الرئيسية قِنديلُ الحِكمَة الأندلس ( الفردوس المفقود )

الأندلس ( الفردوس المفقود )

بواسطة إيناس مليباري

السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فيومٌ لنا ويومٌ علينا   ويوماً نُســاء ويوماً نُســرّ

ذلكَ خيرُ ما افتتحُ به حديثي عن ( التاريخ الأندلسي ) ، فإذا كنتَ ممّن قرأ كتاب (الأندلس التاريخ المصور) للدكتور طارق السويدان فحتماً أنتَ تُدرك ما الذي أعنيه بحديثي هذا . وإن لم تكنْ كذلك فإليكَ ما أرمي إليه :

يضمّ الكتاب أربع أبواب ويُخبئ كلّ باب عدّة فصول تضم أشخاصاً جيدين وآخرين غير ذلك .. يضمّ أمكنة ومواقف .. أسلحة مادّية ومعنوية .. في الباب الأول تجدُ بأن طفلا السّعادة والفرح يتسابقان أيّهما يلج لقلبكَ أولاً ، فتجدُ شهيتكَ مفتوحة وأكثر لأنْ تُلاعبهما أكثر وذلك من خلال مُسايرتهما عبر القراءة .. وما أن تتم بابكَ الأول وتُغلقه بوفاة موسى بن نصير وغياب تاريخي لطارق بن زياد ! فتتنفسُ عميقاً مُمسكاً بيُمناك بطفل الفرح وبيدك الأخرى تضغطُ على طفل السعادة لتُهدْهدهما بعظيم الإنجازات وما أن تدخل طواعية للباب الثاني حتّى يبدو شُعاع عبد الرحمن الداخل يقتحمُ خلايا عينيكَ مما يجعلكَ تُقبل للقراءة أكثر لتكتشف مصدر الضوء والضياء .. تُكمل لتجد الفروقات بين عبد الرحمن وآخر .. وما أن تصل للباب الثالث حتى تبدأ يداك غير قادرتين على إحكام مسك الطفلان ! فلا تدري هل ثمّة وهنٌ ؟ أم أنّها ساعة وفاة طفلي السعادة والفرح !! في هذا الباب تتعلّم جلياً معنى أن يُصبح الكُلّ جزءاً وأن يُصبح الجزء جُزيء .. أن تَرى مراسم التفكك أمام ناظريكَ وتستمرّ بالقراءة ، وأخيراً تترددّ في قراءة الباب الأخير .. باب نهاية الأندلس وتتالي الخيانات وحبّ السلطة وضياع المجد لأسباب بشرية دونية ! بل دُون الدّونية ! في الباب الأخير تحتاجُ لأن تستغفر كثيراً ، لأن تُمسك بقلبكَ وتُربّت عليه ! تحتاجُ لفعل أيّ شيء يجعلكَ كائن غير زئبقي ! كائن مُتماسك لآخر رمق ! .. في هذا الباب ستشهدُ جنازتي طفلي الفرح والسّعادة ، ستغطّي جثتيهما بدموعكَ والكثير من الوعود لنفسك ولأمّتك !!


ولإيماني بأنّ في ثنايا أيّ نصّ مقروء هدّية مُخبئة ، فقد عثرتُ على خمس هدايا ! جميلة في ظاهرها وباطنها ، أولئك الأشخاصٌ لا الأسماء الخمسة من علّموا قلبي وعقلي معنى أن تبحثُ عن المجد .. وإن لم تجده فلتصنعه .. وإن وجدته خائرُ القوى فلترممه من جديد ! من وهبوني الكثير من الآمال ، حقيقةً لم أستطع إعادة الكتاب إلى الرف مجدداً ، لا زلتُ أبحثُ عن طريق مميزة لأن أكتب عن أولئك الخمسة ، وإلى أن يهديني ربّي بإذن الله ، فإليكم ” هُم ” : )

موسى بن نصير طارق بن زياد عبد الرحمن الداخل ( صقر قريش ) الحاجب المنصور يُوسف بن تاشفين


ما أخبرني به الكتاب :

بأنّ معرفة التاريخ لا تكفي كما أن النوايا الحسنة ليستْ مُبرّرة لأن يقع أشخاص متفرقون في الفخّ ذاته ! فضرورة إلحاق المعرفة بالتطبيق إلى جانب سكب المعرفة في عقول من حولك . كما أن المعرفة هي بداية التطبيق !

