للكتب رائحة فاتنة ، تتجلّى هُنا بطريقة أُخرى :)
♥
السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيومٌ لنا ويومٌ علينا ويوماً نُســاء ويوماً نُســرّ
ذلكَ خيرُ ما افتتحُ به حديثي عن ( التاريخ الأندلسي ) ، فإذا كنتَ ممّن قرأ كتاب (الأندلس التاريخ المصور) للدكتور طارق السويدان فحتماً أنتَ تُدرك ما الذي أعنيه بحديثي هذا . وإن لم تكنْ كذلك فإليكَ ما أرمي إليه :
يضمّ الكتاب أربع أبواب ويُخبئ كلّ باب عدّة فصول تضم أشخاصاً جيدين وآخرين غير ذلك .. يضمّ أمكنة ومواقف .. أسلحة مادّية ومعنوية .. في الباب الأول تجدُ بأن طفلا السّعادة والفرح يتسابقان أيّهما يلج لقلبكَ أولاً ، فتجدُ شهيتكَ مفتوحة وأكثر لأنْ تُلاعبهما أكثر وذلك من خلال مُسايرتهما عبر القراءة .. وما أن تتم بابكَ الأول وتُغلقه بوفاة موسى بن نصير وغياب تاريخي لطارق بن زياد ! فتتنفسُ عميقاً مُمسكاً بيُمناك بطفل الفرح وبيدك الأخرى تضغطُ على طفل السعادة لتُهدْهدهما بعظيم الإنجازات وما أن تدخل طواعية للباب الثاني حتّى يبدو شُعاع عبد الرحمن الداخل يقتحمُ خلايا عينيكَ مما يجعلكَ تُقبل للقراءة أكثر لتكتشف مصدر الضوء والضياء .. تُكمل لتجد الفروقات بين عبد الرحمن وآخر .. وما أن تصل للباب الثالث حتى تبدأ يداك غير قادرتين على إحكام مسك الطفلان ! فلا تدري هل ثمّة وهنٌ ؟ أم أنّها ساعة وفاة طفلي السعادة والفرح !! في هذا الباب تتعلّم جلياً معنى أن يُصبح الكُلّ جزءاً وأن يُصبح الجزء جُزيء .. أن تَرى مراسم التفكك أمام ناظريكَ وتستمرّ بالقراءة ، وأخيراً تترددّ في قراءة الباب الأخير .. باب نهاية الأندلس وتتالي الخيانات وحبّ السلطة وضياع المجد لأسباب بشرية دونية ! بل دُون الدّونية ! في الباب الأخير تحتاجُ لأن تستغفر كثيراً ، لأن تُمسك بقلبكَ وتُربّت عليه ! تحتاجُ لفعل أيّ شيء يجعلكَ كائن غير زئبقي ! كائن مُتماسك لآخر رمق ! .. في هذا الباب ستشهدُ جنازتي طفلي الفرح والسّعادة ، ستغطّي جثتيهما بدموعكَ والكثير من الوعود لنفسك ولأمّتك !!
ولإيماني بأنّ في ثنايا أيّ نصّ مقروء هدّية مُخبئة ، فقد عثرتُ على خمس هدايا ! جميلة في ظاهرها وباطنها ، أولئك الأشخاصٌ لا الأسماء الخمسة من علّموا قلبي وعقلي معنى أن تبحثُ عن المجد .. وإن لم تجده فلتصنعه .. وإن وجدته خائرُ القوى فلترممه من جديد ! من وهبوني الكثير من الآمال ، حقيقةً لم أستطع إعادة الكتاب إلى الرف مجدداً ، لا زلتُ أبحثُ عن طريق مميزة لأن أكتب عن أولئك الخمسة ، وإلى أن يهديني ربّي بإذن الله ، فإليكم ” هُم ” : )
موسى بن نصير ♥ طارق بن زياد ♥ عبد الرحمن الداخل ( صقر قريش ) ♥ الحاجب المنصور ♥ يُوسف بن تاشفين
ما أخبرني به الكتاب :
♥ بأنّ معرفة التاريخ لا تكفي كما أن النوايا الحسنة ليستْ مُبرّرة لأن يقع أشخاص متفرقون في الفخّ ذاته ! فضرورة إلحاق المعرفة بالتطبيق إلى جانب سكب المعرفة في عقول من حولك . كما أن المعرفة هي بداية التطبيق !
♥ قراءة التاريخ تحتاج لروحٍ تتقبل الهزائم ولململة خيوط الانتشاء ! ، ومن يودّ أن يتعلم كيف يعبّر عن مشاعره فليبدأ بالأندلس !
♥ ” لا تأخذنّ أحداً بجريرة غيره أو بتُهمة لم تُثبت فإنّك لأن تُخطئ بالعفُو خير من أن تُخطئ بالعُقوبة ” ذلك ما قاله معاوية رضي الله عنه حين بعث رسالة إلى أحد ولاته يُخاطبه .
♥ ” الآمال لا يوصل إليها بالأماني ، وإنّما بالصدق والعمل ” – السويدان .
* سُميت الأندلس بالفردوس المفقود من قِبَل أحد المارّين بها بعد رثاءه على حالها .