♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسناً هذه المعلمة هي أنا ! كان كل شيء على ما يرام ، الأطفال وصديقتي أمل يجلسون على الأرض في حلقة جميلة وهادئة ، بينما أنا واقفة أمام الكمبيوتر لتبديل شرائح العرض ، ويفصلني عن أمل دولاب مكعبات البناء الخاصة بالأطفال ، وإذا بي ألمحُ ” وزغة ” صغيرة جداً أكاد أجزم أن لا وزن لها ! أتت من ” مدري فين ” !! مُهرولة نحو طفلتنا المسالمة جداً تسنيم وأخذت تتأرجح هذه التي لا وزن لها حسب انحناءات ثياب تسنيم !!! ثم تابعت هرولتها وعادت لمخبئها في الوقت الذي كنتُ ” مفجوعة ” ولستُ بمتيقنة بما رأيته ! آثرتُ ابتلاع فزعي إلى أن عادت هذه البئيسة لتسنيم !! حينها قطعتُ كل الصمت والهدوء قائلة بصوت عالٍ : تسنييييييييييييييييييييييم قومي !! انهالتْ عليّ نظرات الاستهجان للتدخل في الحلقة المفاجئ ، بالإضافة إلى نظرة تسنيم التي كانت بريئة جداً ” اللي مو ف وقتها أبداً ” ثم كررتُ ثانية : تسنيييييم ولماااار قومو في وززززغة! حسناً أظن أن الوزغة وصل لها صوت أقدام الأطفال وهم يتجهون نحو الباب ، الأمر الذي جعلها تتجه نحو التي ترتجف ، وترتعد فرائصها خوفاً وهلعاً ، لا أدري إن كانت كلمة فرائص تشمل إصبع القدم الصغير أم لا ، لكن حتى هذا الأخير كان مرتعداً ! فجأة شعرتُ بأن الخلايا الفليكسية – فليكيس – تحرضني على القيام بأمر واحد ! القفز فوق الدولاب والهروب من هذا الجحيم ، وعلى مرأى من الأطفال ، قفزتُ ولأول مرة في حياتي ، ومع نزولي للأرض أشعرُ بأني فقدتُ هيبتي أمامهم !
بعد أن انتقلت الوزغة لمنفاها الأخير ، وهدأتُ إلى حد ما ، سألتني إحدى الطفلات : معلمة ليش نطيتي فوق الدولاب ؟ كان بالود لو أخبرها ” يعني ماشفتتتتي الوزغة يابنتي ! ماشفتيني وأنا برجف !! ” . فيما بعد ، قمتُ بجمع الأطفال الذين شاهدوا قفزة معلمتهم الفيليكسية بطراز انثوي والتي لن يشاهدوا مثلها على الإطلاق ، بررتُ لهم سبب فعلتي ” الشنيعة ” هذه ، وبأن لعاب الوزغة مرض ، ولم يكن لدي خيار آخر لكن مافعلته كان خاطئاً و … لا أدري إن كان ” الترقيع ” سيجدي نفعاً أم أنهم سـ ” يفشّلوني قدام أهاليهم “
ومن فشائلي أتعلم والحياة تستمر يا رفاق ، أتمنى أن يسخر الله لي زوار يهوّنون الأمر علي ، وإن كان الأمر في ظاهره مضحكاً إلا أنني وبالفعل متأثرة . .