( لولا المُربِّي ما عرفتُ ربي )
♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفعالنا الجميلة وإن دقّت فثمة أحد ما على هذا الكوكب هو بحاجةٍ لها ، أياً كان ما تقوم به تجاه غيرك ثق بأن جُهدك مُبارك وبأن الله ولا ريب سيٌكافئك على صنيعك الحسن . حين تتكاثر مهامك التي وعدت غيركَ القيام بها ، ثم تجد نفسك في معمعة لا تدري ما الذي أدخلك لهذه الدوامة العسيرة ! تذكر بأنك من أولئك الفئة التي سخرها الله للناس لقضاء حوائجهم ، فلعلّ ذلك يُعينك على الوفاء بوعودهم وأنت مبتسم المُحيّا : )
قال ابن القيّم في نونيّته :
وهو الشكور فلن يضيّع سعيهم لكن يضاعفه بلا حسبان
ولبُرهة تفكرتُ في أدنى شُعب الإيمان – إماطة الأذى – تأمّلتُ كل الأحاديث التي أعرفها والتي بحثتُ عنها فعلمتها لأول الأمر ، منها :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” لقد رأيتُ رجلاً يتقلّب في الجنة ، في شجرةٍ قطعها من ظهرٍ ، كانت تؤذي الناس ”
وقال عليه الصلاة والسلام : ” مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق ، فقال : والله لأنحّين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم ، فأدخل الجنة “
تساءلتُ بعدها : كيف يمكن أن أميط الأذى بطريقة أخرى ؟ هل تقتصر إماطة الأذى على الأشياء المادية ؟ توصلتُ إلى أن إماطة الأذى بحر لا ساحل له . فنحنُ بإمكاننا إماطة الأذى بشكل أو بآخر ، قائمون أو قاعدون أو حتى ونحنُ على جنوبنا !
إذا علمتَ بأذى يحيط بقلب صديقك ومحبوبك ، وكان بإمكانك فعل شيء حيال ذلك فأنت بذلك في طريقك لإماطة الأذى وقضاء حاجة وربما تفريج كربة ، إذا كنت لبيباً وأدركتَ كم أن حضوركَ غدا غير مقبولاً البتة بعد أن كان مُرحّباً بك ، انوِ ببُعدك إماطة أذى عن قلب من لا يُريد حضورك . قد يكون البعض منا يفعل كل هذا بشكل روتيني ، كل ما ينقصنا هو تجديد النية وإصلاحها ، وأضف لذلك بأنك بنهجك هذا في طريقك لإحياء سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام .
زاوية ؛
ربّ خير لمْ تنله ، كان شراً لو أتاك *