الرئيسية غير مصنف أن نتظاهر

أن نتظاهر

بواسطة إيناس مليباري

 

♪ 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ماذا يعني أن تتظاهر أمام صديق أو قريب أنك بخير ؟  رغم أنك تُدرك بأنك لستَ على ما يُرام . هل يعني ذلك أنك مُدرجٌ في فئة المنافقين ؟ الذين يُظهرون شيئاً ويُخفون أشياء ! لماذا يتعيّنُ علينا في كثيرٍ من المواقف في حياتُنا أن نتظاهر ؟ ماذا لو كففنا عن أن نتظاهر  ؟ ثمة تساؤلات تُجيبنا الحياة عليها بعد أن ننسى بأننا قد تسائلنا ليلة ما !

أن نتظاهر باصطلاحٍ آخر أن نتغافل يا رفاق ، أن نتجاوز عن كثير مما لو توقفنا عنده لكنّا في عداد الذين يجعلون من ” الحبّة قبّة ” !  لم أجدُ تشبيهاً أجملُ من هذا الذي أخبرني به أحدهم ، أن تتغافل ، يعني أنكَ كرجلِ كان يمشي في طريقه ، فارتطم بكُرة ، ألقى نظرة نحو الرامي ، ثم مضى في طريقه .

هل يجوزُ لنا أن نتجاوز عن كل ما نمرّ به ؟ أن نتغافل حتى يُقال من خلفنا بأننا مُغفّلين ؟! إنني أتحدثُ هنا عن الأمور الصغيرة التي نُطلق عليها ” الأمور التافهة ” ! التي قد يؤدي إعطائها أكبر من حجمها إلى ما لا يُحمد عقباه ، كما الحصى التي يُستهان بصِغرها إلا أنها حين تناسلتْ ، غَدت جبلاً شامخاً !

ما سيجعلكَ تغدو باسماً مُشرقاً ، هو حين تسيرُ الأمور على ما يرام عقبَ تغافلك ، إذ لولاه – بعد الله – لما أمضيتَ مساءك بسلام ، ولربما تفاقمت الأمور حتى أوشكتْ أن تصبح العلاقة شائكة !

أذكر بأن أمّي كثيراً ما تردد عليّ حين أقصّ عليها خبراً مزعجاً ، وتلمحُ من بين أحرفي ضجراً . . تُخبرني : ” مشّي مشّي ” الآن أشعرُ بأن تلك المُتكررتان كانت من أمي كالعجلتين التي بهما سأستطيع أن أمضي بعربتي ، وبدونهما ستتوقف حياتي ، ولن أمضي أبداً !

أعلمُ بأنكَ حين تنوي أن تتغافلَ عن تصرّف ما ، بأن قلبكَ يعتصر ، بودّه لو يُخبره كم أن ذلك ضايقه ، أزعجه ، لكن ذكّر قلبك بأنكما بتغافلكما ستكونا كمن يبدأ بالسلام و الصفح ، و والله لن ترحل تلك الحبيسة من الكلماتِ في صدرك هباءً ، سيُبدلك الله بأمورٍ أكثرُ تألقاً مما كنتَ تتوقع ، كما أنه سيُلهمك بأن “هذه بتلك” . ما هذا الذي أسعدكَ الآن إلا لفعلِ أحسنتَ صنيعه قد رضيَه الله منك وها هو الآن يُرضيك : )

 

سأرسلُ لكل الصديقات هذه التدوينة ، وإني والله لا أقصدُ بها لا موقفاً بعينه ، ولا صديقة بعينها ، لكنها الأمور جاءت مُجتمعة : )

 

ما وراء النبض ؛
ياربّ لا تُذقنا تغيّر القلوب من غير حُجّة *

 

You may also like

4 تعليقات

فاطمة جاوي 20 أكتوبر 2012 - 9:58 ص

احياناً تفرض علينا الظروف ان نجامل وان كان اقرب الاصدقاء

انا لا اطلق عليه نفاقاً … ولا اعرف ان كان كذلك او لا،،،

انما هو الخوف على مشاعر هذا الشخص هي ماتجعلني اقول اني بخير…

لاننسى حديث الرسول ﷺ او كما قال ﷺ المؤمن امره كله خير..

Reply
أماني أفندي 20 أكتوبر 2012 - 10:30 ص

أولا مشاعر جميلة وتفكير راقٍ
ثانياً للإجابة عن تساؤلاتك يحتاج الكثير من الحكمة .. دراسة الموقف والشخص والطريقة التي يمكن مصارحته بها
ثالثاً لأخبر شخص ما أن كلمته أزعجتني أو أن موقفه ضايقني .. لا يعني أني أخالف الدين فيما أعده للمتسامحين .. التسامح أن اخبرك وتعتذر وأسامحك .. وإلا تراكمت المواقف والكلمات وتحولت المحبة لكره .. وهذا لا يقبله الدين
اعذروا مروري

Reply
سوسن امين 21 أكتوبر 2012 - 12:11 ص

في رأيي التغافل من أجمل الأخلاق أو الصفات, يجعل الحياة أكثر سهولة وراحة, في كل يوم يمر علينا يحدث الكثير من الأمور الصغيرة أو التافهة لو وقفنا عند كل حدث وفكرنا فيه وتكلمنا عنه حيضيق صدرنا ونشعر بعدم الراحة, وكمان لو عايزين من حولنا يتغافلوا عن هفواتنا لابد أن نفعل المثل, لكن بصراحة يا إيناس التغافل صعب شوية ومحتاج تدريب وإرادة لكن زي ما قلتِ نبتغي به رضا الله سبحانه وتعالى

Reply
إيناس مليباري 24 أكتوبر 2012 - 2:43 ص

فاطمة ؛
نوايانا الصادقة كفيلة بأن تكون خيرُ مبرر لما نفعله ونشكُّ في صوابه : )
اللهم طهّر قلوبنا من كل شائبة لا ترضاها ، ووجّه قلوبنا للخير دائماً ()

أ. أماني ؛
ليتك تعلمين مدى سعادتي بتشريفك الأول لمدونتي يا أجمل أستاذة ومشرفة و . . داعمة : )
ما ذكرتِه أستاذتي هو عينُ الصواب ، إذ أن كثير ممن يدّعون بأنهم ” صريحين ” كثيراً ما يكون أسلوبهم جارح !
هؤلاء الأفضل لهم لو أن يصمتوا عوضاً من الإفصاح ! . .
وأما عن التسامح والتراكم ، فكما يقولون : عالج العلّة قبل ما تكبر ، وكذلك سفاسف الأمور إن لم تجدُ رادعاً
لها ستنهال سيلاً جارفاً وتذرُ القلب قاعاً صفصفاً من كل حبٍ قد كان يجمعهما أو ود كان بينهما . .
شكراً لتعليقك الثري : )

سوسن ؛
التغافل كبقية الأشياء جميلة الباطن تتطلب كثيرُ جهاد وجُهد نفسي ومعنوي منّا . .
أن نتخلص من شُحّ أنفسنا ونزهو بها من الدُنيا لمراتب عالية جداً : )
رضا الله كما سلعته ، غالية يا صديقتي غالية ()
شكراً لمتابعتك : )

Reply

اترك تعليقا