♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبما أنني غيرُ جيدة البتّة في الكتابة عن الأمور السياسية ، لكنني في المُقابل أجيد إشعال قناديل ما أُغلق في قلوبنا وغاب عن أذهاننا ، في الحقيقة أغلب ما أدوّنه هو معروف لكنني أحب أن أذكّر بما نُسي بطريقة مُختلفة : )
ما معنى أن يملك قلبك يقيناً بالله ؟ ما هو اليقين يا صديقي ؟ هو أن تكون هُناك فُرجة في قلبك رغم تكالُب المصائب من كلّ حدبٍ وصوب . اليقين هو الهمسة التي لا تكاد تُسمع على إثر ضجيج اليأس . ومن كتاب هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقاً لكاتبه محمود محمد الخزندار أتيتكم بصفوة حديثه عن اليقين بالله ودوره في نُصرة هذه الأمة .
استفتحُ التدوينة بما استفتح به الخزندار فصله الأول من الكتاب :
تظهرُ حقيقة اليقين بالله في مراحل الضعف ؛ إذ ليس صاحب اليقين من تنفرج أساريره وينشرح صدره ويتهلل وجهه حسن يرى قُوة الإسلام وعزّة أهله ، وإنما يكون اليقين لصاحب الثقة بالله مهما حلك الظلام .
يقول ابنُ القيم: سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – يقول : بالصبر واليقين تُنَال الإمامة في الدنيا ، ثم تلا قوله تعالى : ( وجعلنا منهم أئمةً يهدون بأمرنا لما صبروا وكانو بآياتنا يُوقون ) .
رُغم أننا لا نُدرك متى سيُــنصر الإسلام في كافة بقاع الأرض بيد أننا نعلمُ أننا ( خيرُ أمة أُخرجتْ للناس ) وعلى ذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام : “ لا يزال الله يغرسُ في هذا الدين غرساً يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة ” . وقد بشّرنا الحبيبُ بما يُثلج الصدر ويُذيب كل يأس حين قال : ” بشّر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الارض . . ” .
قد نتساءل إذا كُنا سنُنصر فمتى ستحل غيمة الحروب والانقسامات تلك ؟ سأخبرك يا صديقي بأن تلك الأمور وإن كانت مُزعجة ومُحزنة إلا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أشار بحدوث هذا منذ 1400 سنة حين قال : ” لن يبرح هذا الدين قائماً ، يُقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة ” .
من ستُنصر الأمة ؟ نعلمُ بأننا في زمان السلاح ، فلم تعد الكلمة كسابق عهدها ، حين كانت رادعة لمن ساءت سلوكياته تجاه شعبه ، فكم من كلمة أهدَت ، ومَحَت . . أهدت النفوس ومحتْ السوء لكنها لم تعد كذلك إذ أننا مضطرون لأن نُقابل السلاح بسلاح ، ونحنُ باستخدامنا للسلاح لا ضمان لتحقيق النصرة ، إذاَ فكيف سننتصر ؟ تأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” إنّما ينصر الله هذه الأمّة بضعيفها ؛ بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ” هي ليستْ دعوة لأن نمثّل الضعف لنُنصر لكنها ومضة تأمل لأولئك المستضعفين من الفقراء في منازلهم والسجناء المحبوسون في الأقبية ، لكل فاقدٍ للسلاح والذي نُشير إليه بقولنا ” العين بصيرة واليد قصيرة ” . الحديث هذا ذكرني بما نتداوله ” يضع سرّه في أضعف خلقه ” ، أيها الضعفاء ، اسعدوا : )
ومن حكمة المولى بأنه على الرغم من تكرار المآسي في كل زمن أصبحنا وكأننا نُشاهد مسلسل نعلم مشهده القادم اللهم فرق الإخراج ! إلا أنه سخّر في كل زمان من يُعيد اليقين إلى نفوس الأمة ، كما في الحديث : ” إنّ الله يبعثُ لهذه الأمّة على رأس كلّ مائة سنة من يجدّد لها دينها ” تذكروا وكما يقول الكاتب : الكرب لا يدوم : )
وما هذه : ولا تخافي ولا تحزني ؟
هي لتلك التي تحملُ في قلبها يقيناً لا مثيل له ، التي ألقتْ ابنها في اليمّ وهي لا تعلم إلى أين ستُحيله الأمواج ، ولأن الزمان يدور . . كتب الله الصلاح على يد من حملتْ أمه كلّ ذلك اليقين تجاه الله وما يصنع ، فكان النصر .
لا تخافي ولا تحزني . . رددوها لأنفسكم كلما شعرتم بأنّ ما حولنا على شفا جُرف ، وإني لأُنهي حديثي بـ قول للمصطفى : ” والله ليتمنّ الله هذا الأمر . . ولكنكم تستعجلون ”
اُهدي هذه التدوينة للصديقة القريبة البعيدة المغتربة ، التي بكتْ خوفاً وهلعاً حين حدّثتها عن الأوضاع السياسية الأمنية . . وإني لمُكثرةٌ الأسف ()