♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا يفعل الطيبون ؟ كان هذا عنواناً لمقال لم أقرأه لكنه ألهمني لأن أكتب عنه ! ما الذي يحلّ بالطيبون من الناس ؟ إنهم وبلا شك يلاقون الكثير من الأذى وسوء المعاملة ! وبالمقابل ما الذي يفعله الطيبون حيال ما يلاقونه ؟ بإمكانهم فعل أشياء كثيرة ؛ كغيرهم من البشر ، فهم على سبيل المثال بإمكانهم إخراج الجانب السيء فيهم فكما خلق الله لأولئك الذين آذوهم ألسنة فلهؤلاء الطيبين ألسنة شِداد أيضاً ! ولكني أعتقد جازمةً بأن أغلب الطيبين لن يفعلوا ذلك وإن كان الشيطان وسوس لهم بذلك مراراً وتكراراَ ، أتعلمون لماذا ؟ لأن ذلك لا يُناسبهم ببساطة : )
وهم بإعراضهم عن الفعل السابق يمثلون قول المأمون – رحمه الله – حين قال كلمته العظيمة : (حسُنت أخلاقنا فساءت أخلاقهم والله لن نُسيء أخلاقنا لتحسُن أخلاقُهم)
ما يفعله الطيبين من الناس : العفو : )
وهو وإن كان ليس بالسهل بأن تعفو لمن أساء إليك وأكثر وأجاد إيذاءك ، لكن تذكر بأنه قد فعلها السابقون من قبلك وقد نجحوا ولقد غَنموا إثر ذلك . فها هو الرسول عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة قال لهم : ما تظنون أني فاعلٌ بكم ؟ ” فقالوا : “أخٌ كريم وابن أخٍ كريم “ فكان كرمه حين قال : ” لا أقول لكم إلا كما قال يوسف لإخوته : لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ، اذهبوا فأنتم الطلقاء ” . ماكانت نتيجة العفو تلك ؟ بصوت واحد نطق 1000 واحد منهم بأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله : ) !
وذاك الغلام اليهودي الذي كان يستمر في أذية الرسول بوضع القاذورات أمام باب منزله،حين أصابته نازلة المرض،كيف تعامل الرسول الطيب مع حماقة تصرفاته السابقة ؟ لقد عاده وشاركه لحظات احتضاره .
كما أن يوسف عليه السلام ، لم يكن جوابه لإخوانه الذين فرقوا بينه وبين أباه أكثر من 30 سنة إلا أن قال لهم : ” لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ” : ) أوضح لنا هذا العظيم شرطا العفو : التقوى + الصبر ( إنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )
الطيبين وإن كان العفو سهلاً بالنسبة لهم إلا أنهم تمر عليهم لحظات قد يفكرون بالانحراف عن هذا النهج ، أقول للطيبين – ولغيرهم أيضاً – تذكروا من قال : ” يئس الشيطانُ أن يُعبد في جزيرة العرب ولكن بالتحريش بينهم ” عليه الصلاة والسلام . تذكروا جيداً بأن الشيطان بإمكانه إشعال الضغينة بين مُسلمَين لو لم يتصدا لهذا الإشتعال بالعفو : )
خلف كلّ عفو فجر جديد ، وإن لم نلحظ ذلك ولم يُظهره الله لنا جلياً إلا أني أثقُ يقيناً بأن ثمة خير مُنتظَر
زاوية ؛
اذهبوا فأنتم الطلقاء ، أهديها لكل من انحرف عن مساره ليقدّم لي شيئاً لا أحبه : )
الآن سأرقدُ بسلام : )