تخيل لو . .

بواسطة إيناس مليباري

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنتُ قد قرأتُ في كتاب كيف تتحدث فيُصغي الصغار إليك وتُصغي إليهم عندما يتحدّثون ؟  بأن التخيل قد يحل العديد من المشاكل التي قد لا يُجدي المنطق معها نفعاً وقد أوردتْ المؤلفتان فيه مثال بأن طفلاً طلب من أمه كعكاً ، ولم يكن متوفر آنذاك ما رغب فيه ، فكل ما قامت به الأم هو إعطاء طفلها فُرصة ليحصل على ما يريد ولو بالتخيل ، سألته ما الطعم الذي يحبه ؟ وكيف هو شكل الكعك ؟ انتهى الأمر بالصبي بأن رضي بالواقع ولم يُبد ردّات فعل غير مقبولة .

جرّبتُ هذه الطريقة مع إحدى أطفالي ، حين بدأت hلدموع بالانهمار على وجنتيها جرّاء اشتياقها لأمها ! لم أفعل ما أفعله دائماً معها بأن أتحدث بالمنطق ، بل لجأنا لطريقة أخرى أكثر متعة ! قلتُ لها : ” تبغي ماما دحين صح ؟ ” هزت رأسها بالإيجاب ، ثم مثلتُ وكأني أُمسك بسماعة الهاتف وأحادث والدتها عبر الفضاء ، غيرتُ نبرة صوتي وأجريتُ حوار بيني وبين والدتها التي أخبرَتها بأنها ستأتي في الحال ، العجيب بأن الصغيرة أصبحت تضحك بصوت عالٍ ! وفي اليوم التالي في الوقت الذي تشتاق فيه لوالدتها جاءتني ضاحكة تقول : معلمة أبغا ماما فعلمتُ بأنها تود أن نلعب ذلك مرة أخرى : )

أذكر بأني قرأت في كتاب ما بأننا نحنُ الكبار نستخدم الخيال للهروب من الواقع ، وللتخفيف من وطأة ما نشعر به أو نعيشه ، بينما الصغار يستخدمون خيالاتهم لنموهم ولاستمتاعهم في الحياة : )

أمر  آخر أسعدني وأربكني حقيقة ، حضرتْ إحدى أطفالي التي درستها العام الماضي وأصبحتْ الآن في فصلٍ آخر لغرفة المعلمات ، برفقة والدتها ، استأذنت والدتها مني الدخول فثمة أمر تود الصغيرة اخباري به ، أجلستُها بجانبي ، قالت بعد طويل صمت : ” أحبك من تحت الأرض وحتى الفضاء ” ضحكت أمها وقمتُ باحتضانها ، أخبرتها بأني أحبها كثيراً ولم أفكر في صياغة جميلة كما فكرت هي لأرد عليها، أعجبتني والدتها التي أثنتْ على ابنتها فقالت :” صح يا معلمة حلو الواحد يقول للناس اللي يحبهم إنو يحبهم؟ ” : )

 

You may also like

2 تعليقات

الشيماء 8 أكتوبر 2012 - 9:53 م

أذكر بأني جربت هذه الطريقة مع أحد الأطفال الذي ابتلت جزمته بسبب سقوط بعض الماء من قبل أحد أصدقائه، وقد كان الطفل مستاء إلى درجة حبس الدموع والعبرة المتوقفة في الحلق، لم أستطع تغيير حدة الموقف بأي طريقة إلا حين قلت له أوه لقد شربت الجزمة الماء، وبدأنا في خيالاتنا..

أما الأمر الآخر.. فأغبطك على استحقاقك لمثل هذا التعبير
كم أحب حب الأطفال!
فاليوم استوقفتني إحدى الأمهات وهي مبتسمة في وجهي وتقول لي ابنتي بالأمس قالت لي أنا أحب معلمة شيماء قد الكوكب.

شكراً لك إيناس على تدوينك.. يذكرنا بواقع وماضي ومستقبل لذيذ جميل 🙂

Reply
إيناس مليباري 18 أكتوبر 2012 - 1:47 م

ياسلام ياشيماء : ) أحببتُ ماذكرتِ بشأن امتصاصكِ لاستياء الصغير ، بورك جهدك : )
وهنيئاً لك ولنا حب الأطفال والكبار وكل من حولك لكِ :”””)
شكراً لمتابعتك

Reply

اترك تعليقا