الرئيسية كَوبُ حَيـاة جائعون للحُرية

جائعون للحُرية

بواسطة إيناس مليباري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تدوينة طارئة ! قد شعرتُ بالخجل فور قراءتي تدوينة المدون المقداد عن الأسرى الفلسطينيين  ، فالإنسان – والمؤمن – من بابٍ أولى إن لم يشعر بأوجاع أمّته وإخوانه المسلمين ، إن لم يُسخّر قلمه لينزف مواساةً لمن اتخذوا من السجون مساكنٍ ومراقد دون أن يكون لهم خيار في ذلك .. الذي لا يشعر ولا يُسخر نفسه لذلك فهو حتماً يعيش في واد غير وادينا !

قد تأخذنا مُلهيات الحياة لأننا في مأمنِ من كل ذلك ، ونتذكر إما بقراءتنا لشيء يؤثّر فينا أو بأي وسيلة كانت شيء يكون بمثابة انسكاب الماء المثلج علينا على حين غفلة ! حينها يُخالجنا شعور بالعُريّ أمام إخواننا وأمام أنفسنا ! فياربّ الأسرى اغفر زلاتنا وتجاوزْ عن قصورنا . .

ما فعلته كلمات المقداد أنها أشعلت فيّ الكثير من المشاعر ، الحزن والغضب هذا إلى جانب الشعور بالتقصير . أتساءل : كيف تمكن الأسرى من احتمال الـ 26 يوم دون أن يتلذذوا بطعام أو ينعموا بشراب ؟ هُناك قلب يحمل في طيّاته إيمان عظيم بالله والذي وعد من يصدقه بأن يكون سمعه وبصره . نحن البعيدون نظن بأنّ حدوث بعض مطالب الأسرى البسيطة مستحيلة ونتمنى أن يكفوا عن الإضراب ، بينما هم تمسكّوا بما آمنوا بأن لو استمروا عليه سيُحدث تغييراً , فقرروا أن يتمسكوا بالعروة الوثقى ولن ينفلت الجبارون مما عقدوا الفلسطينين نواياهم عليه !

أسأل الله أن يثبتهم ويلهمهم الصبر أكثر  ، أن ينصرهم نصر عزيز مُقتدر ، وأن يدحض الفاسقون ويُثلج صدورنا برؤيتهم بأسوء حُلّة ، وأن يؤجر الأسرى أجراً لم يؤجر أحداً قبل مثله إثر تضحياتهم وتحملهم لمكنونات الألم الجسدية والمعنوية وعلى جميع الأصعدة . هؤلاء هم فخر الأمة . . ما يفعلوه هو كخطاب عظيم لا تُلقيه الأفواه بل الأفئدة الممتلئة نُصرة وتمكيناً .الأمور العظيمة تحتاج لتضحيات قد لا يعلم بها جميع البشر ، لكن ستظل الأمة – بعد زمن – ممتنة لما فعله أولئك القلائل والنادرون من البشر .

 

You may also like

11 تعليقات

المقداد 12 مايو 2012 - 6:58 م

كنت واثق من أن ايناس مليباري ستؤدي أقل واجب علينا وهو التدوين لأجل الأبطال داخل السجون وكانت الأولى ..
فهي أختي ومعلمتي التي أعرفها دوماً بإبداعها وتضامنها ووقوفها بجانب شعبي المظلوم !

أشكُركِ جزيل الشكر على هذه الوقفة السريعة ..
هذا أقل ما يمكن أن يقدمه كاتب مثلي ومثلك هنا عبر الانترنت

شُكراً لكِ .. ودمتِ حُرة 🙂

Reply
المقداد 12 مايو 2012 - 7:38 م

عفواً , يبدو أني اخطأت .. الأسرى في يومهم 26 من الإضراب , والأسيرين ثائر حلاحلة وبلال ذياب في يومهم 75 من الإضراب !