قراءة التاريخ تحتاج لروحٍ تتقبل الهزائم ولململة خيوط الانتشاء ! ، ومن يودّ أن يتعلم كيف يعبّر عن مشاعره فليبدأ بالأندلس !

” لا تأخذنّ أحداً بجريرة غيره أو بتُهمة لم تُثبت فإنّك لأن تُخطئ بالعفُو خير من أن تُخطئ بالعُقوبة ” ذلك ما قاله معاوية رضي الله عنه حين بعث رسالة إلى أحد ولاته يُخاطبه .

الآمال لا يوصل إليها بالأماني ، وإنّما بالصدق والعمل ” – السويدان .

* سُميت الأندلس بالفردوس المفقود من قِبَل أحد المارّين بها بعد رثاءه على حالها .

You may also like

9 تعليقات

نوفا 17 فبراير 2011 - 11:08 ص

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يسعد صباحك نووسا ()

تدويينة رااائعة بحق ٫
وعرض موفق للكتاب ..

” النوايا الحسنة ليستْ مُبرّرة لأن يقع أشخاص متفرقون في الفخّ ذاته ! ”
»» 🙁 صحيح !

Reply
إينـاس مليبـاري 19 فبراير 2011 - 4:43 ص

نوفا ؛

ويسعدلي صباحك يَ أجمل صديقة : )
شُكراً لوجودكِ المكلل بالبِشر دائماً كما
اعتدتُ أن أراكِ ()

المقداد ؛

د. السويدان من الأشخاص الذيــن
تهربُ الأبجديات وتنزلق قواعدها فيمَ
إن حاولنا الكتابة عنه : )
أتمنــى بحق أن تقرأه ، وتخبرنا
عنه أيضاً : )

Reply
المقداد 18 فبراير 2011 - 10:15 ص

يبدو انه كتاب جميل .. فملخصك ذاك يشوقني لقراءته .. والجميل انه من تأليف الدكتور طارق سويدان حفظه الله ..

الأندلس يا لها من بلاد .. من الجميل ان نقرأ التاريخ لنتصفح معالم الإسلام قديماً ولنرى ما كان سلفنا فيه

لنتعرف على البلاد والفتوحات ومتى كان الضياع ..

شكراً لك ايناس .. 🙂

Reply
وِدَّ بنتْ فيصَلَّ ..} 19 فبراير 2011 - 3:27 م

.
.

بدايةً حينما وصلتُ إلى أحرُفكِ الذهبية التي تَصِفُ محتُوى البابِ الأخير مِنْ الكتاب
تذكرتُ ما درستهُ في إحدى الموادِ الحُرة .. المُسماة : حرُوب صَليبية .
إحدى الحُملات ، الفاشِلَة كان الإنتصارُ عليها سهلاً وذلِك يعودُ للسببٍ رئيسي
ألا وهو تعاضُد وتماسُك الإخوة الثلاث / الكامِلّ والأشرفْ والأعظمْ !
حملني في ذلِك شعُورٌ عميقْ .. وأبهرني ما فعلوه وتمنيتُ لو أنهم كانُوا حكماء
فأكملوا طريقهم بهذا التماسُك ولكن ! .. مع الأسفِ الشديد دمروا أنفسهم بعد إنتصارهم الساحِقْ
بإختلافهم .. وتسببهم في مقتلِ بعضهم بعضاً .

وكأنني أسهبتُ مع الماضيّ البعيد ؟
بلّ أليسَ ذلِك أصبح مُضارعاً مفعولاً نعيشهُ الآن !
في كُلِ زمانْ وَ في كُلِ وقت .. السبب الرئيسي في الفشل : إختلافْ الأعضاء / القادة / الشَعبْ .
وهذا المُسببْ الأهم في ترنُحِ الدول وسقُوطِها ..
ألم ينتصِر شعبُ مِصرّ بتماسُكهم على الظلُمْ ؟!

