♥
السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولمْ أزل أدوّن وأمسح .. أمسحُ وأدوّن ، فخيطُ البداية مفقود ! حتّى إذا ما رأيتُ قسمات وجهه ، استعرضتُها بين اليُمنى من عيني ويُسرتها ، حتّى لكأنّي ارتشفُ من عينيه الحروف ، لكأنّما عيناه تُخبراني بأنهما مُلهمتاي بأن أكتب البداية من أي شيء ، فكل الأبجديات وإن كانت قاصرة فهي حتماً ولا ريب تصل إليه .. إلى عينيه ، قلبه ، ابداعه و .. كلّ ما فيه :”)
تنقل صاحب العينُ المُلهمة من تجارة الحيوانات إلى تجارة الجوالات فقد ” فاحت ريحتو ” في عائلتنا ، حتّى أنه اُشتهر بالسمسار ! – لم أكنْ أُدرك كم كان تنقله هذا يُخبئ عن أشياء عظيمة بداخله . عشق الحيوانات كما لمْ يعشق قيس ليلاه ! وعشق الجوالات بعشق يفوق العنتر الأغبر ! .. عسُر عليّ فهم تعلقه الشديد بالأشياء ثم .. تركه لها بكل بساطة ! من خلاله فقط شاهدت كيف تنمو الأشياء ببطء سريع ، كيف تطبّق ( إنّما العلم بالتعلم ) ، كيف يمحو الجهل بكثير قراءة وزيارات لجرير وإنْ تعسّر عليه ذلك فتجده يلتجأ للاستشارات البشرية حتى وإن لمْ يجد دلو البئر الذي تعذّر العثور عليه بمفرده فهو لا يكفّ عن السؤال بطريقة أو بأخرى .
مرة واحدة فقط من بين جميع هذه التنقلات كنتُ قدوته ومثلاً يُحتذى به ، حين ” شقلب ” اهتمامه من كل ما سبق للرسم ! يااه كم كانت أياماً جميلة يا صاحب العين المُلهمة :”) – بالمناسبة ، لم أكن أدرك آنذاك كم أن عيناك مُلهمة ! نتزاحم الأرض بكراريسنا الكبيرة ويكأننا أحفاد آل بيكاسو ^^ فأُبادر بالفلسفة إذا ما سألني عن كيفية رسم أي عنصر . لا أخفيكم بأنه كان يزعجني ” شويا ” ^^ ألا تعتقد ذلك يا مُلهمي ؟
آخر ما توصل إليه من اهتماماته هو ( التصوير الفوتوغرافي ) ولا أدري لم أنني على وشك أن أُجزم بأن اهتمامه هذا سيأخذ وقتاً طويلاً حتى أنه سيقضمُ كل اهتمام آخر وسيستوطن أحشاءه ، حتى وإن شارك جوفه اهتمامات أخرى فلن تكون كهذه الأخيرة ، لأن الصدق والكفاح فيها بادٍ .
أحبّه حين ” يفرفر ” في جنبات المنزل كما التائه ، وعيناه لا تُبصر سوى الصّغر من الأشياء ، وإن حاولتَ اقتحام عيناه المُلهمتان .. اووه أقصد الباحثتان فسيجيبك بعد أن يعدّل من وضعية نظارته بأنه يود صناعة عدسة منزلية أو قد يجيبك بأنه يبحث عن كأس زجاجي قديم ليحظى بمتعة فضّ الجهل بالتجربة :”)
حدثني كثيراً أن أكتب عنه ! لا أدري إن كان واثقاً لهذا الحد ^^ الأمر المُمتع بحق هو أنّه حدثني عن رغبته هذه حين قررتُ على حين غرّة أن يكون هو تدويني القادمة .
المصوّر المبدع ، صاحب الزوايا الاحترافية ، المصّور الذي تؤرقه التفاحة لأنه لم يجد لها فكرة للتصوير ! ، المصوّر الذي اقتنى أخيراً كاميرا كانون احترافية وجاء مُتبختراً منزلنا وهو يهزّ كيس جرير :”)) ، المصوّر الذي ما أفتأ أتعلم منه ليس في شؤون التصوير ، بل في شؤون الحياة ، البشر :”)
إسماعيل مليباري ، أخي الأصغر وآخر عُنقود عائلتنا ، البالغ من العمر 14 عاماً ، أتنبأ لك بمشاريع تصويرية لم تخطر على بالك مُطلقاً ، كُن كأكثر مما تستطيع فعله ، استمر بذات الحماسة والاقبال وستجد بأن عالم كانون بأكمله سيخضع لك :”)
بداياته الجميلة ( ماشاء الله تبارك الله ) :
بالمناسبة ، الصورة الثالثة من الأعلى في حقيقتها هي سيارة لعبة صغيرة الحجم :”) ” حبيتها مرة ”
سألتني إحداهن يوماً : “ كيف اكتشف موهبتي ؟ ” أعتقد بأن ما كان يفعله أخي إسماعيل ♥ هو ما جعله يحدد هدفه ويسعى له بوضوح ، حين تجد في نفسك ميلاً لأي أمر ، قُم به ، اسعَ له ، هِبْه نفسك ، اعطه ليرقيك ، حتى لو تعددت الاهتمامات ، ففي آخر المطاف نجماً واحدً سيبزغ :”)
تذكروا بأن : إذا هبّت رياحك فاغتنمها ، فإن لكل خافقة سكون
7 تعليقات
صور جميلة بصراحه.. خصوصاً صورة السيارة حسيت انها اكبر من حجمها
كل التوفيق لكم يارب
تحياتي
أحمـــد ؛
أشاركك رأيك :”)
والتوفيق لك بإذن الله ،
مرحباً بك ،
ما شاء الله تبارك الله.. إبداع ليس له نظير خاصة وأنه صبي صغير.
أتمنى له التوفيق والنجاح في حياته.
شكرا لك أختي إيناس،،،
رائعة رائعة رائعة ..
كل صورة أجمل من اختها ..
يترائى لي بأني سأحضر معرض يجمع فوتوغرافيات إسماعيل قريبًا جدًا ..
تدوينة جميلة نوسا 3>
عبد الله ؛
أسعدك الباري على حديثك الجميل :”)
أتخيل الآن إسماعيل وهو يقرأ كل هذا .. حتماً هو يبتسم !
مرحباً بحضورك ،
بيان ؛
ياسلام على رؤيتك الجميلة ^^
ولكم أتمنى أن يهبنا الله العُمر لنحضره سوياً بيانتي :”)
شكراً لدعمك الذي يسرني :”) <3
معجب بكتاباتك ويعطيك العافيه واتمنى لك كل توفيق
أهلاً بك :”)
شكراً لطيب الحديث ، ولك بالمثل :”)