الرئيسية قِنديلُ الحِكمَة بيكاسو وستاربكس و .. أنا !

بيكاسو وستاربكس و .. أنا !

بواسطة إيناس مليباري

السلام عليـــــكم ورحمـــة الله وبركاته

في بيكاسو وستاربكس تجدُ الكثير من التساؤلات التي لا تكفيها أسطر لتمثّل الإجابات المُنتظرة ، ستجد الكثير من التأمل المطروح ، الكثير من الفجوات بين فكرتين وكيف يمكنك كـ ( إنسان ) التوفيق بينهما لجعلهما – الفكرتان – مُتقاربتان لأقصى حد .

حين تقرأ بيكاسو وستاربكس ستتذكر بإنك ( إنسان ) من جديد ! ستجد في مواطنٍ كثيرة بأنك كما الحائر لا تدري السبيل للخلاص ، تلك الحيرة التي تكون في كثير من الأحيان بداية الحل . فمتى ما وُجدت الحيرة تبعها ذلك الخير الكثير إذا ما أحسن ( الإنسان ) التعامل معها .

ما هو بيكاسو وستاربكس ؟ هو كتاب لمؤلفه ياسر حارب ذاك الكاتب الذي قرر أن يخصص كتابه ليكون مقالات عن الحياة ، الإنسان وكل ما يمتّ لهما بقرابة . ناقش الكاتب العديد من الأفكار التي نعلمها بالتأكيد ولكنها بطريقة تأملية ومن منظور هو أقرب للفلسفي الذي يجعلك تومئ برأسك إيجابياً بأن أكثر ما ذُكر إن لم يكن كُله ينطبق عليك ! وأما عن سبب تسمية الكتاب بهذا الاسم فـ ” حكاية تانية ” اكتشفوها بأنفسكم : “)

من هم النمطيّون ؟

ذكر الكاتب العديد من صفات الإنسان النمطي وفصّله لكَ تفصيلاً كيلا يحدث الالتباس إذا ما صادفتَ إنساناً نمطياً ذات طريق ! . واختصاراً لما ذُكر  :

1. يُمكنك معرفة الإنسان النمطي عندما يسألك ” كيف الحال ؟ ” أكثر من مرّة ، ثمّ لا يملّ من سماع نفس الإجابة . فالنمطي لا يبحث عن حلول ، وإن بحث فإنه يصل إلى نفس النتائج ، لأنه يطرح نفس الأسئلة . 

2. الألوان عند النمطيّون عندهم لونان : أبيض وأسود ، لا يؤمنون بمزجهما حتى لا تكثر المساحات الرمادّية في حياتهم .

3. يؤمن النمطّي بأن الحياة وُضعتْ لفتنة الإنسان ، ولا يدري أن الإنسان هو الذي يفتنُ نفسه .

4. النمطيون يكررون أنفسهم كثيراً ، يبدأون من نفس النقطة وينتهون عندها ! ولا يدرون بأنهم يخلطون بين البساطة وبين السطحية . البساطة هي أن تقوم بعمل عظيم دون تكلّف ، والسطحية ألا تقوم بأي عمل .

تساؤل : كيف يُمكننا الابتعاد عن النمطية الفكرية ؟ ألا نصاب بوباء النمطية ؟ جاءت الإجابة في نهاية المقال تختصرها كلمتان : ” لون حياتك ” ونصيحتي إن كنتَ لا تُجيد فن التلوين فـ ” اسأل به خبير ” : )

لماذا يكره الإنسان نفسه ؟

يعتقد الكاتب بأن من يردد ” كرهتُ نفسي ” هو من فئة المُرهقين ، المستعجلين والذين يعتقدون بأنهم يمضون قُدماً في حياتهم لكن ما يميزهم هو توترهم الدائم وتجد بأنّ سعيهم مُشتّت . ولايدرون بأنهم يسيرون من غير هُدى ولا طريق مُنير . أشار الكاتب بأن التكنولوجيا أحد مسببات الشتات الاجتماعي إذ أنها زادت العبء علينا عوضاً من أن تحمله عنّا ! فكم منا من انزوى بأجهزته بعيداً عن أهله و .. نفسه . أعتقد بأنني كذلك في بعض الأحيان !

