♥
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد أن رأتني قُرابة الأربعة عشر ساعة مُستلقية على سريري بين التأوه وبين النوم المتقطع أتنقل ،أجبرتني أختي على أن : أتحرك ! أخبرتنـــــي بأن الاستسلام للألم هو ضعف ولو كان حلاً لكان تحسنت حالتي خلال الساعات المُنصرمة ، ولأن لا شيء من هذا لمْ يحدث أجبرتني أيضاً على أن أخرج من المنزل للنزهة من باب الترويح على النفس وحدث ماكان .
في اليوم التالي هاتفني خالي ليُخبرني بضرورة سعي الإنسان لمتطلبات نفسه التي لها حقّ عليه ، مُستشهداً بحديثـــه بأن الله لم يُــــــــودع للطيور أقواتها في أعشاشها ولكنه وزّعها لهم في أماكنٍ متفرقة وأعطاهم في المقابل المقوّمات التي تساعدهم للبحث عن أرزاقـــــهم . أخبرني أيضاً بمريم رضي الله عنها وكيف أن الله أمرها بأن تقوم بفعل بسيط لتكون ( طبيبة نفسها ) ولم يُنزل الرطب بين كفيها . فكانت المعــــادلة : رُطب مقابل هزّ النخلة .
وذاك السائل الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يسأله أيّهما أكثر خيرة وصلاحاً فالأول يصلي ويقوم بشتّى أنواع العبادات ، والآخر منشغل بالعمل ففضّل الرسول الذي يعمل على الذي يعبد ! . وقوله أيضاً فداهُ أبي وأمي : اذهبْ فاحتطب . كل تلك الأمور تقودنا إلى ما عُنْوِنت به التدوينة : في الحركة بركة : )
إذا كنت مُتعباً ، مُفِلساً أو ضائِقاً فقُم لفعل شيء حيال ذلك ولا تكتفي برفع يديكَ مُستسلماً لما اعتراك من البلاء . فإنّ الحياة عقيدةٌ وجِهاد . ولو لمْ تجد شيئاً ” تتحرك ” من أجل ما أصابك الله به ، فـ اجعل حركتك في أي شيء آخر حتى لو كانت حركتك هذه بعيدةً كل البعد عن مقصدك ، وانوِ بها قُرب فرج الله : )
” اللهم سُق لهم أجمل الأقدار ، واعطهم ياذا العطاء من كل ما يتمنوه الضِّعف ” أُهديها لكل من كان لنا أملاً ذات حديث ، فأدركنا من خلال همساتهم كم أنّ أحزاننا ضئيلة ، وأن كرم الله كبير قريب : )