♥
السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قالت الأم تريزا يوماً : “ لا يُمكننا أن نفعل أشــياء عظيمة في هذه الدنيا ، يُمكننا فقط أن نفعلَ أشياء صغيرة ولكن بحبٍ شديد “، ذاك مااخترتُه ليكون سماءً لهذه السّمفونية ، أخبرتهم بأن يمنحوا الحب لوناً أزرق ، لون الإخلاص والعِرفان والامتنان .. أخبرتهم لرغبةٍ عميقة تجعلني أشعرُ بـأنني امتداداً لتلك السّمــاء .. الثامنة !
قلتُ ذاتَ ليلة : “ انجازاتنا الصغيرة تصنع بداخلنا كائناً لطيفاً جداً ، يُحرّضنا هذا الكائن لأن نُطعمه كثيراً ليتنامى حباً في أحشائنا ، ليجعلنا نتفس بشكلٍ أفضل ونهضم طعامنا بطريقة صحيّـة “ ! صدقوني حين نرتبط عاطفياً بأي شيء يُحيط بنا ، ونمنحه الكثير من الوفاء .. ستَردنا الكثير من الهدايا التي أشبه ما تكون بـ ” الأقدار الجميلة ” والتي ما هي إلا انعكاساً لكل ما تم منحه : )
لازلتُ أذكر حين استجبتُ لصوتي الداخلي والذي أخبرني مراراً بأن يكون لي عالم متفرد هُنا ، وما أن اكتمل بناء عالمي هذا ( سمفونيتي ) بدأتْ السوداويات تظهر في السطح ! .. على غرار بأن روحي ليستْ أهلاً لأن تكون معطاءة على الدوام وبأن فكرة إنشاء هذا العالم ماهو إلا قرار وليد عاطفة ! إلا أنّ ثمة شيء ما في العُمق جداً يسحبني سحباً بألا أتراجع ، كنتُ أمنحُ ذلك الشيء الكثير من المساحات لأن يُثبت لي صحة رأيه ! ..
في كل تدوينة كنتُ انتظر طيف العابرين ، افتح الباب منذ أن يُعلن ذا العُرف الأحمر _ الديك _ انبلاجُ يوم جديد .. وانتظر طويلاً .. انتظر من يُخبرني بأنه كان هٌنا ، وحينما أشعرُ بالتعب أغفو قليلاً لأستيقظ مجدداً لأجدني في ذات المكان ، على عتبة الباب انتظر ! .. وبعد كل مشقة انتظار كنتٌ أقرر بأن هذه هي الأخيرة من التدوينات ! فقد سئمتُ الكتابة لمن لا يقرأ ! وفي غمرة يأسي وإحباطي يجيئني طيفُ المدون محمد والذي أذكر أجمل أقواله لي بشأن التدوين ، كان أول من أكّــد لي بأن التدوين شأنه شأن أي أمر آخر نعيشه ، يحتاج للكثير من الصبر يا إيناس ولا تتوقعي بأن زائرون مجهولون يتحرونك ! .. أعلمُ بأن ماذكره ” معروف ” بيد أننا نحتاج لروحٍ صادقة تُذكرنا بما يتوجب علينا فعله ، حينها قررتُ أن افتح الباب ولا انتظر !
وبعد حين ، أصبح الزائرون هم من يطرقون بابي ليخبروني كم هم مسرورون لوجودهم هنا ، أصبحتُ أرى ما أكتبه يٌنشر مذيَّلاً بـ ( إيناس مليباري ) ، بحقٍ أشعر بالامتنان تجاه كل الأقدار التي أخذتْ تُغير من مساراتها لتٌخبرني كم هي الحياة جميلةٌ بالصبر والتريث يا إيناس !
