الرئيسية كَوبُ حَيـاة ولا تخافي ولا تحزني

ولا تخافي ولا تحزني

بواسطة إيناس مليباري

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبما أنني غيرُ جيدة البتّة في الكتابة عن الأمور السياسية ، لكنني في المُقابل أجيد إشعال قناديل ما أُغلق في قلوبنا وغاب عن أذهاننا ، في الحقيقة أغلب ما أدوّنه هو معروف لكنني أحب أن أذكّر بما نُسي بطريقة مُختلفة : )
ما معنى أن يملك قلبك يقيناً بالله ؟ ما هو اليقين يا صديقي ؟ هو أن تكون هُناك فُرجة في قلبك رغم تكالُب المصائب من كلّ حدبٍ وصوب . اليقين هو الهمسة التي لا تكاد تُسمع على إثر ضجيج اليأس . ومن كتاب هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقاً لكاتبه محمود محمد الخزندار أتيتكم بصفوة حديثه عن اليقين بالله ودوره في نُصرة هذه الأمة .

استفتحُ التدوينة بما استفتح به الخزندار فصله الأول من الكتاب : 

تظهرُ حقيقة اليقين بالله في مراحل الضعف ؛ إذ ليس صاحب اليقين من تنفرج أساريره وينشرح صدره ويتهلل وجهه حسن يرى قُوة الإسلام وعزّة أهله ، وإنما يكون اليقين لصاحب الثقة بالله مهما حلك الظلام .

يقول ابنُ القيم:  سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – يقول : بالصبر واليقين تُنَال الإمامة في الدنيا ، ثم تلا قوله تعالى : ( وجعلنا منهم أئمةً يهدون بأمرنا لما صبروا وكانو بآياتنا يُوقون ) . 

رُغم أننا لا نُدرك متى سيُــنصر الإسلام في كافة بقاع الأرض بيد أننا نعلمُ أننا ( خيرُ أمة أُخرجتْ للناس ) وعلى ذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام : “ لا يزال الله يغرسُ في هذا الدين غرساً يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة ” . وقد بشّرنا الحبيبُ بما يُثلج الصدر ويُذيب كل يأس حين قال : ” بشّر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الارض . . ” .

قد نتساءل إذا كُنا سنُنصر فمتى ستحل غيمة الحروب والانقسامات تلك ؟ سأخبرك يا صديقي بأن تلك الأمور وإن كانت مُزعجة ومُحزنة إلا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أشار بحدوث هذا منذ 1400 سنة حين قال : ” لن يبرح هذا الدين قائماً ، يُقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة ” .

من ستُنصر الأمة ؟ نعلمُ بأننا في زمان السلاح ، فلم تعد الكلمة كسابق عهدها ، حين كانت رادعة لمن ساءت سلوكياته تجاه شعبه ، فكم من كلمة أهدَت ، ومَحَت . . أهدت النفوس ومحتْ السوء لكنها لم تعد كذلك إذ أننا مضطرون لأن نُقابل السلاح بسلاح ، ونحنُ باستخدامنا للسلاح لا ضمان لتحقيق النصرة ، إذاَ فكيف سننتصر ؟ تأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” إنّما ينصر الله هذه الأمّة بضعيفها ؛ بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ” هي ليستْ دعوة لأن نمثّل الضعف لنُنصر لكنها ومضة تأمل لأولئك المستضعفين من الفقراء في منازلهم والسجناء المحبوسون في الأقبية ، لكل فاقدٍ للسلاح والذي نُشير إليه بقولنا ” العين بصيرة واليد قصيرة ” . الحديث هذا ذكرني بما نتداوله ” يضع سرّه في أضعف خلقه ” ، أيها الضعفاء ، اسعدوا : )

ومن حكمة المولى بأنه على الرغم من تكرار المآسي في كل زمن أصبحنا وكأننا نُشاهد مسلسل نعلم مشهده القادم اللهم فرق الإخراج ! إلا أنه سخّر في كل زمان من يُعيد اليقين إلى نفوس الأمة ، كما في الحديث : ” إنّ الله يبعثُ لهذه الأمّة على رأس كلّ مائة سنة من يجدّد لها دينها ” تذكروا وكما يقول الكاتب : الكرب لا يدوم : )

وما هذه : ولا تخافي ولا تحزني ؟
هي لتلك التي تحملُ في قلبها يقيناً لا مثيل له ، التي ألقتْ ابنها في اليمّ وهي لا تعلم إلى أين ستُحيله الأمواج ، ولأن الزمان يدور . . كتب الله الصلاح على يد من حملتْ أمه كلّ ذلك اليقين تجاه الله وما يصنع ، فكان النصر .
لا تخافي ولا تحزني . . رددوها لأنفسكم كلما شعرتم بأنّ ما حولنا على شفا جُرف ، وإني لأُنهي حديثي بـ قول للمصطفى : ” والله ليتمنّ الله هذا الأمر . . ولكنكم تستعجلون

اُهدي هذه التدوينة للصديقة القريبة البعيدة المغتربة ، التي بكتْ خوفاً وهلعاً حين حدّثتها عن الأوضاع السياسية الأمنية . . وإني لمُكثرةٌ الأسف ()

You may also like

4 تعليقات

سوسن امين 8 يوليو 2012 - 12:00 ص

دوام الحال من المحال, عندما ننظر حولنا نجد أحوال أمتنا الاسلامية والعربية سيئة وخصوصا أحوال الأقليات المسلمة, ولكن اليقين بنصر الله وفرجه ورحمته هو ما يجعلنا نستمر في الحياة, نحتاج الصبر والدعاء ومحاولة الإصلاح ما استطعنا

Reply
إيناس مليباري 9 يوليو 2012 - 6:43 ص

هو كما ذكرتي سوسنتي ()
اللهم ارزقنا الصبر واليقين الذي يؤهلنا لأن نؤمن بأن الظلام سينقشع وإن طال
و . . اشتقتُ لحضورك يا صديقة

Reply
Anas 16 يوليو 2012 - 11:15 ص

كَما قَالَ وَ وَعَدَ الرَسُولُ محمدٌ صَلى اللُه عليهِ وَ سَلَّم ” إِحْنَا رَاجْعِيِن ”

شَاهِدي هِذِهِ الأُنْشُودَة .. رَوْعَة تَتَحَدَّثْ عَنْ رَوْعَة الرَسُول وَ ثِقَتِهِ بـِ رُجُوُع الإِسِلامِ عَظِيمَاً !

http://www.youtube.com/watch?v=uYRcpOtr9Yk

Reply
إيناس مليباري 18 يوليو 2012 - 8:30 ص

حنلم بعض ونبتدي تاني الحكاية . . .
كلمات راقية جداً وتنبئ عن نصرٍ قريب وفرج آت بإذن الله
شكراً أخ أنس على إضافتك الثرية

Reply

اترك تعليقا