أبلة إيناس مع أطفال الروضة : )
♥
السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أُؤمن كثيراً ويتعدّى إيماني هذا عُنق السّماء ; بأنّ الذكريات وكلّ العلاقات الإنسانية الجميلة لا تُقاس بمدّتها الزمنية ولكن بعُمقها وصدق لحظاتها ، أعلمُ جيداً بأني أُجيد الثرثرة وربّما ” تصنّع المثالية ” !! ولكنّي أُدرك في قرارة نفسي بأني أكثرُ خلق الله ارتكاباً للأثام ، فكثيراً ما دعوتُ الله أن يسيّر الأقدار وفق أهوائي ورغباتي .. وذلك بقولي بأنّها : أقداري !! ، وما يلبثُ الزّمان أن يأخذ دورته ليُهديني الباري أيّاماً وأشياءً و ” صديقات ” أجمل وفوق كلّ التوقعات : )
اليوم لن أدوّن عن كوني ” أبلة ” أو ” مدوّنة ” سأدوِّن اليوم عن إيناس الإنسانة ولا شيء سواها ، لن أتحدّت عن أولئك الـ ” محمدات ” ولا عن عزوز وأغانيه المتعدّدة ! سأُبعد عن ذاكرتي التي تقوّس ظهرها إثر ازدياد مكنونها كلّ الأشياء إلا التي تمتّ صلة بـ ” عنّا “، نحنُ ” الستّة ” أو كما اصطلحَ قلبي على تسميتنا بـ ” المضلع السُداسي ” : )
لستُ جيدة في صياغة المشاعر وحياكتها ” كتابياً ” ، لستُ جيدة في تنميق المواقف وتشريِعها بالجمال ، بيد أني احترفُ اقتناص الجمال من لبّ ” المعركة ” ، أن أُسجِّل تلك الضحكة وتلك الهمسة في ذاك الموقف الصغير جداً .. جداً !
لن أفصِل الحديث هُنا ، سيكون حديثي ” عنّا “مُترابطاً كما هو حالُ قُلوبنا يا صديقَاتي ، سأكتب بل سأكتُبنا ، ستلدُ ذاكرتي كلّ ماكان مُتعسّراً عليها ، هذه التدوينة لطالما أرهقتني حدّ البكاء ، قررتُ أن أجعل ولادتها ” قيصرية ” بيد أن كلّ ما بداخلها هو ” طبيعي ” وأكثر ! : )
وازداد عِشقي للون الأخضر ، ذَلك اللون الذي تصطبغُ به تلك الكَراسي الصغيرة الحجم التي نتكأ عليها وتجمعنا في كلّ صباح ، تلك التي تَحفظ عهد صداقتنا ، وتحفظُ أسرار الظّهيرة لتُعاود استقبالنا كما هي خضراء مُشرقة : )
أحبّ الإفطار الذي يُشكّل منّا دائرة وحلقة متينة الصّنع ، نحبّه لسنا لأننا جوعى بل لأنّه يحملُ الكثير من التفاصيل التي تُربكني وتُبكيني وتُفرحني إن ذُكرتْ . أُحبُّكنّ حين تقمنَ بإعداد ” التوست” بكلّ حبّ ليُهضم في قلوبنا بكل الحبّ أيضاً ، أُحبنّا حين نشنّ هُجوماً على ” نوفا ” لكونها ” انتقائية ” الطعام وأكثر ! .. تُضحكني” شيماء ” حين ترمقُ ” نوفا ” بنظرتها الحادّة جداً وتقول لها مُناولةً إيّاها ” التوست : ” خدي وذوقي هادا الموجود ” تبتسم ” نوفا ” وأشعرُ بأنّها ومع كل قضمة توست تردد : ” شر لا بد منه ” ^^ ! ، أُشفق على ” بيان ” حين تُسوِّق لبضاعتها ” التوستية ” لصديقتنا ” نوفا ” وتُقسم لها بأنّ طعمه ” محصلشي ” ، مما يجعل ” نوفا ” تُعيد النظر إلى معدتها ! أقصد رأيها ^^ وتُكثر من الـ ” اممممم ” لتنتقي ما سيحل بجوفها بكل عناية و .. حرص !