أستطيع القول بأن التدوين أيقظ الكثير بداخلي الذي كان في سُباتٍ عميق ، عُمر كتابة غير كافية لأن أُبلور ما أود قوله حقيقة إلا أن التدوين أهداني روحاً جديدة .. روح العطاء الذي لا ينضب والتواصل الذي لا ينقطع والحب الذي لا يندثر والفِكـــر الذي لا يتوقف : )
التدوين جعل مني إنسانة تحمل رسالة مهما كانت صغيرة فالرسائل عميقة بمحتواها لا بكمّها وعدد أحرفها ، التدوين منحني ثقة من حولي وبأنني أهلٌ لأن أفعل أشياء ذات قيمة أياً كانت تلك القيمة ، التدوين أخبرني بأن ( اغرسي شجرتكِ حتى لو علمتِ أنّ نهاية العالم غداً ) .
لا أدري لمَ أكتبُ كل هذا الان !! جُل ما أعرفه بأني منذ وقتٍ طويل انتظر هذا اليوم الذي أُعلن فيه اتمام مدونتي لعامها الأول ، ليس فخراً أجوف ولا أبتـــر بل لأحصي العطاء ولأقيم كل ماذُكر هنا .. سواء كانت أفكار شخصية أو أي شيء آخر ، احتاج لأن تخبروني برأيكم لأن تنصحوني بأسلوبكم الراقي ، كيف وجدتموني يا أصدقاء ؟
أعلم بأن الانجازات لاتٌقاس بكمها ولا بكيفها لكنني أحببتُ نوفمبر كما لم أحبه من قبل ، ففيه اتخذتُ أجمل قراراتي وأكثرها صواباً ، وإني لأسأل الله أن يزيدني وكل المدونين والمدونات الكثير من البصيرة والحكمة وأن يسخّر لنا الأقدار طوعاً لتُرشدنا الصواب ولنكون خير خليفة لله في كونه وأرضه : )
شُكراً لربِّي كثيراً الذي أعلمُ يقيناً بأنه يحبـــني أكثر من أي شيء آخر ، ثم شُكــراً للمدون الذي ما أفتأ الحديث عنه وبه محمد والذي عرّفــني على جمال آل massdesigners فلهم مني كل الحب والامتنان ، شُكــراً لـ المدونة متطوعة على تعليمها إيّـاي ماكنتُ أجهله وأريده ! شُكــراً لكل الزوّار والزّائرت .. شكراً لكل من نقل أحرفي لأمكنة أخرى وذيّلها بإســمي : )
شُكراً خاصة جداً لصديقتي ( طُهــر ) وللعزيز جداً ( هتّــان ) وجودكما الدائم يُثري شفتاي بالكثير من الابتســام وقلبي بالكثير من الامتنان، متابعتكما الدائمة تمنحاني الكثير من الأشياء التي لا أراها إلا منكما
شُكراً أخيرة لِـ ( بناني ، شيم ، دودي ) على كوبكنّ الجميل والذي أبكاني كثيراً ، شٌكراً لمشاركتكنّ فرحتي الصغيرة وشاركتموني العزفُ على أوتار الفرح بكل صدق : )
وآخر القول ومٌجمله كل ليلةٍ وأنا وابنتـــي ( سمفونيتي ) ننعمُ بحياة هانئة ، سأقوم اليوم بتحديث صفحة التعريف عن نفسي , حيث أني سأضيف المقولة المعلّقة في سماء سمفونيتي لتكون هذه المقولة هي إيماني لهذه السنة : )
زاوية ـ ،
في نُوفمبر كلّ شيء يبدأ بالتغّــير : ” أوراق الشجــر ، البشر ، حتى الحيوانات ” !
نوفمبر الاستعداد للعام الجَــديد ، والاستعداد للعام الحَــالي ، إنهاء الربع الأخير من العام ،
الربع الَّــذي يُــراهن عليه العَــالم دائماً !!
في نُوفمبر تغِّــير السمــاء طبيعتها ، تكون كريمة بالمطر !
في نُوفمبر طعم النوم يختلف ، طعم القهوة مُميز ، رائحةُ الحطب ..
في نُوفمبر كل شيء مُختلف !
♥
أحبكِ يا سمفونيتي : )
11/11 /2010