بيدي إليك..
أحتآج دعوآتكِ ..وأحسبكِ عند الله مستجابة الدعآء
لا تنسيني أرجوكِ 🙂
هذا ما نتعطش إليه,,
” تجديد العهد” فعلا كما سردتي بوضوح وجمال اسلوب..
هذا ما نتعطش إليه لكي لا نجف ونقحل حتى نتكسر..
جزيتي خير الجزاء =)
إيناس..
اسمحي لي ب”لطش” الصورة الرآقية فقد رآقتني جدآ..
^_^
مُوني ؛
ياسلام ! جميلة هي إجازتك :”))
واللهم آمين لمَا دعوتِ به ،
ولك مني صادق الدعاء بأنْ يُحقق الله مناكِ ويجعلني
فوق جميل ظنونك يا جميلتي () ()
و .. ” الصورة تفداكي ” ^^
بُشـــرى ؛
صدقتِ يا بشرى ..
ومرحباً بحضورك :”))
ياه فيه حاجات كثير عايزة اعملها لي ولمن حولي, شكرا ايناس
سوسن ؛
رتبي أفكارك وتوكلي على خالقك وابدأي :”)
وشكراً لتواجدك ،
معجب بكتاباتك ويعطيك العافيه واتمنى لك كل توفيق
ممتنة لحضورك أخ سعودي :”)
وكان التوفيق حليفك ،