♥
السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتُصاب جدة بِـ ” وعكة السّيول ” للمرة الثانية على التّوالي ، ليزاداد جسدها ترّهلاً وتفقد الكثير من ” خلاياها ” فتُصاب بَــشَرتها الكثير من الطّفح المائي ! لنْ أتحدث هُنا عن الدموع التي ذرفتها جدّة ، عن الأرواح التي ودّعتها وكفّنتها ، عن المُنشآت التي شاهدتْ سقوط شُموخها ، عن استنجاد الأطفال ، عن اختفاء معالِم الجمال والجلال !
أشعرُ بأن جدّة كانتْ كما الغريق الّذي غرق كلّه ولم يتبقَ إلا كفّه البادي لنا ، ظُلمة حالكة وسرمدية مُعتمة عاشتها تَحتَ الماء ولمْ يُنجيها بعد الله سِــوى سواعِد الخير التي زاد الله في عُمرها مُنذ ” وعكة السيول ” الأولى ! تلك السّواعد التي حرّضتني كثيراً على أن أكتب . تلك السّواعد المُباركة التي تنتشل ، تُرشد ، تُنقذ ، وتزيل .. ترفعُ وتضع .. تحملُ وتُزيح .. تُهدّئ الرّوع .. تُطبْطب القُلوب بِ صدقها . تلك السّواعد التي التحفتْ ثَوبَ الخير والصّدق .
أسماء كثيرة بَرزتْ بصدق أفعالها ، من آمنوا يقيناً بأنّ المُساعدة حقاً لا تعني فقط أن تكون مُتواجد في قلب الحدث لتنتشل غريقاً فَتُوجر ، إنّهم أولئك الّذين سخّروا الوسائل التقنية لتكون وسيلة فعّالة لنشر الخير ، لإنقاذ الأرْواح ، لطمْئنة النّفوس ، من جعلوا من البلاك بيري والفيس بوك وتويتر وغيرهم أدواتْ مُنقذة – بعد الله .
وفي هذا الشأن قالت د. نجود السّديري : ” سمعت أحدهم يقول بأنه لم يعد يشعر بالانتماء لهذا الوطن أما أنا فأقول بأني لم أشعر بالانتماء لهذا الوطن بقدر ما شعرت به اليوم! لم أشعر بالفخر بهذا الوطن بقدر الفخر الذي شعرت به اليوم! أفخر أن أكون فرد في وطن ينتمي إليه هذا الشباب. ولن أرضى بديلا عن وطن شبابنا هم أبناؤه. أعرف بأني إذا وقعت في يوم ما لن يسندني إلا هؤلاء. وأؤمن أن مستقبل وطني باهر ما دام هؤلاء قادته. فخرنا شبابنا: لا حرمنا الله منكم ” .
فشكراً لله أن أوجد من عُمق المٌصيبة أصالة المعدن ، وحمداً لله أن كشف كلّ التهاون والتسويف للمرّة الثانية ، و ” حسبي الله ونعم الوكيل ” كافيةً لكل مقصّر أو ما شابهه !! والحمدُ لله على كل حـــال .
وعن جدّة .. دوّنوا :
♥ د. نجود : طيب ! .. وبعدين ؟
♥ مها : كلنـا جدة :”(
♥ عامر : جدة… انني أغرق انني أغرق
♥ منال : الشارع يغضب !
زاوية ، ـ
♥ عٌنوان التدوينة مقتبس من المدّونة سمر حيثُ كتبتْ في صفحتها في الفيسبوك ( جدّة : فعل ماض ) ولكنّني أعتقد بعد هذا كله بأنها فعل مُضارع .
♥ أقدار اللّه مهما كانت مؤلمَة !ثـقوا .. أنّ في ثناياها “رحمة عظيمة” .
* الصورة من مدونة الهنوف عبد الله