وللشاي معنا حكايا نتيجتها ” فاي ” فيما إن حاولتم أن تنسجوا لها نهاية ، فقد تم تشخيص حالتي من قِبَلهنّ بأنّ حاسة التذوق الخاصة بي للمواد السكرية بها من الخلل ما الله به عليم ! يروقني منظرهنّ وكوبي يُمرر على أفواههن ، انتظرُ بشغف رؤية ملامح ما بعدَ الارتشاف ، ليزيد معدّل الادرينالين في جسدي ، أشعرَ بأني سعيدة لكونهنّ يستنكرون ” سكّري الأرعن ” فستة ملاعق صغيرة الحجم على كوب هو الفناء بعينه ! بينما أجد الستة هذه هي اللذة بحد ذاتها : ) ، ” سماح ” المُختلفة عن ذائقتنا السُكرية ، تلك التي اكتشفتُ مؤخراً بأنّها تشربُ الشاي مرّاً كما هو عكس روحها تماماً ! فأدركتُ بعد حين بأن جمال و ” حلا ” روحها وصفاءها هو ما يجعل جسدها وجميعُ حواسها يشعرون بالاكتفاء : )
” أحلام ” و أشياؤها الجميلة التي تُفاجئنا بها بين الفينة وأختها ، تلك التي أحبّ أن أصف لحظاتي معها بأنّها كـالـ ” لوزين ” خفيف وجميل ولكنّ عشقه في القلب محفور و .. ” محجوز ” ! ، ” أحلام ” و ” سماح ” و ” نوف ” جديدات العهد بحركاتِنا نحن الباقيات ، فحينَ يُشاركنا ” ليز وأخواته وأبناء عمومته ” حديثنا ، فتنتهي الحوارات وهو لم ينتهِ بعد ، نُسارع في ثنِي أطرافه وتدبيسه بالـ ” دبّاسة ” تلك الحركة البدائية التي تحفظُه من أن يفسد ، كما هو حال ذاكرتنا حين نربطها بشيء عاطفي كي لا تفسد ولا تبور ! تطلّب منا ذلك اليوم الكثير من الضحك ، والاستغراب .. وفي النهاية التقبل وربما .. الانصياع !
ملأنا الجوف والقلب بالكثير من الالتصاق الروحي ، لكوننا نُدرك جيداً بأنّنا سنواجه أياماً نحتاجُ فيها لرغيف ابتسامة أو حتّى نصف كوب من ذكرى جيدة لتُعيد شحننا من جديد : ) ، أحبّ أن أكتبنا وحين ينتهي بي الخيط فاعلموا بأنّي مُكرَهه ! فالكتابة الشّعورية لا يحدّها أي شيء سوى أن تكتبَ وتكتب إلى أن تفنى !
أشكرَ الله أن منحنا ” نحن ” أن انتقى أقدرانا بعناية فجعلنا سوياً .. فرّقتنا الفصول وجمعنا الحب ، لك الحمدُ يَـا الله على كل ابتسامة عشوائية فكانت خير معين لنا لأن نُكمل مسيرتنا التدريبية !
حين نعلّم الأطفال أي موضوع كان ، يقولون لنا بأنّه من الضروري ربطه بالخالق وكيف أن كلّ الأشياء ما هي إلا من فيض نعمه ، ثم نخبرهم بهذا السؤال مراراً وتكراراً : ” كيف نشكر الله على هذه النعمة يا أطفال ؟ ” ها أنا اليوم والآن أسأل نفسي : ” كيف يكون شكر الله على نعمة الصداقة ؟ ” أعدكَ يا الله وأعدكنّ يا صديقاتي بأني سأحفظُ الود وسأجدد العهد بكنّ دوماً ، سأكون لكنّ دوماً إيناس صاحبة المٌشاكسات التي تٌسعدكنّ : ) أحبكنّ يَا ” وحشات ” أكثر من كل الأشياء ( )
زاوية مُنعطفة جداً ـ ،
Don‘t wait for the perfect moment .. Take the moment and make it
♥