بالطبعِ بعد معونة الله .. وتيسيرهِ 🙂

أوه عُذراً صديقتي إيناس لقد أسهبتُ كثيراً :$

أتعلمين .. لِما دخلتُ إلى مدونتكِ باكراً بعد مجيئي مِنْ الجامِعَة ؟
ممممـ إقتربي سَ ( اُوشوِشَكِ في اُذنكِ ) قرأتُ اسمكِ في كشفِ الباص :$

،

أخيراً أخبِرُكِ بأني بتُ أعشقُ ثقافة حرفكِ .. وذكاء إسلوبِكْ ()
دفعتني كي أقرأ الكتاب ، هو لدى أخيَّ .. سُ أحاوِلّ الحصُول عليهِ منه ^^
منذُ زمنٍ لم أقرأ ! وقد كنتُ أُعرفُ قديماً بالمُغرمةِ بالكُتبِ والقراءة
ولكن رُبما العالم الإلكتروني جعلني أستغني عن الكتب بما أقرأهُ هنا !
سَ نعودُ بإذن الله سَ نعود .. لدي نيةً في مشروعِ قراءةِ طويلّ .. واللهُ الموفقْ .

شُكراً على مساحةٍ واسعة .. إحتملتْ ثرثرتي يا حبيبه 🙂
أسعدكِ الله صديقتي وحققْ آمالكِ .

Reply
جواهر المطيري 20 فبراير 2011 - 7:10 ص

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ()

الكتاب بالفعلْ رائع
وكان أحد المواضيع التيْ سعيت أن اقرأها موضوع “بلاد الاندلس”
والحمدلله تيسر لي قرآءته

كتاب اذا بدأتيه صعب توقفين قراءته
استمتعت وانا اقرأه
وتخيلت الرفاهية التي كان يعيشها حكام الاندلس
والتخلف الذي كان تعيشه مملكة ليون وماجاورها -نسيت اسماءهم 🙂 –
وكيف أن الحكام المسلمين لما انشغل كل منهم بالمنصب والمال تساقطت دويلاتهم
نسأل الله السلامة وأن لا يجعل الدنيا اكبر همنـآ

بوركَ طرحكِ يَ جميلتيْ

Reply
إينـاس مليبـاري 21 فبراير 2011 - 10:32 ص

ودّ ؛
صدقتِ وربّكِ بشأن التعاضد والتماسكْ !
( إنّ يد الله مع الجماعة ) هكذا نُرددها دائماً
حتّى باتت كشعارات نُجيد اطلاقها ولا نُستوعب
كيفية التعامل معها !

وعن قراءتك ، من الجميل العودة ( القوية ) لأي
مهارة تقلّصت وانكمشتْ لتُمارسين طُقوس متعة
( التمدد ) بحرارة الشوق والعلم والتعلم : )))

وعن كلينا .. فـ الإيميل ينتظرك ^_*
أحببتكِ فعلاً : )

جواهر ؛
إي وربك ، , وأيّ عز ؟ وأي فخر ذاك
الذي كنا نتوشّحه يوماً !!
أعادها الله من أيّام مكللة بالانتصارات : ))
واللهم امين لكل ما دعوتٍ به ،

* أحببتُ عالمكِ كثيراً و جداً : )

Reply
ُطهـر ،، 21 فبراير 2011 - 8:26 م

ماألذ قراءة التاريخ فعلاً وكما ذكرتي نحتاج حينها لروح قوية ُمتقبلة وقادرة على إعادة تدوير المشاعر والمعرفة لصنع التاريخ الحديث ..
انتظر وقت عودة الكتاب إلى الرف مجددًا كي استعيره ^^
نوسا : بوركت يمينك ..

Reply
حسن 4 مارس 2011 - 1:55 ص

وعليكم السلام ….وبعد
هاذه ثاني تدوين اقراءه وقد لمحته بعد ان قراءة تدوينك عن الفلم وكدت اقراءه قلب ان اترك تعليق على الفيلم
الاندلس .
لقد رايت يوماً برنامج عن الاندلس والحضاره الاسلاميه فيها و ولله خنقتني العبره ونزلة من عيني دمعه واحسست
أن هذه المدينه تصرخ تستنجد بالمسلمين .
لا اطيل .
شكرا ..ايناس 🙂

Reply
إينـاس مليبـاري 8 مارس 2011 - 9:29 م

طُهر ؛
كُلّه لكِ و .. ” يفداك ” : “)
وأُسُعدتِ أبداً يا حبيبة ()

حســن ؛
مرحباً بك مجدداً : )
فحين الازدهار تزدهر الأرواح
وحين الاحتضار .. تنكمش وتنصهر !
شًكراً لحضورك

Reply

اترك تعليقا