الرئيسية كَوبُ حَيـاة لا تعلمهم الله يعلمهم

لا تعلمهم الله يعلمهم

بواسطة إيناس مليباري

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

tumblr_mvjl8dLDS61s81n07o1_500

هل حدث معك يومًا أن قررت قراراً ما مهماً ، حدوثه والالتزام به كان يعني بالنسبة لك مجموعة من النجاحات المترتبة عليه ! ما إن خطوتَ أولى خطواتكَ نحو إتمامك للقرار ، ها أنت في يومك الأول ، بدا كل شيء مستقرّ حتى الآن ، في اليوم الثاني أو ربمّا الثالث ، تبدو الأمور على عكس اليومين الماضيين ، تنتكس أحوالك على عكس المتوقع ، حتى لا تكاد تعلم ما تصنع ، تحاول أن تتماسك ، وأنت حتى هذه اللحظة لم يخطر ببالك أن تنسحب في إتمام قرارك ومهمتك . لكن كثرة الضغط جعل ذلك وارداً دون سابق إنذار ! أول ما تفكر به : ماذا سيحل بي إذا انسحبت ؟ .. في النهاية قد تنسحب وينتهي الأمر بأن تعود أدراجك دون تنفيذ قرارك ، فأين الخلل رغم أنك كنت جادًا في قرارك حين اتخذته . فما الذي حدث ؟

ماتاب عبد لله إلا وامتحن الله صدق توبته بتسهيل السبيل للذنب الذي تاب منه – محمد مُختار الشنقيطي

قِس على مقولة الشنقيطي ، قراراتنا التي يفتقدها الصدق ، الصدق هو  اللبنة الضائعة في أبنيتنا الشاهقة ، لذا فإنها – قراراتنا –  جميلة الظاهر ، هشّة من الداخل ! غير مرّة حدثتني الصديقات وحدّثتُ نفسي أيضًا بقرارات ، نفترق ونلتقي فأجدها على ذات الحال ، أسألها : ماذا حدث في موضوعك السابق ؟ قرارك الذي حدثتني به ؟ تجيبني : انتي لسا فاكرة ! أو : ماقدرت أكمل ! أو : ما ضبط الموضوع .. وأشياء أخرى لا أذكرها ، تدور فحواها بعدم تنفيذ القرار !

لماذا حين يقرر الإنسان قراراً ( صادقاً ) يمتحنه الله ؟ يريد الله أن يمحّص قلب هذا العبد ، يطهّره من الشوائب ، يسأله بطريقة قد لا يفطن لها : هل أنت مستعد لرحلة قرارك وتبعاته؟ مستعد لأن تحلّق بكل جوارحك وتهبني قلبك وعقلك ؟ امتحان الله رغم أنه يؤلم العبد لكن إن كان قلب العبد صادقاً فعقب الألم قوة وثبات ، ثم يأتي الاستمرار في تنفيذ القرار . وتأتي اللبنة الأخيرة التي يفتقدها كثير من الناس في قراراتهم ، الثبات على قراراتهم والاستمرار عليها . يأتي الصادق يستمر دون أدنى تعب . يُعينه الله ويسخر له جنود الأرض والسماء . ويستقبل العبد امتحانات الله له وتمحيصه لقلبه سائلاً مولاه أن يثبته ، يطهره .

زُمرة الصادقون لا تعلمهم الله يعلمهم ، يعلم سرّهم ونجواهم ، تجدهم بينك ، يمارسون ما تُمارسه ، الفارق بينك وبينهم هو أنهم صادقون مع ( ربهم ، أنفسهم ، الناس ) فكان نتاج صدقهم أن كان التوفيق في قراراتهم وحياتهم ، حليفهم . جعلني الله وإياكم من الصادقين قولاً وفعلاً . 

﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً﴾

[ الإسراء : 80]

You may also like

2 تعليقات

Hamad 18 أبريل 2014 - 9:58 ص

لذا علينا الإكثار من دعاء يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك

بُوركتِ

Reply
إيناس مليباري 22 أبريل 2014 - 12:06 ص

بورك القول ،
آمين ياربّ العالمين ..

Reply

اترك تعليقا