اعفُ عنه [7]

بواسطة إيناس مليباري

♪ 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حكاية آية1

عندما سمع الرسول بأن ( سعد بن عبادة ) طريح الفراش تحركت مشاعره نحو أخيه وحبيبه ، وتحركت دابته نحو هذا الأنصاري الكريم ، وفي طريقه إليه رأى رسول الله نبتة غريبة أثارها غبار دابته ﷺ فاهتزت وتطايرت أشواكها .

وهاهو أسامة بن زيد يحدثنا عن ذلك فيقول : ( إن رسول الله ﷺ  ركب حمارًا عليه إكاف على قطيفة فدكية ، وأردف أسامة بن زيد وراءه ، يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج ، قبل وقعة بدر ، حتى مر بمجلس فيه عبدالله بن أبي بن سلول ، وذلك قبل أن يسلم عبدالله بن أبي ، فإذا بالمجلس أخلاط من المسلمين ومن المشركين عبدة الأوثان واليهود ، وفي المسلمين عبدالله بن رواحة ، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمّر ابن أبي أنفه بردائه ثم قال : لاتغبروا علينا .

فسلم رسول الله   ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله عزوجل وقرأ عليهم القرآن ، فقال عبدالله بن أبي بن سلول : أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقًا ، فلا تؤذنا به في مجالسنا . ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه . فقال عبدالله بن رواحة : بلى يا رسول الله ، فاغششنا به في مجالسنا ، فإنا نحب ذلك . واستتب المسلمون المشركون واليهود ، حتى كادوا يتثاورون ، فلم يزل رسول الله ﷺ  يخفضهم حتى سكتوا . ثم ركب رسول الله ﷺ  دابته حتى دخل على سعد بن عبادة ، فقال له رسول الله ” أيا سعد ، ألم تسمع ماقال أبوحباب – يريد عبدالله بن أبي ؟ ” قال : كذا وكذا  ، فقال سعد: يا رسول الله اعف عنه واصفح، فوالذي أنزل عليك الكتاب، لقد أوشك أهل المدينة على أن يُتَوِّجُوه، فلما أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله، لم يرض به، فذلك الذي فعل به ما رأيت. فعفا عنه رسول الله   .

وكان النبي وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصبرون على الأذى قال الله عز وجل : ( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ  ) [ آل عمران : 186 ] .

  • إكاف : سرج الحمار . 
  • فدكية : نسبة إلى فدك وهي بلدة قريبة من المدينة المنورة . 
  • عجاجة الدابة : غبارها . 
  • خمّر : غطى .

* المرجع : 1

You may also like

اترك تعليقا