هل علينا بالفعل ارهاق أنفسنا ومنعها من المتعة من أجل العمل الذي لن ينتهي ؟ أتذكر صديقة لي سألتني بعد غياب عن سبب اختفائي عنها فأخبرتها بأن أشغال كثيرة قد حلت علي ولم أفرغ للانتهاء منها بعد فأجابتني :   ” العمر كله شغل ، ستنتهي حياتك وأشغالك لم تنته بعد ”  .

كيلا تكره نفسك :

1. جرّب أن تتقبل الحياة كما هي ، وأن تتقبل من تحب كما هُم ، لا كما تهوى .

2. دع عنك الخطط قليلاً ، وانسَ المُستقبل ، وعش تفاصيل حاضرك ( ليس المهم في بعضِ الأيام أن تضع جدولاً قاسياً لأعمالك ، وجرب أن تترك ليومك الخيار لتحديد أحداثه بنفسه ) .. ثم استمتع : ) 

3. عليك أن تفرغ لنفسك ، افهمها ، دعها تُخطئ ، وتلذذ بمُسامحتها ، ثم دعها تُصيب لتنعم بمكافأتها .

ماذا لو اختفت الدائرة ؟

تحدث الكاتب عن فلسفة الدائرة وكيف أنها سبب للحياة ابتداء من اختراع العجلات مروراً بغطاء قنينة الماء وانتهاءً بطوق النجاة ، حين تُحسن التأمل في كل ” الدائريّات ” في حياتك ستجد بأنها عظيمة مهما صغر شأنها . هل فكرت في أصحاب الشخصية الدائرية ؟ لا أدري إن صح تسميتهم هكذا بيد أنه يحضرني ماكانت تخبرنا به إحدى الدكتورات في مادة لرسوم كتب الأطفال حيث أشارت بأن الحنان دائرة لا يجب أن يحتوي على أي زاوية وبأن الأم ” الدبدوبة ” بالنسبة للطفل هي الحنان بعينه حيث أنها مُنعطفة نحوه . تفكّرت في هذا أيضاً حين أصررت على المصصم أن يبحث عن خط لمدونتي بعيداً عن الزوايا ، اعترف بأنه عانى كثيراً ليجد ما طُلب منه .

إن أكثر ما يُعجبني في الدائرة هو خلوّها من الزوايا ، فالزاوية هي نهاية الطريق ، وفيها تَحتَبس العُتمة ويختبئ الظلّ ، وفيها تبني العنكبوت بيوتها . والتي نخشاها أيضاً علينا ألا تظلم الدائرة لأننا نحن الذين نحدد استخداماتها . الشيء الوحيد الذي تعرفه الدائرة هي أنها تحب أن تدور على الدوام . وحده الإنسان يسعَى لإيقافها أو عكس دورتها ، عندها تُصبح الحياة دائرة مُفرغة . ويغيب الشعور بالإنجاز .

ماذا لو نسينا تواريخ ميلادنا ؟

ذكر الكاتب العديد من المميزات فيما لو تمّ نسيان تاريخ الميلاد من بينها مثلاً :

1. لو نسينا تواريخ ميلادنا سيزيد إيماننا ، لأننا عندها لن نربط الموت بتقدم العُمر ، وسنكون مُستعدين له في أيّ وقت .

2. لن ترتبط الحكمة بتقدم السنّ ، ولكن بالقول السديد والعمل الشريف ( قال برناردشو : يكتسب الرجال الحكمة لا بسعة تجاربهم ولكن بقدرتهم على التجربة  ) .

3. لو نسينا تواريخ ميلادنا فلن تكون هناك سن معينة للتقاعد ، وسيظل المبدع يقدم ما بوسعه كل يوم حتى يأتي اليوم الذي يكف فيه عن الانتاج ، ولكن باختياره لا باختيار الآخرين .

