عن العازفة وقلبها ، وحكايا لا تنتهي :)
♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثمة أمور نفعلها طوعاً في بادئ الأمر ، نكون مخيّرين بين أن نفعلها أو أن نُحجم عنها ، ولحاجة نجدها في الفؤاد ، نقرّر أن نمضي في هذا الأمر قُدماً ، وكلما توغّلنا في هذا الأمر الذي ” كان ” اختيارياً ، الذي كان مجرد خاطرة لكنه غدا مشروعاً نُمارسه ، نعيشه ، نجد أننا قد قطعنا شوطاً لم نكن نتوقع أننا سنجتاز كل الذي اجتزناه بمعونة من الله ! حينها ، منا من يفكر بأنه قد يتوقف ، فقد اكتفى بالذي قد أنجزه وحصل عليه ، ويذكّر نفسه التي تريد أن تتوغل في الأمر الذي كان اختيارياً بأن الأمر في رمّته ” خاطرة ” تكرّم هو بأن حوّلها لشيء يُذكر ! ومنّا من سيعيش شعوراً مُختلفاً ، من سيجد فجأة بأن الأمر الذي كان اختيارياً في بدايته ، قد أضحى اجبارياً أن يُتمّه . الفئة الأولى هم الذين يعتقدون بأن ما حباهم الله به نعمة في أي خُلق جميل أو حِرفة متميزة هو خاصّ به ولا يعني الآخرون في نعمته هذه شيئاً ! الفئة الثانية هم الذين يؤمنون بأن كل نعمة من الله صغيرة كانت أو كبيرة ، فالآخرون لهم حقّ في أن ينعموا بها من خلال هذا الذي أنعم الله عليه .
كان اختيارياً لحظة أن فكرتُ إنشاء المدونة ، كنتُ لا أشعر بشعور سيء إذا لم أدوّن ، لم أكن أشعر إلا أنها مدونة ليس إلا ، لكن الأمر لم يعد كالسابق ، لم أعد أشعر بأني مخيّرة ، في كل مرة أدون فيها ، أتخيل أن شخصاً واحداً فقط في هذا العالم يقرأني ، يقرأ ما أكتب ، أتخيله هذا الذي لا أعرفه ، لا أعرف من أي قارّة يكون ، لكنني في كل مرة أكتب فيها تدوينة أتخيله يخبرني بأنني جيدة ، جيدة للحد الذي يجعله يعتب علي إذا تغيّبتُ فقط لأني لا أرغب في الكتابة ! فليعلم هذا الذي أتخيله ولا أعرفه ، بأنني كثيراً ما كتبت – والله يشهد – حتى لا يكون كسلي حجة عليّ ، أكتب لأني لا أقوى على مواجهة الله يوم لا ينفع مال ولا بنون ، أكتب لأن شخصاً واحدًا على الأقل ينتظر مني شيئاً جميلاً .
وحدهُ الله يعلم ما يعنيه لي الحادي عشر من نوفمبر ، في كل عام منه أعيشه بشعور مختلف ، كما لو أنّه أول نوفمبر يمرّ على قلبي . نوفمبري لهذا العام : نوفمبر الرجاء ، تيقنتُ من معنى أن يفلت الإنسان كل حبائل الأرض ، ولا يتعلق إلا بحبلِ السماء ، ذلك الحبل الموصول بالله ، يرجوه وحده ، يعلّق رجاءه به .
ولأنّ الله كريم ، رحيم ، لطيف فإني أرجوه أن يمنّ على أبي بشفاء من عنده ، أبي الغائب عن أبناءه ، الغائب عن دُنياه ، الغائب عن منزله ، الغائب عن صلاته أكثر من عشرة أيام بلياليها . ياربّ كل شيء ، يا كبير وكل كبير سواك يصغر بعظمتك ، يا قيوم السماوات والأرض ، رُدّ إلى الغالي صحته رداً جميلاً . واجعل يا ربّاه ما أصابه من ضرّ وبأس كفّارة له ، وارفع درجته في عليين . وطمئن أفئدة انفطرت شوقاً لسماع صوته ، لنظرة عينه ، واهدِ ضلالة قلوبهم ، واغفر لهم تقصيرهم في حقّه ، وتجاوز عنهم ، وارحم ضعفهم أمام سقم عزيزهم ، قوّهم يا الله وزدهم ثباتاً واربط على قلوبهم ، وجازِ كل من جبر قلوبهم بدعوة طيبة ، ودمعة صادقة ، وتذكير بالصبرِ . واشفِ جميع مرضى المسلمين إنك على كلّ شيء قدير .
الحمد لله الذي أتمّ على هذه المدونة أربعة أعوام ، الحمد لله الذي كانت أفضاله تأتينا تترى ، الحمد لله على كل تسخير لطيف جاء من لدن حكيم خبير ، الحمد لله الذي أجرى النفع الذي كنت احتاجه حتى اجتاز أربع أعوام على قلوب أشخاص يدعوا لهم قلبي كلما تراءت أطياف أفضالهم . شكراً ماس ديزاينرز على جميل الخُلق الذي تعاملون به عملاؤكم ، شكراً لأنكم حين تشعرون بخلل تكونون سريعو الفيئة ، فتعتذرون ولا يضركم ذلك شيئاً . شكراً للمدون محمد التسخير اللطيف من الله ، شكراً لأنك أسست هذه المدونة وأكثرت الصبر على صاحبتها ، ولكثير أفعال صغيرة ولكنها عند الله عظيمة ، شكراً للمدونة والصديقة مها والتي شاركتني لحظات عسيرة وبفضل الله ثم برفقتها كانت يسيرة ، شكراً لأنك كنتِ لطيفة أكثر مما توقعت . يارب دعوتك ثلاثاً أن تُكرم الثلاثي الجميل بكرمك الجميل خاصة ، ولكل من دعمني ، أسدى لي نصيحة ، قوّم اعوجاجاً ، عامة .
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات