الرئيسية خيرُ الشهور كلام المنّان – 28

كلام المنّان – 28

بواسطة إيناس مليباري

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفرق بين المرأة والزوجة :

لماذا يأتي أحياناً التعبير عن النساء اللاتي لهنّ أزواج بالمرأة ومرة بالزوجة ؟ متى تكون المرأة زوجاً ومتى لا تكون ؟
عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين ، نلحظ أن لفظ ( زوج ) يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها ، وكان التوافق والاقتران تاماً بينهما ، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي .
فإن لم يكن التوافق والانسجام كاملاً ، ولم تكن الزوجية متحِّققة بينهما ، فإن القرآن يطلق عليها ( امرأة ) وليست زوجاً . ومن الأمثلة على ذلك :
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون )
( والذين يقولون ربنا هبْ لنا من أزواجنا وذرياتِنا قرّة أعين واجعلنا للمتقين إماماً )

وبهذا الاعتبار جعل القرآن نساء النبي – صلى الله عليه وسلم – ( أزواجاً ) له ، في قوله تعالى : ( النّبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) .
فإذا لم يتحقق الانسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع ، فإنّ القرآن يسمي الانثى ( امرأة ) وليستْ ( زوجاً ) .
قال الله : امرأة نوح ، وامرأة لوط ، ولم يقل زوج نوح ، وزوج لوط .
وفي هذا قوله تعالى : ( ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخَانتاهما ) .
إنهما كافرتان ، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي ، ولكن كُفرها لم يحقق الانسجام والتوافق بينهما وبين بعلها النبي ، ولهذا ليستْ زوجاً له وإنما هي ( امرأة ) تحته . ولهذا الاعتبار قال تعالى  امرأة فرعون ، في قوله تعالى : ( وضربَ الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون ) . لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية ، فهي مؤمنة وهو كافر ، ولذلك لم يتحقق الانسجام بينهما .

المصدر : خدمة فصل الخطاب

You may also like

اترك تعليقا