يشكل العُمر مسألة جدية لدى البعض حتى لتجده يغضب إن نسيتَ تاريخ مولده وحتى لو أعطيته عُمراً أكبر من عمره ، لم أدرك بأن الأمر يعني النساء أكثر من الرجال إلا حين حضوري لإحدى الدورات وحين طلب الدكتور تعريف كل شخص بنفسه حيث ابتدأ الرجال بذكر أعمارهم وكان – بالنسبة لهم – مطلباً اساسياً لتقديم نفسه بينما امتنعت جميع النساء من ذلك !

وخير ما يُقال ما ذكره الكاتب أخيراً ” سخّر حياتك ، وانسَ تاريخ ميلادك ” افعل كل شيء جميل مهما كان عمرك ولا تنتظر أن تشبّ مجدداً لكي تفعل ولا تنتظر حتى تشيخ لكي تكفّ : ) 

اقتباسات :

إنّ الذي يتألّم كثيراً يرحَمُ أكثر ، الألم أفضل مُحفّز على الاستمرار ، إنّه ليس العصا وليس الجزرة أيضاً ، بل هو الرغبة في التخلص منهما . لكي تتغلب على الألم عليكَ أن تختار ذكرياتك ولا تجعلها تختاركْ . فذكرياتُنا تصنع آلامنا وأفراحنا . قد لا نستطيع التغلّب على الذكريات ، لكننا نستطيع التغلّب على الآلام .

ليستْ المُشكلة في أن نموت ، ولكن المُشكلة في ألاّ نعيش .

البطولة هي أن تقوم بشيء لا تُريد القيام به ولكنك تعلم أنك تفعلُ ذلك لأنه لا أحد غيرك يستطيع القيام به . ليس المُناضل من رفع سيفاً وقاتل جيشاً لوحده ، وليس الشهيد من مات دون فائدة حتى وإن كان من أجل قضية فالمنفعة أهمّ من الهدف ، والهدف دون خطة يبقى حلماً

 

تقييمي للكتاب : 5 / 5 فوق الجمال أنتَ يا ياسر

You may also like

4 تعليقات

@Koloud_alyahya 7 أبريل 2012 - 1:44 م

رآئعة يا إينآس ،

.. تلخيص جميل جدا () .. يعطيكـِ العآفية .. و دآيم متميزة . . تمت مشآركته عالفيس و حسآبي بتويتر ،، و هذا مآ يستحقه المقآل ! .. ❥

Reply
بيـان ،، 7 أبريل 2012 - 11:30 م

الهدف دون خطة يبقى حلمًا ..
هل لي أن ” أطنش ” المهام الملقاة على عاتقي لأعيد قراءة هذه التدوينة الرائعة كرات أُخر =)
حقيقة َرائعة مقالات هذا الـ ” ياسر ” جداً وكثيرًا ..
لديه ايضًا مدونة تعلوها فتنة الجمال تستحق قراءتك لكل مافيها =)

لي معك نقاش آخر موّسع حول هذا الكتاب ^^
انتظريني =)

Reply
المقداد 8 أبريل 2012 - 9:39 م

يبدو أنه كتاباً رائعاً
لَم أكمل القراءة وتوقفت عند نقطة مؤقتاً سأعود لها واكملها لأن جميع ما تكتبي أختي ايناس مفيد ومتميز

طال غيابي عن هنا واعتذر لكِ عن ذلك

اتمنى ان لا نكون من النمطيين 🙂

دعواتكِ أختي ..

تحياتي
المقداد

^^

Reply
إينـاس مليبـاري 11 أبريل 2012 - 6:18 م

خلود ؛
يسعدك ربي ، ومرحباً بك : )

بيان ؛
ياسلام ، لديه مدونة ! خبر يستحق الذكر صديقتي : )
وما أجمل النقاشات في أمور حياتية كهذه ، مرحباً بك : )

المقداد ؛
يامرحبا يامرحبا
حقيقة أنرتَ ليس فقط التدوينة ولكن السمفونية بكل ما فيها : )
شكراً لحضورك الجميل ، ممتنة لتواجدك

هتان ؛
أثرت الزاوية بقراءتك الجميلة : )
كثيراً ما تأتي للسمفونية بكل جميل : )
شكراً لحضورك الوارف ،

Reply

اترك تعليقا