♥
السلام عليـــــكم ورحمـــة الله وبركاته
في حديث مع صديقتي الشيماء بدأت القصة حين عرضتُ لها الصورة أعلاه شاهدتها في صمت فقلتُ لها كم أن هذه الصورة تروقني حيثُ أجدها بألف معنى كما يقولون دائماً هزّت رأسها إيجاباً ومضت . مرت الأيام لتبعث لي بريداً به هذا المقطع والذي هو عبارة عن قصيدة للمتنبي يُمكنكم سماعه من هُنا وقد كتبت لي بأن : ” شوفي هادا عكس الصورة اللي وريتيني هيا !! ” ما يهمني من القصيدة هو هذا :
حتى رجعتُ وأقلامي قوائل لي المجد للسيف ليس المجد للقلم
عكفتُ طويلاً طويلاً طويلاً أسمع هذا الذي أتتْ إليّ به ، أصابني الأرق ليال طوال .. المجدُ للسيف ليس المجد للقلم هل المجد قاصر على ضربِ العناق ؟ من أجل هذه التساؤلات كانت هذه التدوينة : )
لو عُدنا للتاريخ ، تاريخ إسلامنا لوجدنا أن الرسول عليه أفضلُ الصلاة وأتمّ التسليم قد ابتدئ بالحُســنى فقد استخدم القلم لنشر الإسلام للملوك والأمراء . يقول الطبري في تاريخه :
وقد اختلف تلقي الملوك لهذه الرسائل، فأما هرقل والنجاشي والمقوقس، فتأدبوا وتلطفوا في جوابهم، وأكرم النجاشي والمقوقس رسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وأرسل المقوقس هدايا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
أعلمُ يقيناً بأن تخمة المعرفة الدينية أصابتنا جميعاً بأن ديننا دين السلام حيثُ أنه الفرق بين السلام والاستسلام هو أن السلام الخلو من الشرور بينما الاستسلام الخنوع والضعف . ديننا يأمرنا أن نكون مُسالمين لا مُستسلمين . أمر الله بالقتال بالسيف في قوله تعالى : ( فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين ) .
قال ابن القيّم رحمه الله :
إنّما جعل العلم من سبيل الله ، لأن به قوام الإسلام ، كما أن قوامه بالجهاد ، فقوام الدّين بالعلم والجهاد . ولهذا كان الجهاد نوعين :
1. الجهاد باليد والسنان ، وهذا المشارك فيه كثير .
2. الجهاد بالحجّة والبيان وهذا جهاد خاص من اتباع الرسل ، وهو جهاد الأئمة وهو أفضل الجهادين . لعظم منفعته وشدة مؤنته وكثرة أعدائه .
وعن القلم :
فهو أول ما خلقه الله ، وله تفرّد في القرآن بسورة تحمل اسمه . أ فيعقل أن يخلق الله شيئاً لا يصنع مجداً ؟ ولا يمحو باطلاً ؟ أن يجعله بين أيدي الملائكة ، ويسخره للأنبياء والرسل ، أن يجعله يكتب أقدار البشــر ، قبل أن يُخلقوا ، أن يرفعها قبل ذلك .. ثم يخلقنا أحياءً بعد ذلك ونتعرف على القلم بطريقة مختلفة . نتعلم من خلاله . ويعلمنا بأن نكتب . ولكن ماذا نكتب ؟ ولم نكتب ؟ هل نكتب من أجل الكتابة أم من أجل محاربة الجهل والضلال وبزوغ العلم والحق والنور والهُدى .
بالقلم نستطيع أن نُحقق مبدأ التدرج في نشر أي شيء نريده سواء كان المقصد عدلاً أو نصراً أو ديناً . أما لو لجأنا للسيف وكان هو أول الوسائل فحتماً سنكون منتمين للإسلام اسماً مبتعدين عنه فعلاً : )
أعتقد جازماً بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان بيننا لكان سيفخر بإنجازات كتّابنا الشباب والكبار منا والذين يحاولون فعل شيئاً ما مهما كان صغيراً مهما كان بعيداً كل البعد عن السيف الذي لا غنى عنه .
موجز القول : الاعتماد على القلم وحده ضعف ، والاعتماد على السيف وحده جبروت ! والعدل بينهما هو الإسلام : )
* هذه التدوينة مُهداة مني للصديقة ذات الفكر المُتفرد الشيماء المروعي ♥
3 تعليقات
دعيني أقول شيئاً واحداً فقط، أكثري من هذه المقالات، فعندما أقرأها أشعر فعلاً بعظمة الدين وبقوة وسلطة الكلمة ..
تدوينة جميلة، وأعتقد أن المزيد قادم ،،
شكراً أستاذة إيناس
\\الاعتماد على القلم وحده ضعف ، والاعتماد على السيف وحده جبروت ! والعدل بينهما هو الإسلام \\
هذا كل مافي الأمرِ صدقاً…فلنعيه..
بوركتِ صديقتي إيناس..
محمـــد ؛
الأحاديث هذه تحتاج لطويل تأمل لتُنتج : )
وديننا يحمل الكثير من العظمة التي لم تُكتشف لقلة التأمل !
شكراً لحضورك : )
إيمان ؛
غياب الوعي أو اختلاطه بمفاهيم أخرى ومُلابسته بعوامل أخرى يحتاج لوقفات
كثيرة .
أسأل الله أن يرزقنا البصيرة الحسنة : )
هتان ؛
أعجبني حديثك عن قطبي المجد فعلاً المجد كذلك : )
ومنهج الاعتدال هو خير ما وصى به ديننا فهو دين الوسط في كل الأمور : )
شاكرة لك مرورك ورأيك الثري جداً : )