Reply
هتان ... 15 مايو 2012 - 1:46 ص

وعليكم السلام ورحمة والله …
وقفة إجلال و احترام و تعظيم سلام لك ولمقالك الفذ الذي اشعرنا بغفلتنا عنهم وقصور هامتنا امام تلكالاجسام النحيلة التي نخرها الجوع والعطش ولكنها صلبة لاتقهر عزيمتها ..
كانت كلماتك كانها سوط جلاد لسرعتها وقوة وقعها علينا .. تركت اثرها في نفوسنا بعمق الاثرالذي في نفسك حين كتبتها لنا …
اسرنا في فلسطين هم شامة في هامة العز …. وقوة ضاربة تقهر جبابرة الارض بالجوع والعطش ..
فعندما تعلوا الغايات ترخص من إجلها كل النفائس و على رأس القائمة أروحنا .. هذا شعار حالهم …
حقيقة هم رجال وأبطال عرفوا كيف يجعلوا العالم ينصت لهم بدون أن يصرخوا …
اللهم فرج اسرهم وفك قيدهم وآمن روعتهم و انسهم بلقاء أحبتهم …
اللهم إعز الاسلام والمسلمين … واكتب لهم نصرك المبين ..
هتان … شكراً إيناس الخير ..

Reply
إيناس مليباري 15 مايو 2012 - 11:28 ص

المقداد ؛
إن كان على أحدنا أن يشكر الآخر فأنا التي ستفعل ذلك قبلك !
أسأل الله أن يفرج عنهم وينصرهم إنه على ذلك لقدير : )

هتان ؛
آمين ثم آمين لكل ما دعوتَ الرحيم به ، ألا إن نصر الله قريب . .
ربي يبارك حضورك ودعمك دائماً .. ممتنة لك : )

Reply
المقداد 16 مايو 2012 - 9:11 م

أحببت أن أبشركم أختي ايناس ..
تم فك إضراب الأسرى صباح يوم 15 / 5 بعد الاتفاق يوم 14 / 5 بين الاحتلال والأسرى
وبهذا يكون النصر لأسران الأبطال على سجانهم بعدما وافق على جميع مطالبهم 🙂

Reply
إيناس مليباري 18 مايو 2012 - 11:51 م

الحمممد لله من قبلُ ومن بعد :”””)
ربي يبشرك بالفرودس ويارب اجعل النصر والتمكين للإسلام والمسلمين دائماً ()
ممتنة لك ولبشارتك أيها المقداد

Reply
basheer 30 مايو 2012 - 11:00 ص

لعله مر زمن لم ادخل مدونتك واليوم جئت لأرى نفحات فلسطينية عليها 🙂

شمعات تحترق آلالاف المرات لتنير لنا الطريق…ذلك الطريق الذي يجهله الكثيرون..

لم تنتهي حكاية الأسرى التي بدأوها لوحدهم !….فهناك بقية للحكاية !!! لكن هل سيكمل الأسرى الحكاية وحدهم ؟؟

لعل هذا السؤال يا ايناس سنجد جوابه في المستقبل مع معرفتي المسبقة له !

دمت بحروف ا ل ح ر ي ة

Reply
إيناس مليباري 1 يونيو 2012 - 9:17 ص

أهلاً ببشير الخير : )
ولَكم أدعو الله كثيراً علانية وسراً أن تكون ” بقية الحكاية ”
أجمل من كل ما رأيناه ، أن تٌثلج صدورنا وتمحو كل شيء سيء
عاشه أولئك الأبطال . .

أطلتُ الابتسامة لعودتك بشير 🙂
ما الذي حلّ بمدونتك ؟ إنها لا تعمل !

Reply
basheer 3 يونيو 2012 - 2:16 م

شكرا لسؤالك عن حالها : )….اعطيت تلك المدونة استراحة لأعيد صياغة أبجديتها….

ان شاء الله قريبا اعمل مدونة أخرى

Reply
إيناس مليباري 7 يونيو 2012 - 1:33 م

سننتظر عودتك بشير بكل شوق : )

Reply
الأسرى الفلسطنيون ومعركة الصمود ! | أحمد فارس 5 مايو 2015 - 11:56 م

[…] والتعريف بهم وقضيتهم مثل تدوينة المقداد و تدوينة جائعون للحُرية من مدونة إيناس، وبإمكانك أنت إيضاً البدء في المشاركة […]

Reply

اترك تعليقا