♥
السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علّموني أطفالي الوفاء بالوعُود المقطوعة ! أدركتُ معهم كيف أن للكلمة شرف كما قال الرطيان ذات مقال ! .. ” لقد وعدتني بالأمس بأن اليوم ستقرأين لي قصّة ” كان هَذا ما تفوّه به الطفل خالد وهو يرمقُني بنظرة الواثق ممّا يقول ! . أعترفُ بأنّي كثيراً ما أفعلُ هذا سهواً لا عمداً ، جهلاً لا علماً ! اعتدتُ قطع الوعُود مع مجموعة من الأطفال بأنّنا سنُكمل هذه اللعبة في وقتٍ آخر ! ومع طفلةٍ أُخرى بقصّة في الغدّ من اختيارها وبأننّا سنحظى بوقتٍ أكثرُ متعة من اليوم ! .. وما أنْ يأتي ” الوقت الآخر ” حتّى تتلاشى كلّ تلك الوعود وتتسرّب رويداً رويداً .. إلى أن تُنفى !
وجدتُ في صديقتاي إيمان و حنان ما لمْ أجدهُ في غيرهما ! وجدتهما وفيّتان وأكثر ! تُدركان جيداً معنى ألاّ تقطع وعداً إن لم تكنْ مؤهّلاً لأنْ تتذكره فتوفي به وتكون ” قد كلمتك ” ! وجدتهما تُجيدان فنّ احترام الطفل وكيانه . في كلّ مرّة أكون جزء من حلقة الأطفال وتكون إحداهما تترأسنا أجدني مصابة بـ ” حكّة فكرية ” ولا يُزيلها إلاّ جهاز أمامي لأن أكتب عنهما ولهما وبهما ! أكتب عن كثرة الأشياء التي أصبحتُ أمتلكها في غضون ثلاث أيّام فقط !! أعلمُ بأنهما لازالنا تُخبئا لي ما لمْ أكتشفه فيهما بعد وبأنهما ليستا بذات الجمال والعُمق الذي تصورته .. بل أجمل وأعمق وأصدق!
حنانْ تلك الصديقة الجميلة والمعلمة ذات الوفاء اللا مُنقطع ! تدوّن أسماء الأطفال الذين سبقهم الوقت ففاتهم فُرصة اللعب للعبة ما ! فتقطع وعداً لهم بأنهم في الغد سيكون لهم نصيب من المتعة ويعقبُ تدوينها هذا : ” إن نسيتُ في الغد فذكروني ” ! وما أن يأتي الغد حتّى يكون من الطبيعي جدًا أن تجد الأطفال ينتظرون ” وقت الوفاء ” الذي اعتادوا أن يحظوا به دائماً في ظل معلمتاهما الجميلتان ♥
إيمان التي اعتاد الأطفال أن يُترجموا أقوالها إلى أفعال .. حدث أن كنتُ معهم أثناء لعبهم بالرمل ، فجاءتني الطفلة لانا وهي تجمعُ كفّيها وقد احتضنت مجموعة من الأحجار الصغيرة مختلفة الشكل والحجم واللون فقالت لي : ” أبلة أبغا أوريها لأبلة إيمان ” وما أن التقت الفتاة بمعلمتها فكان الاحتفاء حقاً ! لقدْ انتظرتْ إيمان لقاءها بالأطفال جميعهم .. قامت بعرض الأحجار على أصدقاء لانا وأثنتْ عليها أيّما ثناء .. ولا أدري كيف استطعتُ آنذاك احتمال الفرح المتناثر في كيان لانا ! الـ ” حكّة ” تُشتتني كثيراً في حالاتٍ كتلك !!
إيمان و حنان / حنان و إيمان علّمتا الأطفال بأنك حين تقول كلمة فأنت مجبراً لأن تكون قادراً على الوفاء بها ! فالكلمة لكَ ما دمتَ لم تتفوّه بها وهي حق لغيرك فور خروجها منك !!
حين تمتلك في حياتك إنساناً يحمل الروح ” الإيمانية ♥ ” كـ إيمان ، وروح ” حنانيّة ♥ ” كـ حنان ، فثق بأنّ الله قد ساق لك من الأقدار أجملها وأصفاها ، شكراً لله على وجُودي بينهما .. والحمدُ لله الذي بنعمته تتمّ الصّـــالحات : )
زاوية ، –
وفيكَ ياربّ أحبّهــــما ♥ ♥