♥
السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين ترَى بأنّ لون ماءك الذي تشربه أخضراً إثر انعكاس كلّ الخُضر من الأشياء على شفافيّته ! ، وحين تعتقد بأنّ شركات السيّارات أوقفت إصدار جميع الألوان عدا السيارات خضراء اللون ، وحين ترى حتى أحاديثهم وأفعالهم تصطبغ باللون الأخضر .. فاعلم بأنك في ” اليوم الوطني ” ! .
كنتُ أبحث عن ” أموراً خضراء ” في Google ، فوجدتُ أحدهم قد كتب هذا :
الوطنية حالة فردية خاصّة ، ولا يُمكن فرضها بالقوة !
وكتب أيضاً :
عندما كنتُ طالباً في المدرسة ، كانوا يعلموننا الوطنية من خلال الأناشيد وقراءة التاريخ ، ثمّ .. كبرتُ ونسيت تلك الأناشيد ولم أحفل بالأمجاد ! .. الآن الوطنية بالنسبة لي أتلمّسها في هذا الشعور اللذيذ في كلّ مرّة أعودٌ فيها إلى أرض الوطن .
أتفق معهُ بالأولى حيث أنّ لا شيء في حياة المرء يُفرض عُنوة ، حتى دينك الذي تنتمي له ! ، حديثه الآخر أشعرني بأنه كما لو أنّ الحب انقاد له بين عشيّة وضُحاها ، نُكرانه بعدم جدوى أهازيج طفولته وأنها لم تٌساهم في توطيد حبّه للوطن .. استوقفني كثيراً . هل من الممكن حقاً أن تنتمي الأشياء لقلبنا بتلك السهولة ، ما لم يكن لها بُرعماً – مهما صغُر – حيثُ يأخذ البرعم هذا بالنمو إلى أن يصبح ثمرة تسرّ الناظرين ؟ ، ولكن الأشياء الصغيرة ( والتي كثيراً ما تحمل في طياتها جهوداً كثيرة ) كثيراً ما تٌسحق بالأقدام ! .
يُلفتني كثيراً بأن أجد الكبار من المؤلفين أو أصحاب الشُهرة من ممثلين أو أي مهنة أخرى ! .. حين يُسألون عن سبب نجاحهم وعن سبب بروزهم في مجالهم دون غيره من المجالات ، .. يكون أول ما يستفتحون به إجابتهم بـ : ” عندما كنتُ صغيراً .. ” !
جهودنا لصغارنا لا تجعلهم مثاليين ، بيد أنّها تُساهم في بروز البراعم الصغيرة والتي ستكون السبب في حدوث الأشياء الكبيرة الجميلة في مستقبل هذا الطفل :”) ، إذا أردتَ أن تنشئ طفلاً بصفات معينة ، فاسعَ له من صغره قبل كبره ، فقلبه سمادٌ صالح للزراعة ! .. افعل ولا تكترث برؤية النتائج ، فأمور كهذه تحتاج وقتاً وزمناً طويلاً حتى تبزغ :”) ، تماماً كما يتفاجئ الأهل عند هتاف الطفل الأولي لـ : ماما أو بابا ! ، لم يجيء هذا الهتاف فجأة ، ولكنها رواسب من تكرار سماعه لهذه الكلمة ، وما أن اكتمل جهازه السمعي والكلامي فسرعان ما نضح الإناء بما كان فيه مخزوناً ، وكذا حال الوطنية وأطفالنا .. فإذا ما أعددنا أنشطة ملائمة تكون بمثابة البُرعم الذي سيكون سبب وطنية هذا الطفل .. عندها سنكون مربين جديرين بالتربية .
الأنشطة القصصية كقصة : كان دفتراً أخضر ، تتحدث القصة عن يوميات طفل اسمه عبد الرحمن يناقش فيه بعض السلوكيات والمفاهيم الاجتماعية المتعلقة بالوطنية ، جدير بأن يستوعب الطفل بشكل مبسط معنى أن أكون مواطناً صالحاً .
ورقة وألوان خضراء .. واترك لطفلك حرية رسمه ، الأنشطة التطوعية مثل تنظيف المنزل أو حديقة عامة من باب المحافظة على نظافة البيئة والوطن ، عرض مشروع طفلك ( موهبته أياً كانت ) وتوظيفها لصالح الوطن وإشعاره بأن كل أفعاله تساهم في كونه مُواطن جيّد ، أرهٍ معالم وطنه عبر صور أو مشاهدات واقعية إن إمكن ، هذا إلى جانب أفعالك والتي تجسد له بشكل أساسي وطنيتك ، فإن كنت صالحاً في كل الأوقات وفي كل أفعالك فـ خيراً فعلت ، أما إن كنتَ ممن ” يتخضّرون ” فقط في يومٍ واحد كما هو الحال في يوم البرّ المفاجئ ” عيد الأم ” فـ لا شيء يُحكى إلا أن .. إدا كان ربُ البيت بالدفّ ضاربٌ فشيمـةٌ أهلِ البيتِ الرقصُ !
قال أحدهم :
حبّ الوطن لا يكمنُ في الهتاف له ، وإنّما بخدمته والمٌساهمة في بنائه ، فعندما تهتفُ الحناجر تملأ الدنيا صُراخاً ، وعندما تهتفُ العقول تملأ الدنيا عملاً ♥
* بالمناسبة ؛ تعمّدتُ أن تكون التدوينة بلون ” أخضر” كما أنني احتسيتُ مشروباً ” أخضر” .. ياي كم أنا وطنية !
ربّ آمنّـــا في أوطاننا ، واكلأ بعينك مليكنا
7 تعليقات
شعور جميل … لي عودة .. للحديث عن موضوعك ..
كل عامٍ وأنتِ ووطنكم -وطننا- وشعبكم بألف خير…
أرى “الأخضر “يوشح القنوات الفضائية هذي الأيام^_^
أيآم عزٍ إن شاء الله لنا ولكم..
إيمان ؛
وأنت بخير يا جميلة قلبي يا “موني ” :”)
ربي يجعل دربك أخضر :”) ()
آنسة إيناس , شكرا ً لك ِ ببساطة
اتسائل : حين يتعلق الأمر بالعاطفة , و يبدأ الانفعال و الصراخ و الكلام فحسب …. سواء في اليوم الوطني أو ببساطة حين ندافع عن آرائنا , هل صراخنا سببه أننا لا نتقن سوى لغة الكلام , أم لأننا لا نعرف ما هو الحب ؟
طارق ؛
نعرف الحبّ ربما لكننا نجهل كيفية التعبير عنه ؟!
حقاً لا أدري أنا ايضاً !
وشكراً لحضورك مجدداً :”)
كلام موزون ,, وبجد اثر فيني بسبب غربتي
يعطيك العافيه
الله يطوي سنين الغربة ويحقق لك مرادك :”)
شكراً لتعقيبك ،