أبجد هوز

بواسطة إيناس مليباري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أ

مرّت الـ 15 يوماً سريعاً حتى أنني عُدتُ غير مرة للتدوينات لأتأكد من أن اليوم هو آخر يوم في الالتزام التدويني ! حسناً ، ما الذي جنَيتهُ خلال ال15 يوم ؟ لقد تعلمتُ بأن كلمة الإنسان غالية لنفسه ، وهو حين ينوي فعل شيء فهو بذلك يوعد نفسه بأن يتمّ هذا الأمر مهما كلّفه الأمر ، وهذا ما حدث معي بالفعل . فقد حدث أن أدوّن وأنا متوعكة صحياً ، كما حدث بأن أدوّن باكية ، كل العقبات الصغيرة لم تُثنيني على ألا أفعل ما ابتدأته فلله الحمدُ والمنّة ، شكراً لكل من دعمني برسائله وللذين يذيّلون التدوينات بكلماتهم ، أقول لكم : أسعدكم الله كما أسعدتموني : )

ب

الفراغ العاطفي ذلك الذي أعلمُ عنه القليل وأجهلُ الكثير ، ولأني لا أحبّ أن أُفتي فيما ليس لي به علم وبغضّ النظر عن أسباب هذا الفراغ لكنني أجدُ بأن الحل الأنجع هو توظيف الفراغ بأفعال تحوّل العاطفة التي لم تجد من يضمها إلى من يحتاجها كالمشاريع الخيرية والأعمال التطوعية فهي تحقق ذلك ، ولا أتحدث بهذا فلسفةً ! حيثُ أن تجربتي للتطوع كانت تُغنيني عن كثير سوء كنتُ بغنى أن أشعر به بعد أن وجدتُ نفسي أتطوع وأستمرُ بالعطاء : ) لمن لديه حلول أخرى ، إليك بها : )

ج

توصلتُ في الآونة الأخيرة بأن تحقيق الأحلام والطموحات ليس بالأمر الهين كما كنتُ أعتقد ، فليس السعي للتحقيق هو كلّ ما تحتاجه ، بجانب ذلك أنت بحاجة لقلب صبور كبير يسعُ كل الخيبات التي ستتلقاها أثناء سعيك ، كل التجاهل الذي ستُلاقيه ، كل الأشياء المُبهمة التي لا تعرف كيف تصل إليها ، كل الردود التي وإن جاءتك ، تجيء واهنة ، تعلمتُ بأن أطرق جميع الأبواب حتى تلك التي لم أكن مقتنعة بها وأردد بداخلي ( لعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمراً ) أثناء سعيك لتحقيق حُلمك اغتنم الفُرص التي يُرسلها الله لك ولاتكن ضيّق النظر ، ثق بأن ثمة حلول أخرى لم تتوصل إليها بعد لذا فأنت على الدوام بحاجة لمزيدٍ من السعي الذي يُشعرك كثيراً كم أنك اقتربت من مقبرة اليأس ! استعن بالله ، وكّله أمره ، ولا بأس في أن ترتاح قليلاً  ثم باشِر ما ابتدأته : )

د

أحَدث أن فعلتَ شيئاً ، اتخذتَ قراراً جعلك تشعرُ بعد حدوثه كم أن حياتك مختلفة الآن ؟ كم أن الأشخاص من حولك لم يعودوا كالسابق ؟ أو بالأصح أنتَ لم تعد كالذي كنت عليه في السابق . كثرة التجارب تجعل منك إنساناً أكثر نُضجاً . الأشخاص الذين يضعهم الله في طريقنا ، المواقف التي تحدث لنا كل يوم ، الصعوبات التي نعاني منها كل حين . . كلها تصقلنا أكثر وهي كأنها بهذا تُهيئنا لحدَث جَلل في المستقبل ولو لم يحدث هذا الأمر الذي أزعجك الآن لن تتمكن  العبور من شيء ما في المستقبل : )

هـ

حين تُخلص لله في أمرٍ ما ولا تُطلع عليه أحد ، لا أحد يعلم كم أنك تتكبد عناء فعلك هذا ، حينها ترقّب لُطف الله وتودده عليك ، تشعرُ بأن الله يخفف عنك بطريقة لا يستطيع أحد من البشر أن يفعلها – جلّ شأنه – ألم يحدث أن تكون توّاقاً لأن تحصل على شيئاً ما ؟ وقد حاكَ في نفسك ولقد هممت على أن تفصح برغبتك فتُفاجأ بأحدٍ يعطيك إياه دون أن يدري كم أنك توّاق لما أتاكَ به؟ . . لمن ذاق تودد الله له ، استشعر هذا وكرّر اخلاصك لتحصل على المزيد : )

و

قد يكون أحدهم مُصنّف في قائمة علاقاتك بأنه من ضمن الأصدقاء الذين لهم فضل عليك ، لكن توالي الأيام تُكشف لك كم أن قلب صاحب الفضيلة لم يكن كما تتوقع ، فليستْ كلمات المديح هي كل ما ينتظره منك ! إذ أنه وبحُكم أنه يعدّك شيئاً جميلاً في حياته فهو يعتقد بأن مساعدته لك من أبسط واجباته نحوك . كم أشعرُ أن الله منّان حين يسخر لنا من الناس أطيبهم وأصفاهم ليكونوا في الضفة المُجاورة لنا دائماً ، يدعموننا من خلف الكواليس حين نبدوا واهنين ، هُم يدركون لما نحتاجه ولهذا حين نلتقي بهم تُستعاد قوتنا ونظهر أمام من ينتظرونا وكأن شيئاً لم يحدث وكأن دمعاً لم يُسقَط وكأن قلباً لم ينفطر . أولئك هم ترياق الحياة وربّكم : )

ز

كتب حمزة شحاته ذات مرة :

حاجة الكاتب إلى قُرّاء ؛ أكثر من حاجة القرّاء إلى كاتب

كم أنا بحاجة لكم يا أصدقائي : )

 

You may also like

8 تعليقات

عُلا وتد 21 يونيو 2012 - 1:31 م

لا أُخفيكِ سرًا بأنه في المُدة الاخيرة كان لمدونتك الحيز الزمني من يومي..: )

يُقال بأن الكاتب الناجح هو ليس ذاك الذي يجعل القراء يستلطفون حروفه.. بل الذي يجعلهم يعيشونها…
وانتِ نجحتِ وبقوّة..

