الرئيسية خيرُ الشهور خطاب حاطب [5]

خطاب حاطب [5]

بواسطة إيناس مليباري

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حكاية آية

عندما أراد النبي فتح مكة أصدر أوامره للمهاجرين والأنصار جميعاً بالتأهب فامتثلوا لأمره ولم يعلن لهم عن هدف هذا الاستعداد ولا وجهته وبعث صلى اللّه عليه وسلم إلى قياداته في مختلف أنحاء الجزيرة وتداعت القوات من كل مكان فيها حتى توافر لدى النبي قوة ضاربة قوامها عشرة آلاف مقاتل .

كل ذلك وهم لا يدرون إلى أين سيتوجه بهم النبي ، وقد عميت الأخبار على قريش فلا يأتيهم خبر رسول الله ولا يدرون ما هو صانع ، لكن أحد أفاضل الصحابة من المهاجرين وأحد رجال بدر العظماء قام بعمل خطير جدًا ، لقد كان هذا الصحابي لماحًا ، ففهم من هذه الجموع والترتيبات أن النبي لا يمكن أن يقصد بها قبيلة ضعيفة أو غزوة عادية في الجزيرة ، وكان أهل هذا الصحابي في مكة معرضين لانتقام طواغيت قريش ، ربما يستغلونهم كرهائن في حال الانكسار ، كانت هذه الأفكار تغرز حرابها في رأس حاطب ، لكن حاطبًا يعلم أن النصر محسوم للإسلام وأهله فلن يضرهم أن يتصرف بطريقة تحمي أهله وهو يجزم أنها لن تعيق انتصار النبي .

فقام بكتابة خطاب ينذر فيه قريشًا معركة فاصلة ، ثم تسلل رضي الله عنه إلى مكان إحدى النساء المسافرات إلى مكة وأرسلها بذلك الخطاب وأمرها أن تخفي كتابه بضفائر شعرها ، لكن جبريل عليه السلام نزل يخبر النبي بصنيع حاطب وبمكان المرأة والخطاب ، فاستدعى ثلاثة من الصحابة وبعثهم خلف المرأة واستطاعوا أخذ الكتاب منها ، ولما سلموه للنبي أمر بقراءته ثم استدعى حاطب وقال له : “يا حاطب ما هذا ؟ ” ، قال: يا رسول الله ، لا تعجل علي، إني كنت امرء ملصقاً في قريش، يقول: كنت حليفاً، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين، من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ عندهم يداً يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتداداً عن ديني، ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام. فقال: رسول الله : ” ما إنه قد صدقكم” .  فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال : ” إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ” .

فأنزل الله السورة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ) [الممتحنة:1] .

* المرجع : 1

You may also like

2 تعليقات

Mkenani 14 يوليو 2013 - 9:03 ص

الصلاة و السلام عليك ياحبيب الله محمد ، ابدعتي في الاختيار

Reply
إيناس مليباري 15 يوليو 2013 - 4:42 ص

اللهم صل وسلم عليه دائماً ، وأبداً ..
أهلاً بحضورك ، ومتابعتك :”)

Reply

اترك تعليقا