الرئيسية كَوبُ حَيـاة ولا تجعلْ في قلوبنا غلاً

ولا تجعلْ في قلوبنا غلاً

بواسطة إيناس مليباري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماذا يفعل الطيبون ؟ كان هذا عنواناً لمقال لم أقرأه لكنه ألهمني لأن أكتب عنه ! ما الذي يحلّ بالطيبون من الناس ؟ إنهم وبلا شك يلاقون الكثير من الأذى وسوء المعاملة ! وبالمقابل ما الذي يفعله الطيبون حيال ما يلاقونه ؟  بإمكانهم فعل أشياء كثيرة ؛ كغيرهم من البشر ، فهم على سبيل المثال بإمكانهم إخراج الجانب السيء فيهم فكما خلق الله لأولئك الذين آذوهم ألسنة فلهؤلاء الطيبين ألسنة شِداد أيضاً ! ولكني أعتقد جازمةً بأن أغلب الطيبين لن يفعلوا ذلك وإن كان الشيطان وسوس لهم بذلك مراراً وتكراراَ ، أتعلمون لماذا ؟ لأن ذلك لا يُناسبهم ببساطة : )
وهم بإعراضهم عن الفعل السابق يمثلون قول المأمون  – رحمه الله – حين قال كلمته العظيمة : (حسُنت أخلاقنا فساءت أخلاقهم والله لن نُسيء أخلاقنا لتحسُن أخلاقُهم)

ما يفعله الطيبين من الناس : العفو : )
وهو وإن كان ليس بالسهل بأن تعفو لمن أساء إليك وأكثر وأجاد إيذاءك ، لكن تذكر بأنه قد فعلها السابقون من قبلك وقد نجحوا ولقد غَنموا إثر ذلك . فها هو الرسول عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة  قال لهم : ما تظنون أني فاعلٌ بكم ؟ ” فقالوا : “أخٌ كريم وابن أخٍ كريم “ فكان كرمه حين قال : ” لا أقول لكم إلا كما قال يوسف لإخوته : لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ، اذهبوا فأنتم الطلقاء ”  . ماكانت نتيجة العفو تلك ؟ بصوت واحد نطق 1000 واحد منهم بأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله : ) !

وذاك الغلام اليهودي الذي كان يستمر في أذية الرسول بوضع القاذورات أمام باب منزله،حين أصابته نازلة المرض،كيف تعامل الرسول الطيب مع حماقة تصرفاته السابقة ؟ لقد عاده وشاركه لحظات احتضاره .

كما أن يوسف عليه السلام ، لم يكن جوابه لإخوانه الذين فرقوا بينه وبين أباه أكثر من 30 سنة إلا أن قال لهم : ”  لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ” : )  أوضح لنا هذا العظيم شرطا العفو  : التقوى + الصبر ( إنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ  )

الطيبين وإن كان العفو سهلاً بالنسبة لهم إلا أنهم تمر عليهم لحظات قد يفكرون بالانحراف عن هذا النهج ، أقول للطيبين  – ولغيرهم أيضاً – تذكروا من قال : ” يئس الشيطانُ أن يُعبد في جزيرة العرب ولكن بالتحريش بينهم ” عليه الصلاة والسلام  . تذكروا جيداً بأن الشيطان بإمكانه إشعال الضغينة بين مُسلمَين لو لم يتصدا لهذا الإشتعال بالعفو : )

 خلف كلّ عفو فجر جديد ، وإن لم نلحظ ذلك ولم يُظهره الله لنا جلياً إلا أني أثقُ يقيناً بأن ثمة خير مُنتظَر 

زاوية ؛
اذهبوا فأنتم الطلقاء ، أهديها لكل من انحرف عن مساره ليقدّم لي شيئاً لا أحبه : )
الآن سأرقدُ بسلام : )

 

 

You may also like

4 تعليقات

ميمي 17 يونيو 2012 - 10:07 ص

صباح الخير والعفو إيناس
جميل ما كتبت ،، الطيبون هم أناس ليس لهم مثيل بحق ،، اذا كان انسان يسئ إليك وانت تعفو فهذا أكبر دليل على نقاء قلبك وطهره ،، ولنا في نبينا وحبيبنا محمد صل الله عليه وسلم أسوة حسنة ،، شكراً لك
باقات ود وحب :))
تحياتي
أختك :ميمي

Reply
ريما 17 يونيو 2012 - 11:48 ص

اللــــــه,,
التدوينة الجميلة هذه ذكرتني بمحاضرة لـ د.خالد الجبير بيتكلم فيها عن العفو برضو وكيف إنو الإنسان لمن يعفو يحس برضا وسعادة كبيــــرة لدرجة إنو حينسى الموقف أصلا , وحــ يدمن العفو : )
فعلاً [ العفو ] من أجمل الصفات وأرقاها : )

اللـــهمــ أجعلنا من العافين عن الناس في السرّاء والضرّاء..
وسلِمت أناملك يارائعــة : )

Reply
سوسن امين 18 يونيو 2012 - 1:13 ص

العفو خُلق رائع , نحتاج دائما أن ندعو الله سبحانه وتعالى بأن يطهر قلوبنا ويجعلنا من العافين عن الناس, قال الإمام الشافعي: لما عفوت ولم أحقد على أحد .. أرحت نفسي من هم العداوات. تدوينة جميلة, دمتِ بخير

Reply
إيناس مليباري 20 يونيو 2012 - 4:39 ص

ميمي ؛
إي صدقتِ وربك : )
العفو يدل كم أننا نفعل شيئاً عظيماً وبالتالي يجعلنا عظماء أخلاقياً : )
اللهم حسّن أخلاقنا دائماً وهبها العفو والصفح
شكراً لمتابعتك عزيزتي : )

ريما ؛
وأي راحة ياريما بنحس فيها لما مابيبقى أي شي سيء ف قلبنا تجاه أي إنسان لاقينا منو كتير : )
أصلاً بتحسي إن الله وقتها راضي عنك وممكن يفاجئك بحاجات حلوة بس لأنك عملتي حاجة هوا يحبها
وبيرضاها بين خلقو : )
ومرحبا فيكي ياقلبي مبسوطة بجيتك ، منورتني : )

سوسن ؛
ياااه من هذا الشافعي جميل الخُلق والقول () ()
استجلاب الراحة بالعفو :”””)
بوركت أناملك وبورك حضورك الجميل سوسنتي : )

Reply

اترك تعليقا