شُكرًا لهذه المساحة التي جمعتنا..
في انتظار مزيدَكِ : )

Reply
سوسن امين 21 يونيو 2012 - 6:20 م

استمتعت جدا وأنا أتابع التدوينات اليومية خلال 15 يوم, كانت متنوعة في مختلف الموضوعات, جميل أن يلتزم الانسان بشيء نوى عليه رغم المتاعب, بارك الله فيكِ يا إيناس وأرجو أن لا تتأخري علينا في التدوينات القادمة

Reply
Hajar 21 يونيو 2012 - 11:43 م

تابعت تدويناتك السابقة. .وكنت انتظر في ال15 يوم تدوينةكل يوم
استمتعت جدا واليوم كلامك جميل كالعادة و “احسه من قلب ”
ربي يوفقك ويسعد قلبك. 😉

Reply
Hanaa 22 يونيو 2012 - 7:05 ص

اسسعددتني عزيزتي بتدويناتك اللطيفة كنت انتظرك كل يوم وانا في غربتي وحيدة اشعر وكأنك صديقتي $: وانت كذلك ” عشان كل ماجاني الأميل اقول هلا والله كنك دخلتي بيتنا ههههه ” المهم حابه اسلم وأقول ياربي يزيدك من فضله ويخليك لما مامتك وبابتك يارب اسسستمراري عزيزتي ” وهاا لااا اطوولين علينااا تراناا تعودنا عليك ياحبيلك 3>

Reply
ود ..} 22 يونيو 2012 - 6:51 م

*

الســـــــلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،
لا أعلمُ كيف جئت إلى هُنا !
ولا أيُ فراغٍ قد سرقته لأجدني أكتُبُ في هذهِ المساحةِ البيضاءْ

إشتقتُ كثيراً إليكِ
وإلى حرفكِ أكثر يا صويحبتي <3
إفتقدتُ دفء فلسفتكِ وجمال منطقكِ
وعذوبةِ الجديد الذي تأتينَ بهِ إلينا

لم أقرأ تدوينتكِ كاملةً لأن هناك ما ينتظِرُني من أعمالٍ كثيرة
لكنني أحببتُ أن أدون لكِ إعجابي الشديد بما إلتقطتهُ لكِ هُنا
ومتشوقةً لمكوثي في حديقتكِ والإستماع إلى أنغامكِ مطولاً
وتذوقِ رحيقْ أزهاركِ 🙂

سـ آتِ قريباً ولكن ليسَ قبل أن أُتم الثلاثة أسابيع القادمة على خير بإذن الله
فإنني في تجربةٍ جديدة ومُمتعة .. وبإذن الله سـ أُدونُ عنها فور إنتهائي منها

وكلامكِ ها هُنا زادني تصميماً ورغبةً في إنهائهِ بالشكل الذي يُرضيني فيما بعد
فـ شُكراً عظيمةً لكِ ، وبارككِ الله أينما حللتِ وكيفما كُنتِ ()

Reply
إيناس مليباري 24 يونيو 2012 - 6:39 ص

عُلا وتد ؛
ياسلام عليكِ : )
حديثكِ هذا لهو أهلٌ لأن أُكثِر السعد
ويارب اجعلني فوق جميل كلّ ظنونكم :”)
شكراً صديقتي على حضورك الوارف ()

سوسنتي ؛
هل تُدركين بأنّي بتّ لا انتظركِ ؟
لأني أعلم بأنك ستكونين في الصدارة قبل أن أفقدتكِ : )
شكراً سوسنتي على دعمك الذي يُبهجني ()

هاجر ؛
حبيبتي انتي ربي يسعد قلبك قولي آمين : )
سعيدة بمتابعتك يا صديقة ، ومرحباً بك دائماً ()

هناء ؛
حين قرأتُ تعليقك ” ابتسامتي من الأذن للأذن ” شعرتُ كم أن لي صديقات
لا أعلم عنهنّ شيئاً إلا أنني أسعد أيّما سعد بمعرفتي ذلك :” )
آنس الله غُربتك وأعدك بالقُرب دائماً مااستطعت بإذنه : )
شكراً لحضورك صديقتي ()

ودّ ؛
” وحشتييييني قد الدنيا ” : )
سعيدة بالذي جاء بكِ إلى حيثُ انتهيتِ إليه ، كما أن حروفك باعثة لأن
يشتاق القارئ للشيء الذي ستدونين عنه ^^
” مبسوووطة ” بتواجدك ، حديثك ، لُطفك وكل جميل منك يكفيني لأن انتشي
ياصديقة ()

أحبكنّ : )

Reply
Anas 16 يوليو 2012 - 12:03 م

حاجة الكاتب إلى قُرّاء ؛ أكثر من حاجة القرّاء إلى كاتب

جملة رائعة ,,

أبدعتي إيناس .. 😉

Reply
إيناس مليباري 18 يوليو 2012 - 8:23 ص

هي جميلة لأنها صحيحة !
سعيدة بمرورك : )

Reply

اترك تعليقا